Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

كذبة جديدة للميليشيات في سوريا.. ما علاقة داعش؟

خاص - SY24

دافع مؤيدون لإيران وميليشياتها عن وجودها في سوريا، زاعمين أن وجودها كان لمحاربة داعش وخلاياه النائمة في المنطقة، وأن المقتول قاسم سليماني زعيم ميليشيا “فيلق القدس” هو من وقف بوجه داعش.

من جهة أخرى، استبعد مراقبون صحة هذه الادعاءات، لافتين إلى أنها ومن خلال تلك المزاعم تريد شرعنة وجودها في سوريا ومنطقة البادية على وجه الخصوص.

 

ويرى المؤيدون لإيران وميليشياتها، أن إيران تقاتل داعش في سوريا منذ سنوات، وفي كل مرة تقترب إيران من هزيمتهم، كانت قوات الاحتلال الإسرائيلي تنقذهم بضربات جوية، إلى أن قتلت الولايات المتحدة الأمريكية (بمساعدة إسرائيل) قاسم سليماني ، المسؤول عن هزيمة داعش في سوريا، وفق زعمهم.

 

وحول ذلك، قال الناشط السياسي “مصطفى النعيمي” لمنصة SY24، “لا أعتقد أن إيران هي من تحارب أو تسعى للقضاء على داعش في سوريا، فتحركات تنظيم القاعدة من أفغانستان إلى العراق يكون من خلال الجغرافية العراقية، وبالتالي اليوم التعاون وثيق ما بين متطرفي قياديي المكونين بينما العناصر يتقاتلون في الجبهات والقادة فيما بينهم يعقدون الصفقات”.

 

وتابع، أن “إيران تريد تعزيز وشرعنة وجودها، فتُحرك ما يسمى داعش ليشتبك مع بعض عناصرها ومن خلال الاشتباك تتيح لهم الحصول على السلاح، وعند انسحاب ميليشيا إيران يعود التنظيم مذخراً بسلاح نوعي إيراني، وذلك من أجل ضبط ملف التخادم، فالتنظيم من وجهة نظره يقاتل الميليشيات الإيرانية وعند تحقيقه الانتصارات يستثمر توظيفها ضمن البيئة القسرية التي يسيطر عليها بشكل جزئي ولأيام معدودة، ومن خلال خطاباته التحشيدية يجند الكثير من الشباب تحت ذريعة محاربة ميليشيا إيران، بينما في حقيقة الأمر هم يقاتلون ميليشيا إيران لكن ضمن استراتيجية عدم الانتصار وذلك من أجل بقاء التخادم”.

 

وأضاف أنه “وعلى الضفة الأخرى وتحت بند المظلومية ومحاربة المتطرفين وبعد مقتل عناصر من مرتزقة المشروع التوسعي الإيراني، وتحت ذريعة التكفيريين، يجند أيضا من أبناء الشعب السوري ويزجوا في الصفوف الأولى من الجبهات، وخيارات السوريين معدومة في تلك المناطق الشاسعة ما بين الانضواء إلى المكونات الإرهابية بشتى مسمياتها، حيث يصبحون فريسة سهلة لمشغلي المشروعين، ليستمر الاستنزاف والفوضى في المنطقة”.

 

وأشار إلى أن إيران تستمر في العمل ضمن جسرها البري في إيصال الأسلحة تحت ذريعة محاربة داعش، وتعزز من قدرة ميليشياتها ويستمر قتل المكون العربي السوري تحت أجنحتها الاستخبارية، وتبقى إيران المهيمن الأكبر بريا على الطريق الواصل من معبر البوكمال وصولا إلى دمشق ومنها إلى حمص وإلى لبنان، وتكون إيران استثمرت حالة تخادم الفوضى من أجل تقديم الذرائع للمجتمع الدولي بأنها تعمل على فرض الاستقرار في سوريا بطلب من حكومة الأسد”.

 

ووفق مصادر خاصة لمنصة SY24، فإن داعش تمكن خلال السنوات الماضية، من الحصول على مصادر عديدة لتمويل خلاياه المنتشرة في البادية بهدف ضمان بقائه والاستمرار بشن هجمات مسلحة ضد قوات النظام والميليشيات الموالية لها في المنطقة، وتضييق الخناق على الطرق البرية التي تستخدمها هذه الميلشيات في تحركاتها بين مختلف المحافظات السورية التي تنتشر بها.

 

ولفتت المصادر إلى عثور جامعي الكمأة في ريف دير الزور الغربي على مستودعات للأسلحة والذخائر وبعض أنواع الأطعمة والمعلبات وكميات كبيرة من المحروقات، داخل غرف مبنية بالطين موجودة بعمق بادية جبل البشري أحد أكبر معاقل داعش في المنطقة، بالرغم من أن المكان الذي تم العثور فيه على هذه الغرف يقع ضمن المنطقة الأمنية التي تسيطر عليها الميليشيات الإيرانية.

من جانبه، قال الكاتب المختص بالشأن الإيراني “عمار جلو” لمنصة SY24، إنه “إن كان الحديث عن المكاسب التي جنتها إيران وحلفائها من وجود داعش، نعم، سواء في العراق، والذي شهد تأسيس الحشد الشعبي ودمجه لاحقا في الجيش العراقي، والذي (الحشد الشعبي) لم يقاتل داعش، بقدر ما قتل ودمر في المجتمعات العراقية السنية، بدعوى حاضنة داعش. وهو ما يكذبه تاريخ الصحوات العراقية في قتالها للتنظيم قبل وصوله لمرتبة دولة الإسلام في العراق والشام، وأعادته إلى الجحور لولا سياسة المالكي ودعمه غير المباشر للتنظيم، سواء في السلاح والأموال كما حدث بتسليم الموصل، أو لرفده بالعناصر، نتيجة سياسة المالكي بتهميش واضطهاد السنة مما ولد ردات فعل وشحن طائفي توجه الكثير بمقتضاها لداعش، ليس حبا بداعش ولكن بغضا بسياسات إيران وأذرعها”.

 

وأضاف أن “داعش والأذرع الإيرانية وإيران معها، الطرفان يحتاجان لبعضهما البعض في الوجود وتقوية أنفسهما، على اعتبار كل طرف منهما يتبنى هوية دينية مذهبية تختلف عن الآخر، ومصممة على مواجهة الآخر لرفع المظلومية عن هذا المذهب (المضطهد) من قبل الآخر”.

وزاد موضحاً، أنه “في سوريا، معلوم أن الأسد حليف إيران أخرج الشخصيات الإشكالية والمتطرفة من سجونه، فيما قتل دعاة السلمية حينها. كما أن ما قاتل داعش بداية هي تنظيمات الجيش الحر، ولاحقا التحالف الدولي وفصائل من الجيش الحر مع وحدات حماية الشعب الكردية، فيما كانت طائرات الأسد ومليشيات إيران تقصف وتحارب فصائل المعارضة، والتي تقاتل داعش حينها، لوضعها بين كفي كماشة الأسد والمليشيات الإيرانية- داعش، مما سبب ارتباكاً وخسائر كبيرة للمعارضة نتيجة كثرة الأعداء حينها”.

 

ومضى بالقول “في النهاية لا ننسى تعاون الزرقاوي، الأب المؤسس لنواة داعش، وإيران في العراق، في العديد من القضايا، ضمن منطق المصالح المتبادلة، والتي يبدو أنها تلاقت مصالحهما معا لتفجير مرقد الإمامين في النجف، التي فتحت الأزمة الطائفية في العراق على أوسع أبوابها، ليستغلها الطرفان للتعبئة والسيطرة. فالطرفين يحتاجان لبعضهما في الوجود والتقوية، لذا فالمعارك بينهما معارك تعزيز مصالح دون أن تكون معركة قضاء على الآخر”..

 

وختم بالقول، إن “مكسبهم في سوريا من وجود داعش كان التحول الدولي عن ثورة سوريا المطالبة بإسقاط النظام، إلى مكافحة الإرهاب ونسيان الأسد حليف إيران. لذا صحيح حديثهم إن كان عن مكاسب إيران من وجود داعش، وكذب ادعاء محاربتها لداعش”.

الجدير ذكره، أن خلايا تنظيم داعش استطاعت، وعلى مدار سنوات عديدة، من الصمود في بقعة جغرافية صغيرة لا تتجاوز مساحتها 200 كم مربع بالرغم من حصارها من جميع الجهات، وإطلاق النظام ومن خلفه القوات الروسية والميليشيات الإيرانية مئات الحملات الأمنية ضده.

يشار إلى أن الميليشيات الإيرانية تحاول أن تجد لها موطئ قدم والتمدد في منطقة البادية وتحديداً في ريف حمص الشرقي، وذلك بحجة محاربة “داعش”.