Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

عنوة وبالإجبار.. الهيئة تثير غضب المزارعين في إدلب!

خاص - SY24

تسببت هيئة تحرير الشام بحالة سخط غير مسبوقة بين المزارعين في مناطق سيطرتها، بعد فرضها “عنوةً” ما تسمى “زكاة الزروع والثمار”.

وزكاة الزروع والثمار هي أحد جوانب الفقه الإسلامي، وركن من أركان الإسلام، في حين أن زكاة الزروع لها نوعان: الأول الزروع التي تسقى بالمطر أو الأنهار أي دون تكاليف من الزارع فنصابها عُشر ما تنتجه الأرض، والثاني ما يسقى بالآبار وغيرها من التجهيزات الخاصة بالري والعناية، ويكون نصابها نصف العُشر، حسب مصادر بحثية.

وتأتي هذه الخطوة بالتزامن مع موسم حصاد القمح والشعير وغيرها من المزروعات الأخرى، الأمر الذي وجد فيه مراقبون من أبناء المنطقة أنها تستغل هذا الموسم لدعم خزينتها ومقاتليها، وفق قولهم.

وحسب المتداول، فإن الهيئة فرضت على المزارعين ما قيمته 2.5 % من قيمة الموسم الزراعي، دون مراعاة الظروف والتحديات التي يعاني منها أصحاب الأراضي الزراعية.

وحول ذلك، قال ناشط من أبناء الشمال السوري (فضّل عدم ذكر اسمه) لمنصة SY24، إن “موجبات طلب الزكاة لم تتحقق نظرا لأن الهيئة لم تقم بتعويض من يخسرون منازلهم أو أرزاقهم إثر الغارات الجوية الروسية والقذائف الصاروخية العبثية للنظام السوري والميليشيات الإيرانية الرديفة، وبالتالي نتحدث عن ضريبة وليست زكاة، فشروط الزكاة لم تتحقق وهنالك الكثير من المزارعين فقدوا أراضيهم التي كانوا يدفعون للهيئة الزكاة ولم تعوضهم عن تلك الأراضي”.

وأضاف “أرى بأن حالة النقمة المجتمعية ستزداد تصاعديا خاصة وأن موسم قطاف الزيتون اقترب وبالتالي إن لم يدفع الأهالي ستجبرهم الهيئة على ذلك، لكن هذه المرة أعتقد بأن الأمر مختلف خاصة وأن الهيئة وعدتهم باستعادة الأراضي التي خسرتها بموجب تفاهمات سياسية وما زال البعض معلقا آماله بالعودة إلى منطقة مورك بحماة، ولكن لن تتمكن الهيئة من استعادتها وفقا التفاهمات الدولية ولن تُقدم على أي عمل عسكري يغير خارطة النفوذ العسكرية الدولية في سوريا، وهذا سينتج عنه مزيد من الامتعاض والاحتجاجات التي قد تصل إلى الاشتباك المباشر مع العناصر الأمنية التابعة لجهاز الأمن العام الذي بدوره يتبع لهيئة تحرير الشام التي يقودها أبو محمد الجولاني”.

وليست هذه هي المرة الأولى التي تفرض فيها هيئة تحرير الشام “زكاة الزروع”، إذ بدأت بهذه الخطوة منذ العام 2020 تقريباً، حسب ما أكدت مصادر من أبناء الشمال لمنصة SY24.

وتدّعي الهيئة بأن “أموال الزكاة” سوف تذهب إلى الفقراء والمساكين والمحتاجين، حسب زعمها، في حين يشكك الأهالي والمتضررين بهذه الادعاءات، مؤكدين أن الأموال ستذهب لدعم خزينة الهيئة وخزينة حكومة الإنقاذ التابعة لها، وإلى جيوب مقاتليها وجهازها الأمني.

من جانبه، قال ناشط آخر من أبناء الشمال (فضّل عدم ذكر اسمه) لمنصة SY24، إن “الشعب السوري بفطرته كريم، والمعروف دائما أن البدو والفلاحين الأكثر كرما سواء إن كنت بزيارتهم أو كنت من جيرانهم، وهذه هي الفطرة السليمة التي وعينا عليها”.

وتابع إن “جارنا الفلاح وفي كل موسم حصاد سواء كان قمح أو خضار أو فواكه، فإنه يرسل لنا سكبة اسمها (سكبة الجيرة)، وبعد كل موسم زراعي لهذا الفلاح يقيم وليمة لوجه الله عدا عن الزكاة بينه وبين ربه، فمن هي الهيئة لتأتي اليوم وتفرض علينا ما تعلمناه بالفطرة؟، أليس أقارب الفلاح وجيرانه وأصحابه أولى بمعروفه من الهيئة وحكومتها؟”.

وزاد قائلاً، إن “دين الفطرة الذي خلق الشعب السوري عليه، أنقى وأنظف وأشرف بمليون مرة من فكرهم السلطوي الذي يستبيح أموال المسلمين، وكأنه أمير المؤمنين ويحكم بحكم الخلافة ولم ينقص هذه الخلافة إلا تطبيق أحكام الزكاة وفرضها على الفلاحين البسطاء”.

وبحسب بعض المراقبين، تحاول الهيئة إنشاء مركزية لكافة القطاعات الاقتصادية والإعلامية والزراعية والتعليمية، وبالتالي فإن الزكاة بشكل عام ليس بالضرورة أن تذهب بكاملها للفقراء بل تذهب إلى خزينة الدولة (الهيئة)، وتقوم من خلال تلك المبالغ بإنشاء المرافق والكوادر التي تخدم القطاع الزراعي كشق الأقنية أو توفير الأسمدة والبذار، الأمر الذي شكك فيه أصحاب الأراضي في منطقة إدلب.