Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

أسعار جنونية لملابس العيد في إدلب.. والاستغناء عنها أبرز الحلول! 

خاص - SY24

مع انتصاف شهر رمضان، واقتراب عيد الفطر، تشهد أسواق الألبسة في مدن إدلب وريفها، حركة نشطة للبيع والشراء، وازدحام الطرقات بالزبائن والمارة، وبسطات الملابس الشعبية، إذ تعد فترة الأعياد فرصة موسمية، لأصحاب المحال التجارية طيلة العام لعرض وبيع بضائعهم، غير أن الأسعار هذا الموسم قفزت إلى ضعف ما كانت عليه العيد الماضي، وارتفعت بشكل ملحوظ، وأصبحت شريحة واسعة من الأهالي عاجزة عن شراء كسوة العيد لأطفالهم. 

إذ تستغني عائلات كثر عن تأمين ملابس جديدة لأطفالهم، مقابل شراء وتجهيز باقي لوازم العيد، في حين تقبل شريحة أخرى من ذات الدخل المتوسط والمرتفع على الأسواق التجارية منذ بداية رمضان، تمهيداً لتأمين مستلزمات العيد. 

تفاجئت “أم علي” مقيمة في منطقة “دير حسان” شمال إدلب وهي أم لخمسة أطفال، بالأسعار المرتفعة التي طغت على ملابس العيد هذا الموسم، بعد أن زارت أسواق مدينة الدانا القريبة منها، علها تستطيع شراء كسوة لأطفالها، تقول مستغربة: إن “أسعار الملابس بالدولار!! وكلها مرتفعة، أحتاج أكثر من 200 دولار لتأمين كسوة كاملة لعائلتي ومن متوسط الأنواع،ف الأسعار غير مقبولة نهائياً ولا سيما للعوائل الفقيرة ومتوسطة الدخل”. 

في جولة لمراسلتنا داخل سوق الدانا، لرصد حركة البيع والشراء وأسعار الملابس، أكدت أنها تحظى بأسعار مرتفعة هذا العام غير ما كانت عليه من قبل، ولاسيما مع انتهاء الشتاء والإقبال على شراء الكسوة الصيفية ايضاً. 

حيث بلغ سعر الفستان البناتي بين 25_ 45 دولار أي حوالي 800 ليرة تركية، هو ما يعادل أجرة نصف شهر لعمال مياومة، في حين وصل سعر الطقم الرسمي للصبيان 30 _40 دولار، وبنطال الجينز الولادي 6 دولار، والقميص 15 دولار، وكذلك أسعار الأحذية. 

“أبو سعيد” أحد الأهالي المقيمين في مخيم شرقي مدينة سرمدا، قال: إن “الغلاء لم يقتصر على الملابس والأحذية، بل منذ بداية رمضان شهدت أسعار معظم المواد الغذائية ارتفاعاً كبيراً، وأصبح تأمين لقمة العيش أولوية للعائلات، فيما يتم الاستغناء عن كسوة ملابس العيد لكثير منهم والتي تعد رفاهية حرموا منها منذ سنوات. 

يخبرنا أنه سيشتري لأطفاله الثلاثة من البالة كونها أرخص ثمناً، عله يزرع الفرح على وجوههم كباقي الأطفال، ولا يحرمهم كسوة الملابس ولو بأبسط الإمكانيات.

حيث لم يبقِ لهيب أسعار المواد الغذائية والسلع الأساسية  فرصة للتفكير في كسوة العيد لشريحة واسعة من الأهالي، بعدما ضربت البلاد موجة من الغلاء الفاحش شملت جميع المواد والسلع الأساسية، وبات التفكير في لقمة العيش أبرز أولويات العوائل، مع التخلي عن باقي التفاصيل الأخرى كالكسوة وشراء حلويات العيد أو أي لوازم أخرى غير الطعام والشراب، حسب من التقيناهم من الأهالي. 

في حين استغنت عائلات أخرى عن شراء الملابس واكتفت بما لديها من العيد الماضي، كحال “وصال” السيدة الأربعينية التي أخبرتنا عن صدمتها بأسعار هذا الموسم، تقول: “أنا أم لأربعة أولاد، تمكنت من شراء فستان لابنتي الوحيدة، وسعره 500 ليرة تركي، وهو مبلغ يعادل مصروف عائلتي أسبوع كامل!!، واكتفيت بشراء قمصان فقط للصبيان، مع ملابسهم الموجودة لديهم، حتى لايشعروا بالحزن أمام رفاقهم، فلا قدرة لي على كسوتهم جميعاً بملابس جديدة هذا العيد. 

بالعودة إلى “عبدو” صاحب أحد المحلات التجارية في السوق الدانا، قال: إن “سبب ارتفاع أسعار الملابس هو من المصدر، فضلاً عن إضافة الضرائب المفروضة على الملابس المستوردة، وأجور الشحن والنقل حتى تصل إلى المناطق شمال سوريا، وارتفاع أجرة المحلات التجارية والمصاريف الأخرى التي تضاف على المنتجات البضائع، ناهيك عن أن فترة العيد هي موسم سنوي ينتظره التجار لتعويض الكسر الحاصل خلال باقي الأشهر”. 

فضلاً عن أن محافظة إدلب تفتقر إلى التصنيع المحلي، بسبب عدم وجود معامل أو مصانع للألبسة الجاهزة، والاقتصاد على استيراد البضائع من تركيا أو من مناطق سيطرة النظام، بعد إضافة الضرائب عليها وأجور الشحن وكل ذلك يرفع سعرها حسب قوله. 

يشهد النصف الثاني من رمضان زحمة في الأسواق، تنبئ عن شرخ اجتماعي واضح في نسيج الطبقات الاجتماعية، فهناك عشرات الأسر تستطيع شراء ماتشاء دون التفكير بالأسعار، ولكنهم فئة قليلة، مقارنة بالشريحة الأكبر من ذوات الدخل المحدود أو من الذين لايملكون دخلا مادياً ويعتمدون على المساعدات الإنسانية في تأمين لقمة عيشهم وبالتالي يستغنون عن رفاهية الكسوة شراء الملابس وتحضيرات العيد.