Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

مرض خطير يصيب الأطفال نتيجة سنوات الحرب!

خاص - SY24 

أثرت سنوات الحرب الماضية، وسوء الوضع المعيشي، وارتفاع معدل الفقر، والغلاء الفاحش، على مئات آلاف الأطفال في الداخل السوري بشكل عام، وجعل  كثيراً من العائلات تعجز عن تأمين أبسط المواد الغذائية، والعناصر الأساسية لأطفالها، كالحليب ومشتقاته، والبيض والخضار والفواكه، واللحوم الحمراء، واقتصار وجباتهم الغذائية على البقوليات والحبوب، وما توفره سلة الإغاثة في حال وجدت، وهي غير كافية لنمو الأطفال بشكل سليم. 

تلجأ “سناء” 25 عام، مقيمة في تجمع مخيمات منطقة دير حسان، شمال إدلب منذ نزوحها من ريف حمص قبل سنوات، إلى إطعام طفلتها “وعد” مادة النشاء، والأرز المطحون، وأحيانا تصنع لها عبوة من الشاي، أو شراب اليانسون بعدما خف حليب الأم، وعجزت عن شراء علبة حليب صناعي لطفلتها بسبب سوء وضعهم المادي. 

تخبرنا في حديثها إلينا شاكية سوء حال ابنتها الصحي، بعدما أصابها سوء تغدية نتيجة اعتمادها على أطعمة بديلة غير مناسبة لعمرها، ولا كافية غذائياً لنموها بالشكل الطبيعي، تقول: إن “وزن ابنتها غير مناسب لعمرها، وهي دائمة البكاء، وبدت عليها أعراض المرض، وبعد عرضها على الطبيب في أقرب مركز صحي بالمنطقة تبين أن الطفلة تعاني من سوء تغذية حاد، وهي الآن بمرحلة العلاج”. 

وحسب فنية التغذية “ريم” عاملة في أحد المراكز الصحية في الشمال، أن الفترة الأخيرة شهدت ارتفاع ملحوظاً في حالات سوء التغذية، والتي تحدث عندما لا يحصل الجسم على المواد الغذائية الأساسية التي يحتاجها، كالفيتامينات والبروتينات والمعادن الضرورية لنمو الجسم، وحالة الطفلة “وعد” أكبر مثال على ذلك، بل هي واحدة من آلاف الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، وباتوا يقصدون المراكز الصحية والمشافي لتلقي العلاج، بعدما لاحظوا نحولة غير طبيعية لدى أطفالهم، ولاسيما في السنوات الخمس الأولى وأحيانا تتطور لمرحلة القزامة. 

وأرجعت المختصة “ريم”، سبب انتشار هذا المرض إلى سوء امتصاص المواد الغذائية، نتيجة أسباب اجتماعية كالفقر والنزوح، وأسباب مرضية قد تصيب الجهاز الهضمي، والتهاب الأمعاء، وتؤدي إلى فقدان الشهية وعدم تقبل الجسم الحصص الغذائية اللازمة له.

وينذر ذلك بكارثة على مستوى الصحة، بسبب نقص عناصر غذائية أساسية لنمو الأطفال، إضافة إلى وجود حالات فقر دم، وسوء تغذية للأمهات الحوامل والمرضعات، بسبب الظروف المعيشية والاقتصادية السيئة التي يعيشها معظم المواطنين.

وأضافت في حديثها إلينا، أن حالات سوء التغذية تزداد بشكل عام، بس الغلاء والفقر وعدم الوعي لدى الأهالي لأهمية التنوع الغذائي، والحل حسب رأيها التوجه لمسح عام لكافة الاطفال، وخاصة أطفال المخيمات وأخذ التدابير وإدراج الأطفال ضمن برنامج “cmam” أي كل طفل يتم تقديم العلاج له حسب حالته.

حيث تقدم المراكز الصحية الموجودة في المنطقة، علاجاً مناسباً لكل مرحلة عن طريق تزويد الأم والطفل بالمكملات الغذائية المناسبة بشكل دوري إلى أن يصل لمرحلة التحسن ولكن هذا غير كاف بسبب الكثافة السكانية، وقلة عدد المراكز الصحية.

كثرة حالات سوء التغذية لدى الأطفال في الداخل السوري، وتزايد الحالات بشكل مستمر وخصوصاً في مناطق انتشار المخيمات، كما زادت كارثة الزلزال التي حلت في مناطق شمال غربي سوريا الشهر الماضي من عدد الأطفال المعرصين لخطر سوء التغذية. 

وفي أحدث تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، صدر اليوم 16 (مارس) /آذار قالت فيه إن “أكثر من 600 ألف طفل سوري، دون سن الخامسة، يعانون من سوء التغذية والتقزم، الأمر الذي يؤثر بقدرتهم على التعلم و إنتاجيتهم في وقت لاحق بمرحلة البلوغ”.

وبدورها قالت المديرة الإقليمية للمنظمة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أديل خضر في التقرير الذي اطلعت منصة SY24 على نسخة منه إنه لا يمكن لأطفال سوريا الانتظار أكثر من ذلك، بعد سنوات من الصراع، وزلزالين كارثيين، فإن مستقبل ملايين الأطفال معلق بخيط”. 

وأضاف التقرير أن السنوات الصراع الماضية، والزلازل القاتل الأخير، تركوا ملايين الأطفال في سوريا معرضين لخطر سوء التغذية بشكل متزايد، و تناولت الحاجة الضرورية للتمويل، والتي زادت إلى 172.7 مليون دولار، لأجل مساعدة 5.4 مليون شخص، منهم 2.6 طفل من المتضررين بالزلزال.

وأوضح أن أكثر من 3.75 مليون طفل احتاجوا إلى مساعدة غذائية في جميع أنحاء البلاد ما قبل الزلزال المدمر، في حين احتاج نحو سبعة ملايين طفل في جميع أنحاء البلاد إلى مساعدة إنسانية عاجلة.