Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

ما الذي بات يدفع متزعم الهيئة للظهور مع علم الثورة ومما يتخوف؟

خاص - SY24

يرى مراقبون ومحللون سوريون مهتمون بملف الشمال السوري، أن متزعم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني، بات يتعمد الظهور في مقابلاته وخطاباته إلى جانب علم الثورة السورية.

 

من جهة أخرى، لفت المراقبون إلى أن الهيئة تبدو قلقة من محاولات بعض الأطراف تطبيع العلاقات مع رأس النظام السوري وباتت تعيد حساباتها.

 

وبات ظهور الجولاني إلى جانب علم الثورة السورية يثير الكثير من التساؤلات، في حين وصف ناشطون موقف الجولاني والهيئة بشكل عام بأنه “خطوة جديدة تتخذها الهيئة لإخفاء رايتها أو راية حكومة الإنقاذ بشكل تدريجي. 

 

وحول ذلك قال مصدر من الشمال السوري لمنصة SY24، إن “علم الثورة موجود دائما مع راية الهيئة، وأعتقد أن الهيئة بعد التخلص من المتشددين في صفوفها أعادت مراجعة خطابها لتكون أكثر انسجاما مع تطلعات الشعب السوري والثورة السورية”.

 

وأضاف “في النهاية، الهيئة قوة أمر واقع يحسب الجميع حسابها، و هي تدرك ذلك وتحاول استثماره لرفع التصنيف مع بث خطاب معتدل ومنفتح على الجميع”.

 

وفي هذا الجانب، اعتبر مراقبون أن خطاب الهيئة بدأ يتبدل تدريجياً بعد أن كان موجّه ضد الثورة السورية والناشطين الثوريين، حسب مصادر محلية، وذلك بغية رفع تصنيفها من قوائم الإرهاب العالمية.

 

ومؤخراً، جدد الجولاني، خطابه المعارض لعملية التطبيع التركي مع النظام السوري، وذلك بعد أيام من إعلانه الرفض لأي تقارب بين أنقرة ودمشق، متوعدا بإسقاط النظام وبناء البلاد من جديد، حسب الكثير من المصادر المحلية.

 

وسبق أن ظهر الجولاني في تسجيل مصور بعنوان “لن نصالح”، اعتبر خلاله المباحثات بين النظام السوري وحليفه الروسي وبين الجانب التركي، انحرافا خطيرا يمس أهداف “الثورة السورية”، مستنكرا تقديم مكافأة للنظام، وفق المصادر ذاتها.

 

من جهته، قال مصدر آخر من أبناء الشمال السوري (فضّل عدم ذكر اسمه) لمنصة SY24: “أعتقد أن زعيم هيئة تحرير الشام شخصية براغماتية استطاع من خلال تنقله بين ضفاف الثورة والقاعدة على تحقيق أعلى المكتسبات من خلال بسط نفوذه، فلو تابعت شعار جبهة النصرة الذي كان بخلفية ما يطلقون عليه راية الرسول صلى الله عليه وسلم (التوحيد)، ومن ثم جبهة فتح الشام حيث كان الشعار ذاته ظاهرا لكنه أقل بروزا من السابق وصولا إلى هيئة تحرير الشام، حيث بدا واضحا اسم الفصيل والاستغناء الكامل عن راية التوحيد دلالة واضحة على متغير كبير قد حصل ربما في مخاطبتهم الحاضنة الشعبية الداخلية، الذي يطلقون عليه متطلبات (السياسة الشرعية) لكنه حتما يعني البراغماتية المتوازنة، بموجب دراسة معمقة للتيار الثوري بعمومه وذلك لتحقيق أعلى المكتسبات بما لا يتعارض مع مشروع بسط النفوذ الكامل على محافظة إدلب كمعقل رئيسي للهيئة”.

 

وأضاف “أعتقد بأن هناك مراجعات مستمرة للسياسة الشرعية للفصيل بما يتوائم مع تحقيق استراتيجية البقاء لأطول فترة ممكنة، وذلك من خلال دراسة معمقة لاحتياجات الشارع الثوري والالتفاف عليها بحلول تتيح لهم البقاء، وذلك من خلال السلوكيات التي اجتثت فصائل الجيش السوري الحر على مدار السنوات السابقة، وبقاء السيطرة للهيئة، وإنشاء إدارة محلية تحت مسمى حكومة الإنقاذ لتتوائم مع تنفيذها المطلق لرغبات الفصيل وبالتالي بقاء الجولاني حتى هذه اللحظة”.

 

أما بخصوص التطبيع مع الأسد ومخاوف الهيئة أو قلقها من ذلك، قال مصدرنا “أعتقد بأنه وحتى اللحظة لا قرار حقيقي تجاه ذلك المتغير ، وإنما بتعامل الجولاني مع ذلك كأزمة ويبحث بشكل حثيث عن حلول لا تتعارض مع رؤيته في بقائه القائد العام لمنطقة إدلب، بل يسعى للهيمنة على بعض الفصائل في مناطق عمليات غصن الزيتون ودرع الفرات، وذلك لاستخدامها كموطئ قدم فيما لو حصلت تفاهمات دولية بخصوص إدلب، خاصة وأنها منطقة توصف بحكمها من قبل متطرفين، وبالتالي أعتقد بأن الهيئة لن تعلن عن أي متغير حتى تنتهي الصورة الضبابية الدولية لما يخص التطبيع مع نظام الأسد، وبنفس الوقت البحث عن البدائل من خلال إجراء تفاهمات مع بعض الفصائل التي تحكم منطقة غصن الزيتون من خلال عملية سياسية لا أكثر، بحيث تقلل من حجم الصدام وتحافظ على كتلة مقاتليها الصلبة في مواجهات التحديات المقبلة”.

 

الجدير ذكره، أنه وعقب كارثة الزلزال في شباط/فبراير الماضي، تم توجيه أصابع الاتهام إلى هيئة تحرير الشام بأنها تعمل على استغلال الكارثة لبسط نفوذها وسيطرتها، بعكس ما تحاول الهيئة الترويج له بأنها تريد مساندة المدنيين، إضافة إلى الكثير من الآراء وردود الفعل المتباينة، حسب مصادر محلية.