Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

تمرد “فاغنر” الأخير ينذر بمشكلة دائمة للميليشيات في سوريا

خاص - SY24

ما تزال تبعات تمرد مرتزقة “فاغنر” الروسية على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزارة دفاعه، هي العنوان الأبرز للأحداث الدائرة في المنطقة على صعيد دولي.

ورغم توقف تمرد “فاغنر” إلا أن اللافت للانتباه هو التحذيرات من تبعات وانعكاسات هذا التمرد وخصوصاً على الميليشيات الإيرانية في سوريا.

وحسب مراقبين، فإن تمرد مرتزقة “فاغنر” يُنذر بمشكلة كبيرة لإيران وميليشياتها في سوريا على وجه الخصوص، في حين يرى المراقبون أن هذا التمرد كشف مدى نقاط الضعف لدى بوتين بسبب عدم قدرته على التعامل مع هذا التمرد.

ورأت تقارير غربية أن تمرد “فاغنر” والذي استمر ليوم واحد فقط، يعتبر من الأخبار السيئة وبشكل خاص لإيران، رغم أن الأخيرة غير متحمسة في هذه الفترة لإضعاف الرئيس بوتين مع أنها تعلم أن هذا التمرد ورغم أنه قصير إلا أنه يؤدي إلى إضعاف بوتين بشكل كبير جدا.

وتعتبر “فاغنر” من القوات المتواجدة إلى جانب الميليشيات في مناطق البادية السورية، وهي من توجّه وتقود حملات التمشيط ضد تنظيم داعش، ولها اليد الطولى على النظام السوري وقواته.

وفي هذا الصدد، قال الخبير بالشأن الإيراني عمار جلو لمنصة SY24، إنه “بدون شك أن وجود مليشيا شبه عسكرية أمر شديد الخطورة والحساسية لأي دولة، كونها تمتلك السلاح والقوة ولا تخضع للمؤسسة العسكرية، أو بمعنى أدق لا يمكن ضبطها، كما حصل مؤخرا مع مليشيا فاغنر الروسية، فغالب المليشيات محركها المكاسب السياسية أو المالية”.

وأضاف أن “ما تتميز به المليشيات والأذرع الإيرانية أنها قائمة على أساس عقدي ولايتي، لا على أساس مكاسب مالية ومزايا شخصية، لذا فإن مسألة خروجها عن الطاعة شبه معدومة، وفي حال توقع الأمر فغالباً ما يكون مرتبط برأي فقهي وانشقاق عقدي دون سواهما من أمور المكاسب والمصالح، وهذا فيما يخص رفضها للطاعة أو توجهها لمقارعة أوامر ولاية الفقيه، وأما ما دون ذلك فممكن ونلحظه بخلافات الأذرع الإيرانية في العراق لتعزيز قوة فصيل على حساب الآخر، كالتنافس القائم بين عصائب أهل الحق وحركة النجباء، أو في سوريا بالخلافات على المعابر أو عمليات التهريب والاتجار بالمخدرات”.

وتابع “لذا لا أتوقع توجس إيراني من تصرفات فاغنر مؤخراً في روسيا، فالمليشيات الإيرانية ذات طبيعة خاصة متشبعة بالعقدية الولائية، وتعتبر نفسها حاملة لرسالة أيديولوجية تتمحور حول تصدير الثورة الإيرانية وولاية الفقيه في دولها والدفاع عنها، وجميعها تطمح لأن تكون شبيهة بالحرس الثوري الإيراني في دولها، لحساب إيران”.

وترى التقارير الغربية أن طهران اعتمدت على روسيا لسنوات لأسباب جيوسياسية وداخلية، وبالتالي رؤية بوتين مهدداً يُنظر إليه على أنه تهديد لها أيضاً.

والجدير بالذكر أن كل من طهران وموسكو يمتلكان ميليشيات عسكرية تعمل على الأرض بتوجيه مباشر منهما، وذلك بغرض فرض السيطرة على المراكز الحيوية والمنشآت النفطية والمعابر البرية والنهرية في دير الزور.

حيث تعتمد طهران على ميليشيا الحرس الثوري الإيراني بشكل كامل، والتي يتبع لها عدد كبير من الميليشيات الطائفية مثل ميليشيا فاطميون وزينبيون وحزب الله اللبناني والعراقي وغيرها.

في حين تعتمد روسيا على ميليشيا “لواء القدس” الفلسطيني، وكذلك الفيلق الخامس الذي يضم عناصر المصالحات التي دعمتها موسكو، بالإضافة إلى المنتسبين المحليين، وكذلك مرتزقة “فاغنر”.