Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

نبتة موسمية توفر فرصة عمل لعدد من سكان الشمال.. تعرف عليها

خاص - SY24

تنطلق مريم “42” عاماً، برفقة ابنتها الصغيرة ذات الأعوام التسعة، إلى الأراضي المحيطة بمنزلها في ريف عفرين، لجمع نباتات القبار أو مايعرف محلياً باسم (الشفلّح)، وتحرص على أن تستيقظ مبكراً قبل ارتفاع درجات الحرارة واشتداد موجة الحر ، ثم تجمع ما قطفته هي وابنتها من عدة أماكن وتبيعه لأحد المحلات التجارية، لتأمين مبلغ مالي يعينها في مصروف المنزل حسب ما أخبرتنا به.

يعد موسم جني ثمار القبار فرصة عمل موسمية تمتد من شهر حزيران إلى شهر أيلول، ويقوم عدد من الأهالي بما فيهم النساء والأطفال بقطف الثمار وجمعها وبيعها لتأمين مصدر دخل مادي لهم، وإن كان بشكل مؤقت ومحدود، حسب رأي من تحدثنا إليهم.

تقول “مريم” إن نبات الشفلح معروف بأهمية الطبية وفوائده الكثيرة ولاسيما أمراض الديسك والعمود الفقري، ما يجعل الطلب عليه يزيد في أشهر الصيف، وقد اعتدنا على قطافه منذ كنا في أراضينا بريف إدلب الجنوبي قبل نزوحنا باتجاه الشمال قبل عدة سنوات.

نساء كثر وأطفال بأعمار مختلفة، يتسابقون بين بعضهم لقطافها وبيعها كونها تؤمن لهم مبلغاً مادياً بسيط، متنقلين بين الأماكن المرتفعة والمناطق الجبلية وجوانب الطرقات، حيث يكثر وجود النبتة البرية، والتي تعد من الشجيرات الشوكية التي تتحمل الجفاف.

كما تعد من المهن الشاقة، والمليئة بالتحديات، إذ يصعب قطافها، ويتعرض الأشخاص إلى خدوش في أيديهم ولاسيما إن كانوا أطفالاً صغاراً وقد تتسبب بتمزق ملابسهم، فضلاً عن تعرضهم لخطر لسع العقارب والحشرات السامة، ومع ذلك يقبل الأهالي على قطافه في كل موسم.

يختلف سعر بيع الكيلو الواحد من ثمار القبار بين التجار، الذين يقومون بشراء كميات كبيرة منه من الأهالي، ثم يقومون بجمعه وتخزينه بطريقة التخليل أي وضعه في الماء والملح تمهيداً لتصديره إلى الخارج، حيث يكثر الطلب عليه لأغراض طبية، ويرتفع ثمنه بشكل مضاعف هناك، في حين يتم شراءه من الأهالي بسعر منخفض

ويتراوح بين 25 _30 ليرة تركية، وهو مبلغ قليل جداً أمام صعوبات التي يواجهها الأهالي أثناء جمعه وقطافه .

ورصدت منصة SY24 في تقرير سابق تعرض العديد من الأهالي إلى القصف من قبل قوات النظام في مناطق التماس، أثناء قيامهم بجمع القبار، حيث قتلت إحدى السيدات برصاص قناص مصدره قوات النظام، في منطقة الصوامع عند أطراف مدينة الباب بريف حلب الشرقي، في الأشهر الماضية.

يلجأ الكثير من الأهالي إلى أعمال خطرة  بما فيها البحث عن النباتات البرية وبيعها، لتأمين مصدر رزق لهم وسط ظروف معيشية قاسية ، يعيشها غالبية السكان في الشمال السوري مادفع عدد كبير منهم وخاصة النساء إلى العمل في بيئة قاسية، و الخوض في أعمال لم يعتدن العمل بها سابقاً رغم جميع