Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

أهالي ديرالزور يطلقون الإنذار الأخير.. ما القصة؟

خاص - SY24

أقدم أحد أبناء مدينة البصيرة في ريف ديرالزور الشرقي بإطلاق النار على عدد من أفراد أسرته ما تسبب بإصابة اثنين منهم بجروح، وذلك بعد تعاطيه مخدر الكريستال الكيميائي، ليقوم أحد أقاربه بإطلاق النار بشكل مباشر على قدميه ليتم إسعافهم جميعاً إلى مستشفى المدينة وتقديم المساعدة الطبية لهم.

 

أبناء المدينة أدانوا هذا التصرف الذي وصفوه بـ “الدخيل على عادات وتقاليد المنطقة المحافظة”، الأمر الذي دفع عدد منهم إلى تعليق منشورات ورقية في جميع أنحاء المدينة مهددين فيها تجار المخدرات والمتعاطين بـ”القتل في حال لم يتوقفوا عن تجارتهم في المدينة”، مع إعطائهم مهلة ثلاثة أيام من أجل الاستجابة لذلك.

 

تعليق المنشورات جاء بعد تزايد كبير في أعداد متعاطي ومروجي المواد والحبوب المخدرة في قرى وبلدات ريف ديرالزور الخاضع لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية”، والتي تسببت في العديد من الحوادث والشجارات الجماعية التي ذهب ضحيتها عدد من المواطنين، فيما أدى تعاطي هذه المخدرات لوقوع عدة حالات طلاق وتشريد بعض العائلات من منازلها بعد بيعها نتيجة إدمان أصحابها على مخدر الكريستال وحبوب الكبتاغون.

 

أهالي المنطقة اتهموا النظام ومن خلفه الميلشيات الإيرانية بالعمل على إغراق مدنهم وبلداتهم بالمخدرات رخيصة الثمن، عن طريق إدخالها إلى المنطقة عبر المعابر النهرية غير الشرعية التي تديرها هذه الميليشيات من جهة مناطق سيطرة النظام بالتعاون مع عدد من المهربين وبعض قادة “قسد” وعناصرها، الذين يتغاضون عن عمليات نقل المخدرات إلى المنطقة مقابل حصولهم على عائد مالي ثابت أو نسبة من الأرباح.

 

يقول “ماهر العبدالله”، من سكان مدينة البصيرة في ريف ديرالزور الشرقي، إن “المخدرات باتت تباع بشكل شبه علني في الشوارع والأسواق وبأسعار رخيصة نسبياً بالنسبة للسعر العالمي، وبالذات فيما يتعلق بحبوب الكبتاجون ومخدر الكريستال الذي يباع بشكل كبير في الوقت الراهن، ما قد يهدد السلم الأهلي في المنطقة بسبب التأثير السلبي لهذه المخدرات على المتعاطين لها”.

 

وفي حديثه مع SY24 قال: إن “عدد كبير من الشباب لجأ إلى المخدرات بسبب الظروف المعيشية الصعبة التي يعاني منها في ظل غياب فرص العمل وتدني الأجور وغيرها من الضغوط اليومية، وإغراق المنطقة بتلك المواد لتدمير الشباب، وكل ذلك يتم بإشراف الميليشيات الإيرانية”.

 

وأضاف أن “آثار هذه المخدرات بات يظهر حالياً مع تزايد عدد جرائم القتل ضمن العائلة الواحدة وأيضاً ارتفاع معدلات الطلاق والاعتداء الجسدي على الزوجات وبقية أفراد العائلة، في  تطور خطير جداً قد يؤدي إلى نتائج وخيمة على المنطقة ككل، في ظل استمرار قسد بالتغاضي عن هذه التجارة أو عدم التعامل معها بالقدر اللازم”.

 

من جانبها، أكدت قوات سوريا الديمقراطية أنها ما تزال تعمل على محاربة المخدرات في المنطقة، وذلك عبر قيامها بمصادرة كميات كبيرة منها قادمة من مناطق سيطرة النظام عبر صهاريج نقل النفط التابعة لميليشيا القاطرجي، وأيضاً عبر مداهمتها لمنازل المهربين المعروفين في مدينتي الحسكة والرقة، فيما حذرت الأهالي بضرورة الإبلاغ عن المهربين العاملين في المعابر النهرية غير الشرعية في ريف دير الزور لتورطهم بشكل مباشر في نقل المخدرات إلى المنطقة وترويجها وبيعها للتجار المحليين.

 

والجدير بالذكر أن النظام السوري بات يعد من أكبر مصدري المخدرات إلى العالم وخاصةً حبوب الكبتاغون التي تنتج في معامل تعود ملكيتها لرأس النظام بشار الأسد وشقيقه ماهر قائد ميليشيا الفرقة الرابعة، ناهيك عن تورط ميليشيا حزب الله اللبنانية والحرس الثوري في تجارة ونقل المخدرات بالتعاون مع بقية الميليشيات الإيرانية والعراقية المنتشرة في عدد من المحافظات السورية وعلى المعابر البرية مع دول الجوار، التي باتت طريقاً لعبور تلك المخدرات إلى العالم.