Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

شرقي سوريا.. داعش ينهب المزارعين ويهدد من لا يدفع

خاص - SY24

شهدت معظم مدن وبلدات شمال شرق سوريا الخاضعة لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” تحركات مكثفة لخلايا تنظيم داعش وخاصةً في المناطق التي تم زراعة القمح والشعير فيها، وذلك بهدف جمع “الزكاة” من المزارعين وسط أجواء متوترة تشهدها تلك البلدات خوفاً من أي “أعمال انتقامية قد يقوم بها عناصر التنظيم ضد كل من يرفض الدفع لها”.

تحركات التنظيم تركزت في أرياف محافظة الحسكة الجنوبية وريف ديرالزور الشرقي وقرى وبلدات ريف الرقة الشرقي والجنوبي، بالرغم من قيام “قسد” بنشر مئات العناصر في محيط مزارع القمح و شن عدة حملات أمنية في المنطقة طالت بعض الأشخاص الذين اتهمتهم بـ”العمل لصالح داعش أو تقديم مساعدات لوجستية ومادية له”، وذلك بالتعاون مع قوات التحالف الدولي.

مراسل SY24 في ديرالزور نقل عن أحد المزارعين، قوله: إن “خلايا داعش قامت منذ أكثر من عشرة أيام بإرسال رسالة نصية على هاتفه المحمول من رقم محجوب طالبته فيها بدفع مبلغ مالي يتراوح بين 10 و 15 ألف دولار أمريكي قيمة زكاة محصول القمح لديه، بالرغم من عدم انتهائه من حصاده أو بيعه وقبض ثمنه، وسط حالة من الخوف انتابته هو وعائلته”.

وتحدث مراسلنا عن تكرار إرسال الرسائل النصية عبر تطبيق الواتس آب للمزارعين وأصحاب المستودعات الغذائية وبعض متعهدي آبار النفط، والتي طالبتهم من خلالها بدفع الأموال للتنظيم تحت مسمى “الزكاة أو الكلفة السلطانية”، وسط تهديدات مباشرة لمن يرفض الدفع بالقتل والاستهداف المباشر لممتلكاتهم الشخصية أو أقاربهم، وذلك عبر توجيه تهمة التعاون مع “قوات سوريا الديمقراطية” أو التحالف الدولي أو حتى مع النظام وميليشياته.

عمليات جمع الأموال من الفلاحين لاقت رفضاً كبيراً منهم خصوصاً أنها تأتي في ظل أوضاع اقتصادية صعبة يعانون منها بعد تعرضهم لخسائر مادية كبيرة طوال السنوات الماضية، بسبب انخفاض معدل أرباح زراعة القمح والشعير ووضع “الإدارة الذاتية” أسعاراً منخفضة لشرائه مع منعها بيعه أو نقله إلى خارج مناطق سيطرتها بالرغم من المناشدات المحلية بضرورة السماح لهم بذلك.

“خلف الموسى” وهو مزارع من أهالي بلدة “محيميدة” بريف ديرالزور الغربي، أشار إلى “قيام أشخاص مجهولين يدعون أنهم تابعين لتنظيم داعش بالطلب منه دفع مبلغ مالي لهم كزكاة عن محصول القمح لهذا العام خلال مدة لا تتجاوز عشرة أيام، وذلك مقابل عدم قيامهم باستهداف منزله وسيارته والأراضي الزراعية التي يملكها”.

وقال في حديثه لـ SY24: إن “أكثر ما يحزننا هو قيام عناصر تنظيم داعش بأخذ الأموال من المزارعين بكل بساطة بعد أشهر عدة من العمل والتعب والمجهود الذي بذلناه في زراعة المحصول، ولهذا فأنا وغيري من المزارعين سنرفض الدفع لهم وسنعمل على حراسة محصولنا وأملاكنا ضد كل من تسول له نفسه بتحصيل مبالغ مالية دون أي جهد”.

وفي سياق متصل، استطاعت قوى الأمن الداخلي “الأسايش” اعتقال شخص مدني من سكان الرقة كان يقوم بإرسال رسائل إلى المزارعين وأصحاب مستودعات القمح، ويهددهم فيها بـ “ضرورة دفع مبلغ مالي كبير له مقابل عدم قيامه بإحراق المحصول وبعض الممتلكات الشخصية”، فيما أكدت “الأسايش” أنها بصدد اتخاذ الإجراءات القانونية بحقه وبحق كل شخص “يحاول ابتزاز المواطنين في مناطق سيطرتها”، على حد تعبيرها.

يذكر أن نشاط خلايا تنظيم داعش قد تراجع في مناطق شمال شرق سوريا خلال الأشهر الثلاث الماضية، وذلك عقب إعلان “قوات سوريا الديمقراطية” بالتعاون مع التحالف الدولي عن تنفيذ قرابة 13 عملية أمنية في مختلف مدن وبلدات المنطقة، والتي استطاعت خلالها اعتقال عدد كبير من الأشخاص قالت إنهم “عناصر وقادة في التنظيم الإرهابي”، بالإضافة إلى مصادرة كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر داخل مستودعات تحت الأرض، مؤكدة أن التنظيم كان يستعملها في شن هجماته على قواتها في المنطقة.