Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

في الرقة.. ارتفاع معدل الإصابة بالتسمم جراء تناول مواد غذائية فاسدة

خاص - SY24

شهدت مدينة الرقة الخاضعة لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” ارتفاعاً ملحوظاً في معدل الإصابة بالتسمم جراء تناول مواد غذائية فاسدة ومنتهية الصلاحية وخاصةً بين الأطفال، وذلك بعد استقبال مشفى المدينة خلال الأربع والعشرين ساعةً الماضية أكثر من 25 طفل لا تتجاوز أعمارهم الـ 12 سنة بعد إصابتهم بتسمم غذائي جراء تناول نوع معين من الحلويات الصناعية.

مصادر طبية في مدينة الرقة تحدثت عن وصول 23 طفل إلى مشفى المدينة دفعة واحدة تظهر عليهم علامة الإصابة بالتسمم الغذائي، حيث قدم الكادر الطبي الإسعافات الأولية اللازمة لهم وتم إجراء التحاليل والفحوصات الطبية الضرورية بغرض التعرف على أسباب التسمم، ليتبين لاحقاً أن جميع الأطفال تناولوا نوع معين من الحلويات الصناعية القادمة من مناطق سيطرة النظام بطريقة غير شرعية، فيما أكدت إدارة المشفى أن الأعراض التي ظهرت على الأطفال تتراوح بين خفيفة إلى متوسطة الشدة ولا يوجد أي خطر على حياتهم.

المصادر ذاتها أشارت إلى استقبال ذات المشفى حالات تسمم أخرى لأطفال تناولوا نفس نوع الحلويات وذلك بعد أن ظهرت عليهم أعراض معينة تمثلت في الإسهال وارتفاع درجة الحرارة والإعياء مع مغص شديد في منطقة البطن، وذلك بالتزامن مع وصول عدة حالات أخرى لأطفال عليهم أعراض مشابهة ولكن لم يتعرضوا لأي نوع من التسمم الغذائي، وسط حالة من الخوف والهلع لدى أهالي المدينة الذين شددوا على ضرورة محاسبة المسؤولين عن إدخال بضائع غير صالحة للاستهلاك البشري إلى المدينة.

وتعد حالات التسمم الناجمة عن تناول مواد غذائية منتهية الصلاحية إحدى أهم التحديات التي تواجه القطاع الصحي في مدينة الرقة، وخاصةً مع غياب الرقابة على عمليات استيراد السلع والبضائع من خارج مناطق “الإدارة الذاتية” وبالذات تلك القادمة من مناطق النظام التي تعد المصدر الأول والرئيسي للمواد منتهية الصلاحية، إذ يحاول التجار المحليين تحقيق أكبر قدر ممكن من الربح عبر استيراد تلك السلع بكميات كبيرة وبأسعار رخيصة وبيعها بسعر مرتفع في المنطقة بعد إخفاء تاريخ انتهاء صلاحيتها.

“عامر المحمد”، من سكان شارع تل أبيض وسط مدينة الرقة، ذكر أن تجارة المواد الغذائية منتهية الصلاحية أصبحت “تجارة رائجة” في المدينة، وذلك لأن التجار “يحاولون تحقيق أكبر قدر ممكن من الربح عبر شبكة من العلاقات بينهم وبين عناصر الحواجز العسكرية التابعة لقسد وأيضاً مع مسؤولي لجنة التموين التابعة للإدارة الذاتية، بالإضافة إلى عناصر الحواجز العسكرية التابعة لقوات النظام والتي تسمح بمرور هذه السلع عقب حصولها على إتاوات مالية معينة”، على حد قوله.

وفي حديثه مع منصة  SY24 قال: “هناك بضائع محلية وأجنبية غير صالحة للاستهلاك البشري يتم إدخالها بشكل نظامي بعد تزوير تاريخ صلاحيتها داخل مناطق النظام وبالتعاون مع التجار المحليين، الأمر الذي رفع عدد حالات التسمم في المدينة وخاصةً عند الأطفال، في ظل تخوف كبير لدى الأهالي من هذه البضائع واتجاه البعض منهم لشراء المواد القادمة من مناطق سيطرة المعارضة أو من إقليم كردستان العراق التي لا تخلو أحياناً من المخالفات في الجودة”.

وأضاف أنه “لكن الخطر الأكبر يكمن في البضائع الإيرانية المنشأ التي لا يعرف أحد ماهية المواد التي تدخل في صناعتها أو تاريخ إنتاجها وإن كانت مهيئة للاستخدام البشري أم لا، على الرغم من اضطرار الأهالي لشرائها بسبب سعرها الرخيص مقارنةً بالبضائع المحلية والأجنبية، الأمر الذي يشكل تهديداً حقيقياً لحياة المدنيين بالرغم من الدعوات المكثفة التي أطلقت لمقاطعة هذه البضائع”.

وكانت المنطقة قد شهدت خلال الأشهر الماضية ارتفاعاً ملحوظاً في عدد حالات التسمم الناجمة عن تناول بعض أنواع الأطعمة المعلبة والطبيعية وخاصة بين الأطفال، حيث سجلت قرى ريف الرقة وفاة عدد كبير من الأطفال بعد تناولهم فطر سام قاموا بقطافه من أراضيهم الزراعية، فيما توفي عدد آخر جراء تناولهم معلبات فاسدة قادمة من مناطق سيطرة النظام بطريقة غير شرعية.

في الوقت الذي طالب فيه الأهالي “الإدارة الذاتية”، الجهة المدنية التي تدير مناطق شمال شرق سوريا، طالبوا بضرورة العمل على استيراد البضائع والمواد الغذائية من بعض الدول الأوروبية والآسيوية بطريقة رسمية وتحت إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لضمان صلاحية المنتجات الغذائية التي تدخل أسواق المنطقة