Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

الأردن يهدد بعمل عسكري على حدوده ضد مخدرات الأسد

خاص-SY24

وجّه الأردن تهديداً شديد اللهجة للنظام السوري وميليشياته بسبب ملف تهريب المخدرات، ملوحاً في ذات الوقت بشن عمل عسكري على حدوده مع سوريا.

 

جاء ذلك على لسان وزير الخارجية أيمن الصفدي في تصريحات أدلى بها لقناة CNN الأمريكية، باحتمالية شن الأردن عملية عسكرية داخل سوريا في حال الفشل بالإيفاء بتعهداتها بوقف تدفق المخدرات نحو دول المنطقة.

 

وقال الصفدي: “نحن لا نتعامل مع تهديد تهريب المخدرات باستخفاف، إذا لم نشهد إجراءات فعالة للحد من هذا التهديد، فسنقوم بما يلزم لمواجهته، بما في ذلك القيام بعمل عسكري داخل سوريا للقضاء على هذا التهديد الخطير للغاية ليس فقط في الأردن، ولكن عبره نحو دول الخليج والدول العربية الأخرى العالم”. 

 

وأجمع محللون وناشطون سوريون في حديثهم لمنصة SY24، على أن هذه التهديدات لن تؤدي إلى تراجع النظام عن تهريب المخدرات، بل على العكس من ذلك تماماً.

 

وقال الناشط الحقوقي محمود الحموي لمنصة SY24، إن “الأردن جادة في تهديداتها بدعم عربي وضوء أخضر أمريكي، كونها لم يعد لديها طاقة على تحمل مماطلة الأسد في وقف تهريب المخدرات”، مبينا أن الأردن تجري مباحثات مع النظام بهذا الخصوص منذ سنتين تقريبا دون التواصل لتنفيذ أي وعود صادقة من قبل النظام.

وبيّن الحموي أن النظام لن يتراجع عن تهريب المخدرات كونها المورد الرئيسي لخزينته المنهارة ولدعم ميليشياته ومجموعاته المسلحة برواتب شهرية.

وقبل أيام، أكد مراقبون أن الأردن يعتزم إطلاق مبادرة للحل السياسي في سوريا، تقوم على دور عربي مباشر ينخرط مع النظام السوري في حوار سياسي يستهدف حل الأزمة ومعالجة تداعياتها الإنسانية والأمنية والسياسية، إضافة لبحث ملف تهريب المخدرات.

بدوره رأى الأكاديمي أحمد الحمادي في حديثه لمنصة SY24، إن “معاناة الأردن ودول الخليج كبيرة من استهدافها بالغزو المخدراتي المتواصل والذي يهدد أمنها القومي والاجتماعي ويستهدف أجيال مجتمعاتها بنتائج المخدرات غير الخافية على أحد، والأردن هو من أكثر الدول معاناة من المخدرات والحبوب المخدرة ذات التصنيع والمصدر السوري، وعمل كل جهوده الذاتية وبالتعاون من صداقاته الدولية لقمع هذه التجارة وغير قواعد الاشتباك على حدوده الشمالية أكثر من مرة لكن دون أي نتيجة في القضاء على هذا الاستهداف المخدراتي من قبل النظام السوري والميليشيات الإيرانية بما فيها حزب الله اللبناني العاملة في هذه التجارة ولها الباع الأكبر فيها، مستخدمين كافة الوسائل وطرق التمويه لتهريبها من مصدرها إلى سوق الدولة المستهدفة، بما فيها الطائرات المسيرة التي اجتاحت حدود الأردن لنقل ورمي شحنتها من المخدرات والأسلحة كما أعلن الأردن نفسه”.

وأضاف “العجيب الغريب أن يستهدف الأردن في صباحية يوم عقد الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية بشحنة مخدرات وكأنها رسالة موجهه لهم تقول: المخدرات مصدر دخل كبير لنا ويساعدنا على الاستمرار وتمويل نظامنا بمليارات الدولارات سنويا، ولن نستغني عنها دون مقابل وموازي أكبر من عائداتها، وبالطبع لن يستغني عنها”.

وتابع “أمّا بالنسبة لتصريح الوزير أيمن الصفدي للـ C N N حول إمكانية قيام الأردن بعملية عسكرية داخل سوريا في حال فشل النظام الإيفاء بالتزاماته، يبقى في مجال التهديد والتلويح بالقوة ولن يجدي، ولقد هدد الأردن سابقا بملاحقة تجار المخدرات وعصاباتها داخل سوريا، ولم يحصل ذلك بعمل عسكري مباشر يأخذ صداه بالقضاء على الخطر الداهم والمتواصل”.

وأعرب عن اعتقاده بأن “الأردن لن يكون قادر على تنفيذ هذا التهديد ولن يقوم به، وأقسى ما يمكنه القيام به في حال اكتشافه لجماعات تهريب المخدرات على حدوده أو على مقربة منها، هو التعامل الناري معها على أن لا تتجاوز القوى المتعاملة الحدود”.

وختم قائلاً “يبقى ما قاله الوزير أيمن الصفدي تهديد ووعيد وهو غير قابل للتطبيق على الأرض، وأتمنى أن لا يصل الأردن لمرحلة العاجز وغير القادر على دفع الخطر العاصف بمجتمعه من الشمال حيث يستهدف مخدراتيا وأمنيا لدمار مجتمعه وشعبه”.

ومطلع العام الجاري، وحسب ما رصدته منصة SY24،  أن الجانب الأردني استنجد بروسيا لضبط حدوده ومنع عمليات التهريب التي تقوم بها ميليشيات تتبع للنظام السوري، مطالبين بتشديد الإجراءات اللوجستية على الحدود (السورية الأردنية).

ومؤخراً، أكد الملك الأردني “عبد الله الثاني”، أن حدوده تواجه الكثير من المشاكل بسبب الميليشيات المدعومة من إيران والتي تنشط في تهريب المخدرات والسلاح، مجددًا التذكير بالدور الروسي كعامل تهدئة هناك.

وأكد مراقبون ومهتمون بالملف الإيراني لمنصة SY24 أن كارثة الزلزال كانت فرصة ثمينة للميليشيات الإيرانية، والتي ستغتنمها لتهريب الأسلحة والمخدرات إلى سوريا وبالعكس.