Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

“بالغرامات”.. الأهالي يشترون المواد الغذائية بكميات قليلة في دمشق وريفها 

خاص - SY24

اختصرت أصناف الطعام على المائدة الرمضانية عند غالبية الأسر السورية في مناطق سيطرة النظام، ولاسيما في ريف دمشق وضواحي العاصمة، إلى صنف واحد أو اثنين، بعدما كانت تشتهر بتعدد الأصناف والطبخات لدى مختلف شرائح المجتمع. 

وحسب ما تابعته منصة SY24، كشف تصريح لأحد مسؤولي النظام أن 90 بالمئة من السوريين باتوا يشترون المواد الغذائية وأصناف الطعام بالغرامات، نتيجة الغلاء وارتفاع الأسعار، بعدما كانت حتى الأسر المحدودة الدخل، تحضر مائدة الإفطار بمختلف أصناف الأطعمة التي يشتهر بها المطبخ السوري. 

مراسلة SY24 تواصلت مع عائلة الحاج الستيني “أبو أنور” المقيم في ريف دمشق، والذي أخبرنا أنه منذ شهرين لم يشتري اللحم لعائلته، وأن معظم وجبات طعامهم تعتمد على مكونات سلة المعونة من حبوب وبرغل وأرز، مع كمية قليلة من الخضار، حيث قال إن حاله هذه تشابه حال جميع الأهالي، وبات تأمين لقمة العيش شغلهم الشاغل. 

لم يعتاد “أبو أنور” على شراء كميات قليلة من الطعام أو اللحم أو حتى الفواكه، في السابق، بل كانت سفرته عامرة بمختلف الأصناف والوجبات، وكانت العزائم والولائم حاضرة بين أولاده وأحفاده وأقاربه، حسب ما أخبرنا، في حين أن اليوم لا يستطيع الشخص تأمين الفطور لعائلته، بل استغنى عن كميات كثيرة من الأصناف فتكلفة عزيمة واحدة تفوق راتب الموظف الحكومي بأضعاف. 

بينما تحايلت السيدة “سعاد” مقيمة في مدينة برزة بدمشق، وهي أم لأربعة أطفال، على أسرتها في خامس أيام شهر رمضان، لتحضير طبخة الكبة المقلية كما وعدتهم، بعد قضاء أول أيام الشهر على الأرز البرغل واللبن، تقول “أحاول كل أسبوع أن أطبخ صنفاً محبباً لعائلتي، من الأكلات التي كنا نطبخها بشكل يومي في رمضان واستبدلت لحم الغنم بلحم الدجاج الأبيض، كونه أرخص ثمناً”. 

حضرت “سعاد” البرغل دون لحمة، وجعلت حشوة الكبة من لحم الدجاج المفروم مع كمية كبيرة من البصل حسب ما أخبرتنا، واستطاعت صنع طبق متواضع من الكبة المقلية بأقل التكاليف، تخبرنا أن أطفالها لم يفرقوا بين طعم اللحم، كونهم لم يتذوقوا الكبة المقلية منذ أشهر. 

هكذا تتحايل ربات المنازل، والآباء على أسرهم لصنع أطباق شبيهة بالتي اعتادوا عليها، واستغنوا عن أبسط مقومات العيش، ومنها جزء من لقمة عيشهم بسبب تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية في الداخل السوري، نتيجة انهيار الليرة السورية مقابل سعر صرف الدولار، فضلاً عن جشع التجار والمتسلطين الذين كان لهم دور كبير في رفع الأسعار مع قدوم شهر رمضان بشكل غير مسبوق.