Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

ندرة مياه الشرب النظيفة تهدد النازحين في الهول

خاص - SY24

يعاني سكان مخيم الهول للنازحين في ريف الحسكة من ندرة في مياه الشرب النظيفة بالتزامن مع دخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، بالرغم من قيام إدارة المخيم بـ “نشر عدد من الخزانات البلاستيكية الضخمة في جميع قطاعاته مع تقديم توجيهات وتعليمات للنازحين بضرورة اقتصاد استخدام المياه قدر الإمكان وعدم إهداره”.

تناقص كميات مياه الشرب النظيفة داخل مخيم الهول للنازحين الذي تديره “الإدارة الذاتية”، جاء بسبب زيادة تكاليف نقل المياه إليه وارتفاع أسعار المحروقات وقيام أصحاب الصهاريج بطلب مبالغ مالية إضافية من إدارته لصيانة آلياتهم، بالإضافة إلى طلب بعض أصحاب الآبار دفع مبالغ إضافية لهم بسبب فرض ضرائب جديدة عليهم ومنعهم من حفر آبار اضافية أو تقديم أي مساعدة أو دعم لهم.

أزمة المياه التي يعيشها مخيم الهول للنازحين تعد من كبرى الأزمات التي يعاني منها المخيم الذي يعيش فيه أكثر من 57 ألف نسمة جلهم من النساء والأطفال، وذلك بسبب عدم قيام إدارة المخيم بتوفير منابع مياه مركزية فيه ورفضها حفر آبار ارتوازية داخله وفي محيطه واستمرارها بالتعاقد مع عدد من أصحاب الصهاريج المقربين منها مقابل مبالغ مالية كبيرة.

في الوقت الذي حدت فيه قوى الأمن الداخلي “الأسايش” من عدد الصهاريج التي تدخل إلى المخيم خلال الأسابيع الماضية بسبب خوفها من قيام أصحابها بتهريب عناصر عائلات مقاتلي تنظيم داعش الاجانب والمحليين إلى خارج المخيم، أو إدخال أي مواد ممنوعة مثل الأسلحة والمخدرات والمشروبات الكحولية إلى داخله، في ظل استمرار حالة الانفلات الأمني وارتفاع معدل الجريمة بين النازحين.

مراسل SY24 في الحسكة نقل عن مصادر متقاطعة، قولها: إن المخيم يعاني من نقص حاد في مياه الشرب النظيفة مع قيام بعض أصحاب الصهاريج بتعبئة المياه من بعض المناهل القريبة من المخيم، الأمر الذي رفع من عدد حالات الإصابة بأمراض الجهاز الهضمي بين النازحين وخصوصاً الأطفال، فيما زادت حالات الإصابة بالأمراض الجلدية وبالذات عند النساء بسبب قلة الاستحمام وصعوبته في ظل عدد النازحين الكبير وعدم كفاية المياه الموجودة لهم جميعاً.

وأشار المراسل إلى اضطرار بعض العائلات التي تمتلك أطفال رضع أو مصابين بالأمراض الهضمية لشراء عبوات المياه المعدنية بسعر باهض جداً، والتي تدخل إلى المخيم بكميات قليلة بالتعاون مع عناصر حراسته وتباع للنازحين  بأسعار مرتفعة جداً، وسط عدم قدرة معظمهم على شرائها بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعانون منها.

أزمة المياه التي يشهدها مخيم الهول للنازحين تعد من الأزمات التي تتكرر كل عام في ظل زيادة الطلب على المياه في فصل الصيف، وعدم قيام إدارة المخيم بتنظيف الخزانات الموجودة فيه بشكل دوري أو استبدال التالف منها، بالإضافة لعدم قيامها بتأمين صهاريج تنقل المياه بشكل يومي إليه بالرغم من تخصيص المنظمات الدولية دعماً مادياً خاصاً بتأمين مياه الشرب لقاطني المخيم.