Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

عودة ظاهرة حرق المحاصيل الزراعية بريف ديرالزور.. من يقف خلفها؟

خاص - SY24

اندلع حريق وصف بـ “الضخم” في أرض زراعية ببلدة أبو خشب بريف ديرالزور الشمالي الذي تسيطر عليه “قوات سوريا الديمقراطية”، ما تسبب بأضرار بالغة في محصول القمح بالرغم من محاولات الأهالي إخماده بالطرق البدائية، وسط غياب تام لسيارات الإطفاء والدفاع المدني التابعة لـ”الإدارة الذاتية”، بالتزامن مع حريق آخر اندلع في أرض زراعية في قرية “الشعفة” على الحدود السورية العراقية حيث تسبب أيضا باحتراق معظم محصول القمح.

 

عودة ظاهرة حرق المحاصيل الزراعية إلى الواجهة أثار حالة من الخوف والقلق لدى الأهالي وبالذات مع بدء موسم حصاد القمح والشعير في المنطقة، إذ تعد هذه المحاصيل هي مصدر الدخل الوحيد والأساسي لعدد كبير من العائلات في ريف ديرالزور، كما تعتمد المنطقة على هذه المحاصيل في تأمين الدقيق وباقي مشتقات القمح بعد الأزمة الكبيرة التي يعاني منها العالم نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية.

 

مراسل منصة SY24 في ريف ديرالزور أشار إلى توجيه الأهالي تهمة حرق المحاصيل الزراعية إلى خلايا تنظيم داعش التي تنشط في المنطقة، وذلك بعد إرسال الاخيرة العديد من التهديدات إلى أصحاب الأراضي الزراعية والفلاحين بضرورة دفع “الزكاة” لهم قبل بدء عملية الحصاد مقابل عدم قيامهم بإحراق المحصول بشكل كامل، وهو ما رفضه عدد كبير من الفلاحين وبالذات مع تراجع نشاط التنظيم في المنطقة عقب اعتقال عدد كبير من عناصره وقياداته وتجفيف مصادر تمويله.

 

المراسل نقل أيضاً عن بعض الأهالي قولهم إن المتهم الثاني بجريمة حرق المحاصيل الزراعية هي خلايا النظام والميليشيات الإيرانية التي تسعى إلى زعزعة أمن واستقرار المنطقة وخلق حالة من الفوضى بين الأهالي، وهو ما يحاول الأهالي منعه من خلال عدة تدابير وقائية بدؤوا بالعمل بها مؤخراً لحماية محاصيل القمح والشعير والقطن.

 

حيث أنشأ عدد من الشباب في قرى وبلدات ريف ديرالزور الشرقي والغربي مجموعات مسلحة محلية مهمتها “حماية الأراضي الزراعية أثناء فترة الحصاد وفي الليل ومنع أي شخص من الاقتراب منها”، وذلك عبر تسيير دورية راجلة وعل الدراجات النارية واعتقال أي شخص يحاول حرق محاصيلهم الزراعية وتسليمه إلى “قسد”.

 

“سليمان الحسين”، من أبناء بلدة الصبحة واحد عناصر الدوريات المحلية، ذكر أن “مهمتهم تنحصر في حماية الأراضي والمحاصيل الزراعية فقط لا غير، وذلك لعجز قسد عن تغطية مساحات شاسعة من الأراضي في المنطقة وتخوف عناصرها من تعرضهم لهجمات مسلحة من قبل تنظيم داعش خاصةً في الأراضي المكشوفة، بالإضافة إلى حرصنا على حراسة محاصيلنا بكل ما أوتينا من قوة لأنها مصدر دخلنا الوحيد إلى حين بدء الموسم القادم”، على حد وصفه.

 

وكان تنظيم داعش، وعلى مدار السنوات التي عقبت انسحابه من المنطقة، قد استهدف المحاصيل الزراعية في معظم مدن وبلدات شمال شرق سوريا التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية” لرفض أصحابها دفع الزكاة للتنظيم، فيما اضطر عدد كبير من الأهالي والفلاحين لدفع مبالغ مالية وصفت بـ “الضخمة” لعناصر داعش لمنعهم من إحراق أراضيهم وخسارتهم كامل المحصول الذي يعد مصدر دخلهم الوحيد طوال العام.

 

في الوقت الذي طالبت فيه “قوات سوريا الديمقراطية” الفلاحين بضرورة عدم دفع أي مبالغ مالية لتنظيم داعش تحت أي ظرف والتوجه لأقرب نقطة تابعة لهم للتبليغ عن أي رسائل تهديد تصلهم، خشية تعرضهم للمسائلة القانونية واعتقالهم لاحقاً بتهمة “تمويل هذه الخلايا عبر تقديم الأموال لها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة”، وسط توتر كبير ما تزال تعيشه المنطقة إلى حين الفراغ من حصاد محصولي القمح والشعير.