Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

شعبة التجنيد تبتز الشباب بديرالزور: الدفع لقاء تسيير معاملاتهم

خاص - SY24

“في عدة ساعات داخل شعبة التجنيد بمدينة ديرالزور، صرفت نصف مرتب والدي الشهري وبتنا اليوم نعيش على النصف الآخر منه، والذي لا يكفي أصلاً ثمناً للطعام والشراب لمدة أسبوع واحد”.

 

بهذه الكلمات وصف الشاب “محمد”، وهو اسم مستعار لأحد طلاب كلية الحقوق بمدينة ديرالزور، ما حدث معه أثناء إنجازه معاملة التأجيل الدراسي داخل شعبة التجنيد الخاصة به في المدينة الخاضعة لسيطرة قوات النظام والميليشيات الإيرانية والمحلية الموالية له، وذلك بعد ابتزاز موظفي الشعبة له مقابل تسريع إنجاز معاملته وعدم تعطيلها.

 

حيث أكد الشاب، أن عناصر وضباط النظام داخل الدائرة يستخدمون السلطة الممنوحة لهم من أجل تحصيل أكبر قدر ممكن من أموال الشباب مقابل إنجاز معاملاتهم حتى لو كانت كاملة وقانونية، في الوقت الذي يتم فيه تحصيل مبالغ مالية وصفت بـ “الخيالية” مقابل إنجاز المعاملات التي تحمل بعض المخالفات البسيطة.

 

وفي حديثه مع منصة SY24 قال: “بمجرد الوقوف أمام بوابة الشعبة يجب دفع مبلغ ٥ آلاف ليرة سورية للحاجب من أجل السماح لك بدخول البناء لتبدأ بعدها رحلة دفع الأموال للجميع من أصغر عنصر إلى رئيس الشعبة، الذي يحصل على حصة الأسد من قيمة الأموال التي يدفعها الشباب لانجاز معاملاتهم الخاصة بـ التأجيل الدراسي”.

 

وأضاف “دفعت للموظفين وعناصر الأمن أكثر من 30 ألف ليرة سورية بالرغم من أن أوراقي كاملة ولا ينقصها شيء، وفي نهاية المطاف اضطررت إلى دفع مبلغ 20 ألف إضافية لرئيس الشعبة مقابل موافقته على توقيع مصدقة التأجيل الدراسي، هذا ما عدا خسارتي لبعض مقتنياتي الشخصية مثل سماعة الهاتف و نظارتي الشمسية والتي استولى عليها عناصر الشعبية”.

 

التصرفات التي أقدم عليها الضباط والعناصر جاءت بالتزامن مع تناقص عدد الملتحقين طوعاً بجيش النظام واتجاه الشباب إما للهرب باتجاه مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية”، أو الالتحاق بصفوف إحدى المليشيات المسلحة وخاصة الروسية، وذلك كونها تقوم بدفع رواتب شهرية مرتفعة وتضمن لهم العمل داخل المدينة أو في ريفها مع إعطائهم إجازات طويلة وتقديم بعض النفوذ والسلطة لهم.

 

فيما يتجه عدد أقل من الشباب للالتحاق بالميليشيات الإيرانية بالرغم من ارتفاع قيمة الرواتب الشهرية التي تقدمها لمنتسبيها المحليين مقارنةً ببقية المليشيات المسلحة، وذلك بسبب تعرضها بشكل مستمر لهجمات من قبل طيران التحالف الدولي والطيران الإسرائيلي، وإجبار المنتسبين المحليين على تغيير ديانتهم إلى الشيعية و السماح لأطفالهم وأقاربهم بالالتحاق بالمدارس والحسينيات التي تديرها هذه المليشيات.

 

مراسلنا في المدينة أشار إلى وجود اتصال شبه تام بين الضباط المسؤولين عن شعبة التجنيد وبين  ضباط الشرطة العسكرية والشرطة المدنية، من أجل تكثيف عمليات البحث عن مطلوبين لأداء الخدمة الإجبارية في ديرالزور، لدفع الأهالي والشباب على الإسراع بتقديم أوراقهم الرسمية ودفع ما يترتب عليهم من أموال لهم من أجل تسيير أوراقهم أو التغطية على المتخلفين منهم.

 

والجدير بالذكر أن مدينة ديرالزور والريف المحيط بها شهدت، منذ بداية العام الجاري، عدة حملات أمنية قامت بها الدوريات المشتركة التابعة لأجهزة النظام داخل الأحياء السكنية وفي الأسواق المحلية بحثاً عن مطلوبين لأداء الخدمة الإجبارية بجيش النظام، حيث تم اعتقال العشرات وترحيلهم إلى الشرطة العسكرية تمهيداً لنقلهم إلى مركز التجمع في معسكر هنانو بحمص ليتم فرزها بعدها إلى قطعهم العسكرية.