Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

في الشمال السوري “حبة الغاز” بمتناول الجميع.. كيف يمكن الحد من استخدامها؟ 

SY24 -خاص

أثارت حادثة انتحار الطالب الجامعي “معتصم بالله سعيد”  إثر تناوله حبة غاز الفوسفين القاتلة، في مدينة اعزاز صباح اليوم الأربعاء، موجة غضب واسعة في الشمال السوري، بسبب سهولة الحصول على الحبة وعدم اتخاذ إجراءات صارمة للحد من بيعها ما أدى إلى ازدياد حالات الانتحار بواسطتها في المنطقة.

وحسب ما رصدته منصة SY24 فإن الشاب كان قد تسمم جراء تناوله حبة الغاز، ما أدى إلى وفاته على الفور إذ تعرف الحبة أنها شديدة السمّية، وتؤدي إلى إتلاف الكبد فور تناولها، دون معرفة الأسباب وراء إقدامه على الانتحار.

للحديث عن أضرار حبة الغاز أو (حبة الغلة) كما تعرف في الصيدلية الزراعية، تواصلت مرسلة SY24 “غياث محمد” أحد الصيادلة في ريف إدلب، والذي قال: إن “حبة غاز الفوسفين الذي يسمى علمياً (فوسفيد النيتروجين)، شديد الخطورة إذ يتفاعل بعد دخوله إلى جسم الإنسان مع عصارة المعدة، وينتج عنه غاز سام، يتسبب في إتلاف الكبد وباقي أجهزة الجسم”.

وأشار إلى أن غاز الفوسفين يقوم بإيقاف جميع أجهزة الجسم ومعظم الحالات تنتهي بالوفاة، بسبب عدم وجود ترياق له أو دواء فعال، لذلك أطلق عليه “القاتل الصامت” لقدرته على إتلاف أجهزة الجسم دون وجود أي أعراض سريرية واضحة له، كما أن الحبة تعطي مفعولها بكميات قليلة جداً إذ يمكن أن تتفاعل مع الماء وتطلق “غاز الفوسفين” شديد السمية الذي يؤدي إلى الموت مؤكداً أن 500 ملغ منه وهي كمية صغيرة جداً كفيلة بقتل أي إنسان فور تناوله”.

ولعب توفر الحبة القاتلة بين متناول الجميع فضلاً عن رخص ثمنها، دوراً في شهرتها وجعلها الوسيلة الأرخص الأسرع للانتحار، حيث لقي كثير من الأشخاص ولاسيما الشباب حتفهم جراء  تناولها بغية إنهاء حياتهم، وذلك بدوافع نفسية أو والضغوط اجتماعية واقتصادية.

حيث قال الصيدلاني إن ثمن القرص الواحد منه لايتجاوز ليرة تركية وهو بمتناول الجميع، ومتوفر في الصيدليات الزراعية وأماكن بيع المبيدات الحشرية، وتستعمل هذه الحبة للحفاظ على الحبوب والحنطة من السوس أو الحشرات، ومعروفة في جميع دول العالم، باعتبارها مبيد حشري آمن على الحبوب المخزنة ولا تسبب ضرراً على صحة الإنسان، كونها لا تترك  أثراً باقياً على الحبوب، غير أن الاستخدام الخاطئ من قبل بعض الأشخاص، واستعمالها وسيلة قتل وانتحار جعلت أضرار هذه المادة أكثر من نفعها.

وطالب ناشطون بحظر بيع هذه المادة، بسبب انتشارها كوسيلة انتحار في الفترة الماضية، دون وجود أي ضوابط رقابية على بيعها، إذ سجلت  الأعوام الأخيرة عدداً كبيراً من حالات الانتحار بين الأهالي في الشمال السوري، كان معظمها بأقراص “حبة الغلة”.