Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

حسبة داعش تتحرك داخل مخيم الهول.. ماذا فعلت؟

خاص - SY24

مع بداية شهر رمضان أطلق جهاز الحسبة النسائية التابع لتنظيم داعش دورات شرعية داخل مخيم الهول للنازحين الذي تديره “الإدارة الذاتية” جنوب مدينة الحسكة، على الرغم من الإجراءات الأمنية المشددة التي فرضتها قوات حراسة المخيم “الأسايش” داخله وإعلان حظر تجوال غير المعلن بين قطاعات المخيم السبعة، والذي يبدأ مع ساعات الليل الأولى وينتهي مع طلوع فجر اليوم التالي.

 

جهاز الحسبة، الذي يضم زوجات عناصر تنظيم داعش الأجانب وبعض النساء العراقيات والسوريات اللاتي يحملن فكر التنظيم المتطرف، عمدوا منذ بداية شهر رمضان على تجهيز عدة أماكن داخل مخيم الهول بهدف إعطاء دروس شرعية للأطفال دون سن الرابعة عشرة من الذكور والإناث بشكل منفصل، بالإضافة إلى تخصيص ساعات معينة في الأسبوع لإعطاء دروس مكثفة للنساء والفتيات فوق سن الـ 18.

 

مصادر خاصة من داخل المخيم أشارت إلى قيام النساء المشرفات على الدورات الشرعية بتغيير مكان إعطاء الدروس بشكل يومي وعدم إبلاغ الطلاب بموقع الدرس إلا قبل مدة زمنية قصيرة من انعقاده، مع التأكيد على عدم إحضار أي نوع من أنواع وسائل التواصل أو الأجهزة الإلكترونية مثل الهواتف المحمولة وأجهزة اللابتوب وحتى آلات الحساب الرقمية، حرصاً من القائمين على هذه الدورات لعدم الكشف عن هوياتهم.

 

المصادر ذاتها أكدت لمراسلنا في الحسكة، أن “جميع النساء اللاتي يعطين الدروس الشرعية للأطفال في المخيم يرفضن الكشف عن وجوههم أمامهم خوفاً من تعرف هؤلاء الطلاب عليهم في حال تم اعتقالهم من قبل الأسايش، فيما يتم تغيير المعلمين بشكل دوري طوال فترة الدورة مع تغيير طريقة الكلام واللباس وغيرها من التفاصيل التي قد تكشف هوياتهم لاحقاً”.

 

وبحسب “الإدارة الذاتية” فإن إقامة دروس دينية داخل مخيم الهول ودون أي إشراف من إدارته يعد “انتهاكاً واضحاً للقانون” يعاقب عليه كل من المعلم الذي يعطي الدرس وأولياء أمور الطلاب إن كانوا تحت السن القانونية بالسجن داخل المخيم، أو نقلهم إلى سجن الصناعة في الحسكة أو إلى سجن الشدادي إن كانوا من الرجال فوق سن الـ 18.

 

“أم البراء”، من أبناء مدينة ديرالزور ومقيمة سابقة في مخيم الهول، ذكرت أن “زوجات مقاتلي تنظيم داعش الأجانب أعادوا هيكلة جهاز الحسبة النسائية الذي كان نشطاً إبان حكم التنظيم للمنطقة، وذلك بغرض السيطرة على النازحين في المخيم ومعاقبة كل من يرفض تنفيذ أوامره بالاحتجاز القسري أو التعذيب أو حتى بالقتل”، على حد قولها.

 

وقالت في حديثها مع منصة SY24: إن “طوال المدة التي بقيت فيها داخل مخيم الهول حاولت قدر الإمكان عدم الاحتكاك بنساء داعش الأجنبيات وبالذات المنحدرات من المغرب العربي ومن أوروبا، بسبب فكرهم المتطرف، وطريقة معاملتهم القاسية لنظيراتهن من نساء التنظيم وبالذات من يحيد عن فكرهم ويخالف تعليماتهم”.

 

وأضافت أن “الهدف من إقامة دورات شرعية لأطفال مخيم الهول من الأجانب والسوريين والعراقيين هو زرع فكر التنظيم المتشدد داخلهم، والاستفادة منهم في تنفيذ هجمات مسلحة ضد عناصر حراسة المخيم وحتى ضد كل من يخالف أوامرهم في المستقبل، في محاولة منهم لإعادة تشكيل أشبال الخلافة التي ضمت العديد من الأطفال دون سن الـ 18”.

 

وفي وقت سابق، أعلنت إدارة مخيم الهول للنازحين عن اعتقال العشرات من عناصر تنظيم داعش بينهم نساء، وذلك بعد إطلاق عدة عمليات أمنية داخل المخيم تم العثور فيها على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر كانت مخبأة داخل مستودعات وحفر تم إنشاؤها بوقت سابق، بالإضافة إلى العثور على عدة نساء معتقلات داخل إحدى الخيام كن قد تعرضن للتعذيب على يد جهاز الحسبة النسائي بعد اتهامهم بمخالفة قرارات التنظيم وتشريعاته.