Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

إدلب.. لماذا يفضل كثير من الأهالي التداوي بالأعشاب؟

خاص - SY24

بعد زيادة أسعار الأدوية والتي وصلت إلى الضعف تقريباً وبشكل تدريجي، اندفع كثير من الأهالي باتجاه البحث عن علاجات طبية بديلة تتمثل بالأعشاب أو ما يعرف بالطب البديل، وأصبحت محلات العطارة وبيع الأعشاب المنتشرة في مدينة إدلب وباقي المناطق، مقصد الكثيرين في الشمال السوري، يقول بعض من التقيناهم إن أسعار الأدوية في الصيدليات مرتفعة جداً، وأحياناً غير متوفرة، ما جعلهم يبحثون عن بديل شعبي أكثر وفرة وارخص ثمناً وهو التداوي بالأعشاب.

يشرح “أبو زهير” صاحب محل بيع الأعشاب والعطورات في إدلب، لمنصتنا معنى مصطلح “الطب البديل” وهو الذي لا يعتمد في على الأدوية أو العقاقير الكيميائية في العلاج، وإنما يقتصر على الأعشاب الطبية والمواد الطبيعية والزيوت المستخلصة منها، وهي طرق قديمة ومعروفة وأثبتت فعاليتها في علاج الكثير من الأمراض، ما جعل قسماً كبيراً من المرضى يثقون بالتدواي بها حسب قوله. 

من أشهر الأعشاب الطبية المستخدمة في العلاج والتي يكثر عليها الطلب حسب “أبو زاهر”، عشبة البابونج، الميرمية، الشمر، اليانسون، القرفة، الكركديه، الزنجبيل، عرق السوس، وغيرها الكثير من النباتات المعروفة وغير المعروفة وهي غير ضارة ابداً بل أثبتت تجارب الأشخاص والمرضى الذين يتناولونها بشكل منتظم وبكميات محدودة منها فعاليتها في علاج العديد من الأمراض، منها أمراض القولون و المعدة ومشاكل الهضم ومرض السعال والزكام. 

وأشار إلى أن العطارة شهدت إقبال كبيراً خلال الفترة الأخيرة، ولاسيما من الفقراء وأصحاب الدخل المحدود، الذين لا قدرة لديهم على شراء الأدوية بشكل مستمر وسط ارتفاع أسعارها، حيث يمكنهم شراء كميات محددة من الأعشاب تناسب قدرتهم المادية، وختم حديثه معنا مؤكداً أنه أسعار الأعشاب الطبية والزيوت بالمجمل ليست مرتفعة وتناسب جميع الأهالي من مختلف الطبقات. 

وفي حديث سابق مع الصيدلي “علاء” حذر من خطورة تناول مشروبات الأعشاب بشكل مفرط إذ أن الأعشاب سلاح ذو حدين قد تضر أكثر مما تنفع في حال تم تناول كميات كبيرة وغير مدروسة منه، كما أنها لا تغني أبداً عن العقاقير الدوائية.

وأكد على ضرورة عدم الاعتماد عليها دون العودة إلى طبيب مختص وهذا غير موجود في منطقتنا، حيث قال: إن “أغلب العطارين يمارسون هذه المهنة نقلاً عن آبائهم، أو بالاستعانة ببعض الكتب القديمة والوصفات المشهورة، وليس عن دراسة متخصصة كما يجب أن تكون. 

 ثمة جانب آخر للأعشاب والزيوت العطرية، تحظى بشعبية واسعة لدى النساء والشبان الباحثين عن الجمال والعناية بالبشرة والشعر، بشكل طبيعي، بالاعتماد على مستخلصات النباتات الطبيعية والزيوت في الأمور التجميلية. 

“هناء” شابة ثلاثينية لا تتوانَ عن استخدام أي وصفة تقرأ عنها أو تسمع بها تخص الجانب التجميلي و الصحي، و الرشاقة، وإنقاص الوزن فضلاً عن اتباعها حمية طبيعية لتخفيف الوزن تعتمد على الأعشاب التي تصنف بأنها تحرق الدهون وتساعد في تخفيف الوزن كالزنجبيل، والليمون، وغيرها من الأعشاب. 

تقول بعد تجربتي مع العقاقير الدوائية وأفضل ماركات التجميل والمكياج، وجدت أن الزيوت الطبيعية والأعشاب أفضل منها وأكثر أماناً على البشرة، وأوفر مادياً، فأنا اعتمد على جل نبات “الألوفيرا” الذي يعرف بفوائده العديدة ودخوله في صناعة أفخر المواد التجميلية ولاحظت تحسن كبير في بشرتي وشعري. 

كذلك يتم استخدام زيت اللوز، والورد، وزبدة الشيا، والبابونج، وغيرهم الكثير من النباتات والزيوت المتعددة الاستخدامات. فهي مواد طبيعية مضمونة النتائج، وليست ذات ضرر على الصحة كالمنتجات التي تدخل المواد الكيميائية في تركيبتها.

يشار إلى أن التداوي بالأعشاب رغم أنه طب شعبي، ولكنه يحافظ على وجوده إلى يومنا هذا، رغم تطور الطب ووجود المشافي ووفرة العقاقير الدوائية، إلا أن لليوم يحظى بإقبال من أشخاص كثر، يفضلونه على الدواء الحديث يستمرون في التداوي به، ويروون تجاربهم العديدة حول الفوائد التي حصلوا عليها من تداويهم بالطب البديل.