Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

الزلزال يغيب مظاهر العيد والفرح عن المنكوبين.. والعائلات: نحن لسنا بخير 

خاص - SY24

تقف الشابة “نور” 25 عاماً، أمام أنقاض منزل أهلها في مدينة سلقين شمال إدلب، تبحث عن رائحة أمها وصوت والدها، وضحكات أخيها وأولاده الثلاثة، بعد أن غيبهم الموت جميعاً في واحدة من أكبر الكوارث الطبيعة التي أصابت الشمال السوري في شهر شباط الماضي.

حيث قضت عائلات كثر تحت أنقاض منازلهم، عقب الزلزال، فيما نجا عدد قليل جداً من الأهالي، وبقي يتجرع حسرة الفراق والقهر على باقي أفراد الأسرة أو أقاربه.

“نور” مهجرة من كفرنبل، تسكن في بناء طابقي واحد هي وأهلها أخيها، غير أن وجودها في المشفى قبل يوم السادس من شباط هي وزوجها وابنها الصغير، حال دون موتها مع باقي أفراد أسرتها، فنجت من الموت ولكنها لم تنجو من ألم الفراق والذكريات.

لا فرحة ولا عيد ولا أي من مظهر من المظاهر المعتادة تعيشه اليوم عائلة “نور”، كحال آلاف العائلات السورية التي فقدت  أفرادها وأقاربها قبل شهرين في الزلزال، فمثل هذه الأحداث لا يمكن أن تمحى من ذاكرة الشابة، إذ كان من المفترض أن تجهز للعيد مع أهلها مثل كل عام، وتصنع الحلويات وكعك العيد في بيت العائلة، مع زوجة أخيها، وتشتري ملابس العيد لأطفالها وأطفاله، ويزينون المنزل، ويقومون بحملة التنظيف المعتادة قبل العيد بأيام، تخبرنا “نور” أن جميع تلك المظاهر اختفت ولم يعد لها قيمة في حياتها، وأن العيد سيكون غريباً عنها هذا العام.

يعيش منكوبي الزلزال هذه الأيام حالة صدمة كبيرة من على فراق ذويهم، ما أثر على أسلوب حياتهم أيضاً، وغياب مظاهر الفرح في المناسبات، وفقدان الأجواء الأسرية بين الأهالي، والتي تزيد من الألفة والمحبة سواء في شهر رمضان أو العيد.

تقول “نور” إنها تفتقد هذه المشاعر بعد رحيل عائلتها، فهي تقضي معظم وقتها على صور الهاتف المحمول تتأمل صور والدتها، وتتذكر طقوس شهر رمضان الماضي حيث كانت تجمعهم مائدة واحدة هي وجميع أفراد عائلتها وأطفالهم، وكذلك ورشة صناعة المعمول قبل العيد في مثل هذه الايام.

ليس هذا فحسب بل بات عدد كبير عوائل المتضررين يعيشون في مراكز إيواء مؤقتة، وفي مخيمات عشوائية، بعد أن تدمرت منازلهم في الزلزال، كما حدث مع عائلة أم نادر في سرمد.

تخبرنا السيدة الخمسينية أنها منذ تركت منزلها تعيش حالة غير مستقرة في أحد مخيمات الإيواء هي وعائلة ابنتها وابنها، مع أطفالهم، إذ تفتقد تلك المخيمات إلى أدنى مقومات الحياة والاستقرار والسعادة، ما جعل مظاهر الفرح بالعيد غائب عنها، حيث أنشأت عقب الزلزال عشرات المخيمات كاستجابة للكارثة، وسكنتها العوائل المتضررة، في ظل غياب الخصوصية والاستقرار.

وفي أحدث تقرير لفريق الدفاع المدني السوري، ذكر أن عدد العائلات التي تضررت من جراء الزلزال بلغ قرابة  40 ألف عائلة، بينما بلغ عدد الأبنية المدمرة بالكامل نحو 550 بناء، بينما وصل عدد الأبنية المتضررة بشكل جزئي أكثر من 1570 بناء، فضلاً عن مئات الأبنية المتصدعة.

تغيب طقوس العيد والفرح عن منكوبي الزلزال، كحال الشابة نور التي تخبرنا والحسرة تغمر تعابير وجهها،  أنها لم تعد بخير، ولن تقول لوالديها كل عام وأنتم بخير كما اعتادت في السابق، وسيكون صباح أول يوم عيد في المقبرة وليس في بيت أهلها كما كحال مئات آلاف الأسر في الشمال السوري.