Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

ألبسة عليها عبارات طائفية تغزو مناطق قسد.. من أدخلها؟

خاص - SY24

غزت مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” شمال شرق سوريا خلال الآونة الأخيرة بضائع وسلع تجارية وغذائية إيرانية المنشأ، تباع بأسعار وصفت بالـ “جيدة” مقارنةً بالبضائع السورية النادرة الوجود والأجنبية غالية الثمن وخاصةً بعد إغلاق معظم المعابر البرية مع مناطق “الإدارة الذاتية”، واستمرار الأخيرة برفض فتح المعابر مع مناطق المعارضة السورية والسماح بإدخال المنتجات التركية إلى مناطقها.

مصادر إعلامية تحدثت عن عثور الأهالي على ألبسة أطفال تحمل شعارات طائفية مثل (يا علي ويا حسين ويا زينب)، وغيرها من الشعارات الشيعية مع ملصقات مكتوب عليها باللغة الفارسية، وذلك أثناء شرائهم ألبسة مستعملة لأطفالهم بالتزامن مع اقتراب عيد الأضحى، الأمر الذي أثار تخوف الأهالي ودفع العديد منهم لمقاطعة أصحاب البسطات التي تبيع مثل هذه الألبسة وحتى تهديدهم بـ”ضرورة إتلافها بأسرع وقت ممكن”.

مراسل منصة SY24 في ديرالزور التقى مع “سالم”، وهو أحد أصحاب بسطات الملابس المستعملة في مدينة البصيرة، والذي أكد له أن جميع الملابس التي يملكها قادمة من مناطق سيطرة قوات النظام وتم بيعها له عبر وسيط محلي منحدر من بلدة الجفرة “الموالية” تم بيعها له بسعر زهيد نسبياً، شريطة أن يأخذ كامل الكمية دون فحصها أو التدقيق بها، ما دفعه لشرائها على الفور وعرضها في سوق مدينة البصيرة دون إعادة النظر بها أو البحث داخلها.

وأضاف سالم:” بعد عثور الأهالي على بعض الألبسة مكتوب عليها شعارات شيعية وطائفية قمنا بإعادة البحث داخل أكياس الملابس وبالفعل وجدنا كمية جيدة من ألبسة الأطفال مكتوب عليها شعارات طائفية شيعية، بالإضافة إلى أخرى تحمل شعارات دعم المثلية الجنسية وبعض العبارات المكتوبة باللغة الانكليزية، التي فيها إهانة واضحة لقيم وعادات المجتمع العربي المحافظ في المنطقة”.

وتأتي هذه التصرفات في ظل استمرار الميليشيات الإيرانية وعبر سماسرة خاصين بها بالسعي إلى غزو المنطقة فكرياً وعقائدياً عبر إغراقها بالبضائع والسلع منخفضة الجودة وغير صالحة للاستعمال البشري، وبيعها بأسعار رخيصة نسبياً مقارنةً بالبضائع المحلية والأجنبية، ناهيك عن قيامها بتوزيع كميات كبيرة من ملابس الأطفال والمراهقين على بعض العائلات الفقيرة في مدينة ديرالزور وبقية المدن والبلدات المحيطة بها، والتي تحمل ذات العبارات الطائفية وتهدف لغرس الأفكار الشيعية لديهم.

أهالي مدينة البصيرة أطلقوا تهديدات “شديدة اللهجة” صوب كل من يقوم ببيع أو تداول أو شراء ألبسة تحمل شعارات وكتابات طائفية شيعية، وأيضاً تلك التي تحمل أعلام بعض الدول الداعمة للنظام مثل إيران وروسيا والصين وغيرها من الدول، بالإضافة إلى تهديد كل من يقوم بإدخال مثل هذه السلع إلى المنطقة دون التأكد من مصدرها أو من الكتابات والشعارات المطبوعة عليها، وبالذات ألوان دعم المثلية الجنسية وعبارات مكتوبة باللغة الأجنبية لا تتماشى مع عادات وتقاليد المنطقة المحافظة.

“أبو الحارث”، من سكان مدينة البصيرة بريف ديرالزور الشرقي، ذكر أن “المنطقة شهدت حالة من الانفلات الأخلاقي غير المقصود بعد اتجاه  الأطفال والمراهقين إلى شراء بعض الألبسة المستعملة التي تحمل شعارات وعبارات لا تليق بهم، بسبب جهلهم بما هو مكتوب عليها او بالرسومات التي تحملها، الأمر الذي دفعنا لإطلاق حملة غير معلنة لمحاربة مثل هذه المظاهر الدخيلة على منطقتنا وخاصة فيما يتعلق بتداول البسة تحمل شعارات شيعية، وهي التي تعد هي أخطر غزو فكري يمكن أن يضر بالمنطقة مستقبلاً”، على حد قوله.

وقال أبو الحارث في حديثه مع مراسل منصة SY24 في المنطقة:” أغلب من يعمل في تجارة الألبسة المستعملة هم من الأميين أو عالأقل من الذين لم يتلقوا تعليماً كافياً لمعرفة ما هي العبارات المكتوبة على ما يبيعونه وخاصة إن كانت باللغات الأجنبية، ولذلك لا أعتقد أنهم مسؤولون عن تفشي هذه الظاهرة في المنطقة، إلا أننا حذرناهم بضرورة عدم بيع الألبسة الي تحمل شعارات شيعية او مثلية جنسية مع إخطارهم بضرورة حرقها بشكل فوري”.

وأضاف:” قمنا بتنبيه عدد من الشباب والمراهقين في أسواق المدينة بضرورة عدم ارتداء بعض الأزياء التي تضر بسمعتهم، ولاقت هذه المبادرة ترحيباً كبيراً من الأهالي والشباب الذين أكدوا عدم درايتهم بما تحمله أزيائهم وألبستهم من عبارات وشعارات لا يتماشى مع المنطقة، فيما تم إرسال رسائل تحذيرية إلى  المهربين المتعاونين مع مناطق النظام من أجل التوقف عن إدخال الألبسة والبضائع إيرانية المنشأ من تلك المناطق وحظر تداولها في ريف ديرالزور”.

وكانت الميليشيات الإيرانية قد قامت، خلال السنوات الماضية، بتوزيع كميات كبيرة من الألبسة والأحذية على أطفال مدينة ديرالزور الخاضعة لسيطرة النظام، والتي تحمل بعض العبارات الشيعية والطائفية، مع تقديمها سلال غذائية مؤلفة من مواد إيرانية المنشأ إلى عوائل مقاتليها المحليين والأجانب في المنطق في محاولة منها إغراء بقية العائلات للدخول في ديانتهم من الأجل الاستفادة من الحصص والمساعدات التي تقدمها لهم.