Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

من منازلهن.. التسويق الالكتروني يخلق فرص عمل لعشرات النساء في الشمال

خاص - SY24

ساهم الفضاء الإلكتروني بمختلف المنصات والمواقع الموجودة فيه، بخلق فرص عمل جيدة نوعاً ما، بالنسبة لكثير من الأشخاص في الشمال السوري، ولا سيما السيدات  اللواتي يفضلن العمل من داخل المنزل، تبعاً لمسؤولياتهن تجاه عوائلهن وأطفالهن، وخاصة مع قلة فرص العمل في المنطقة، وارتفاع نسبة البطالة، وتدني مستوى الأجور، وما رافقها من موجة غلاء معيشي وارتفاع في الأسعار. 

حيث وجدت نساء كثر، في التسويق الإلكتروني فرصة عمل مناسبة لهن من المنزل، دون الاعتماد على شهادة علمية أو سنوات من  الخبرة التي تطلبها أي مهنة أخرى، إضافة إلى وجودهن طيلة الوقت جانب أطفالهن، فضلاً عن توفير مردود مادي مقبول، يساعدهن في متطلبات الحياة ولو بشكل بسيط. 

“أم خالد” 32عام، من سكان بلدة عقربات في ريف إدلب الشمالي، أم لأربعة أطفال، وواحدة من عشرات النساء اللواتي امتهن التسويق الالكتروني، وحققت دخلاً مادياً بسيطاً يساعد أسرتها في تأمين شيء من احتياجاتهم اليومية، في ظل الغلاء والظروف المعيشية السيئة. 

تقول في حديث خاص لمراسلتنا: إنها “منذ عدة أشهر، تعرفت على التسويق الالكتروني عن طريق إحدى قريباتها  المقيمة هي تركيا، والتي عرضت عليها العمل معها، لصالح شركة طبية تجارية تعنى بتسويق المواد التجميلية ومستحضرات العناية بالشعر والبشرة، ولها العديد من الوكلاء في المنطقة”. 

وأضافت “أم خالد” أنها تحتاج فقط إلى رقم خط هاتف تركي وهوية شخصية، من أجل تسجيل اسم الوكيل عند الشحن لإرسال الطلبيات من تركيا، وكل ماهو مطلوب منها عرض المنتجات على تطبيقات ومنصات وسائل التواصل الاجتماعي، وتعريف الزبائن بالمنتجات وتحتاج مهارة في التسويق والإقناع لزيادة نسبة البيع وبالتالي زيادة الأرباح.

تعمل عدة نساء وفتيات شابات في التسويق للمنتجات التجميلية والعناية بالبشرة، إذ أنهن الأقدر على تسويق تلك المواد، والتي تبدأ بدائرة المعارف الضيقة والأقارب والأصدقاء، ثم تتطور إلى كسب مزيد من الزبائن عن طريق الترويج للمواد بين بعضهم البعض وعبر مواقع التواصل الاجتماعي. 

تخبرنا “أم خالد” أن ما شجعها على العمل هو بقائها في منزلها مع أطفالها دون الحاجة تركهم وحدهم كباقي الوظائف والأعمال، فضلاً عن أن العمل بسيط جداً ولايحتاج مهارات إضافية أو خبرات سابقة أو مستوى تعلمي معين، ولا حتى رأس مال. 

تقول “بإمكانك التحكم في وقت العمل حسب وقتك الخاص، و مسؤولياتك الأخرى ويقتصر عملي على عرض المنتجات عن طريق (الوتس اب)، بالوقت الذي تعمل سيدات أخريات على عدة منصات أخرى مثل نشر صور المنتجات والتسويق لها عن طريق الفيس بوك، والتيك توك والانستغرام، خاصة أنها تطبيقات لها نسبة متابعين كثر، وتحظى بمشاهدات عالية، ما يجعل كمية الطلب على المواد المعروضة أكبر”.

إذ يعتمد الربح في البيع عن طريق النت على عدد القطع المباعة، فكلما استطاعت السيدة بيع قطع أكثر، زادت بنسبة ربحها لدى الشركة أكثر، فضلاً عن وجود هدايا خاصة بالعملاء على كل نسبة تسوق معينة، وبذلك تكون العديد من السيدات ولاسيما ربات المنزل قد تمكنت من استغلال وقتهن ووسائل التواصل الاجتماعي لتأمين فرصة عمل لهن.

في حين استطاعت السيدة الأربعينة “سعاد”، وهي سيدة مقيمة في تجمع مخيمات البردقلي شمال إدلب، توسيع عملها في بيع الملابس والمنتجات التجميلية في دكانها الصغير داخل المنزل، بالاعتماد على التسويق الالكتروني للبضائع، وعرض صور منتجاتها على الحالة الخاصة بها في تطبيق وتس آب، وهو ما جعل نسبة كبيرة من النساء تقبل على شراء بضائعها حسب ما أخبرتنا. 

تقول إنها “تساعد زوجها في تأمين مصروف المنزل والأطفال واختارت هذه المهنة لأنها توفر لهم دخلاً جيداً كونها لاتدفع أجرة محل أو مصاريف أخرى، فضلاً عن أنها مناسبة لها داخل المنزل، وتعاملها يكون مع النساء والفتيات أيضاً، اللواتي باتت تربطهن بها علاقة صداقة، بسبب حسن معاملتها وتمتعها بمهارة التسويق، فباتت تحظى بشعبية كبيرة بين النساء”

 

دفعت الظروف الاقتصادية والمعيشية المتردية عددأ كبيراً من النساء إلى خوض مجال التسوق والبيع والربح عن طريق الإنترنت، وكسر الصورة النمطية لربة المنزل، كونها أصبحت قادرة على تأمين عمل لها داخل بيتها، وأصبحت ظاهرة الأسواق الإلكترونية منتشرة بشكل كبير في وسائل التواصل الاجتماعي والكثير من التطبيقات الإلكترونية، دون الحاجة إلى وجود رأس مال كبير، أو تكاليف إضافية الأجرة المحل وعرض المنتجات.