Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

بتصاميم حديثة.. شابة سورية تبدع في فن المكرمية 

خاص - SY24

تمكنت الشابة “نيرمين عريضة” 23 عاماً، ابنة حي الميدان الدمشقي، من البدء بمشروعها الخاص، من منزلها في محافظة إدلب، عقب تهجيرها القسري من العاصمة قبل عدة سنوات، لتكون واحدة من نساء كثر تحدين الواقع والظروف الصعبة في الشمال السوري من خلال خلق فرص عمل خاصة بهن والاعتماد على أنفسهن وتطوير مواهبهن في مجال الأعمال اليدوية.

أتقنت “نيرمين” فن المكرمية وهو أحد أبرز الفنون اليدوية القديمة، ويعرف باسم “فن العقدة” يتميز ببساطته وجماله، وهو فن قديم عرفه النساج العرب منذ القرن الثالث عشر وأبدعوا فيه، ثم انتشر في إسبانيا وإيطاليا وعدة دول في أوروبا.

تقول “نيرمين” في حديثها إلينا: إن “فن المكرمية يعتمد على عقد الخيوط وربطها وحبكها بطريقة يدوية منظمة دون استخدام أي وسيلة أخرى مثل (السنارة) التي تستخدم في حياكة الصوف مثلاً، ثم ترتب بشكل محكم وأنيق لصنع قطعة فنية مميزة مثل الجداريات أو الحقائب اليدوية أو قطع الديكور للزينة، سواء في المنازل أو المحلات أو المعارض الفنية، وهناك قسم آخر يتم فيه إدخال الرفوف الخشبية، وقطع المرايا، والستائر والقلائد وغيرها من التصاميم المميزة.

لم تتمكن الشابة من إكمال تعليمها الثانوي بسبب تهجيرها مع عائلتها إلى الشمال السوري، ولاسيما أنها أصبحت أما الطفلين، ولكن طموحها لم يتوقف عند الدراسة، وخاصة أنها تعلمت منذ صغرها مهنة صنع المكرميات من والدتها وجدتها، تقول: إن “هذا الفن متوارث في عائلتها منذ أجيال، والأمهات والجدات حريصات على تعليميه للفتيات الشابات في العائلة، فكانت هي وشقيقتها ممن أتقن الحرفة وأبدعن في صنع تحف جميلة بتصاميم حديثة”.

وعن الصعوبات التي واجهتها في مشروعها الخاص تخبرنا أن قلة المحال التجارية التي تبيع هذا النوع من خيوط المكرمية محدود جداً في إدلب، فضلاً عن عدم وجود أنواع وألوان معينة، ما جعلها تضطر إلى استيراد الخيوط من تركيا، بسعر مرتفع، إضافة إلى تكاليف الشحن، ما كان يزيد من تكلفة صنع القطعة على الزبون، تقول نيرمين: إنها “تحرص على بيع القطع لزبائنها بسعر مناسب ولكن غلاء المواد الداخلة في الصنع، يجعل التكلفة مرتفعة قليلاً، إذ تتراوح الأسعار حسب حجم ونوع القطعة ما بين 150 _ 300 ليرة تركية أي حوالي 12 دولار تقريباً وتختلف باختلاف التصميم كما أنها تحتاج وقتا وجهداً كبيرين وأقل قطعة تستغرق أسبوع من العمل لإنهائها” .

اعتمدت “نيرمين” على وسائل التواصل الاجتماعي للتسويق لعملها، كونها غريبة عن المنطقة، وبدأت برأس مال بسيط جداً، وكانت تعتمد على بيع القطع مباشرة للبدء بقطعة أخرى، تخبرنا أنها “خلقت فرصة عمل لها من داخل منزلها، رغم أنها لا تملك شهادة جامعية، أو تكمل تعليمها، واستطاعت ملء وقتها بهواية تحبها، وأنتجت قطع فنية مميزة، كما تطورت موهبتها بشكل ملحوظ ولاقى عملها إعجاباً من قبل الجميع” حسب قولها.

“نيرمين” واحدة من آلاف النساء السوريات، اللواتي لم يرضخن للأمر الواقع والظروف المعيشية الصعبة في الشمال السوري، بل صنعن من هواية بسيطة تعلمنها في الصغر، فرصة عمل ومصدر دخل، لمساعدة عوائلهن وأطفالهن وتأمين مستلزمات الحياة بإمكانيات متواضعة ومحدودة.