Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

تحول في دور النساء شرق سوريا.. تغييرات وتحديات

SY24 -خاص

تغيرات كبيرة شهدها دور المرأة في أرياف ومدن منطقة شمال شرق سوريا، تركزت هذه التغييرات على الأدوار التي كانت تقوم بها النساء في السابق، وانتقالها إلى مهن ووظائف جديدة، ربما كلمت حكراً على الرجال في السابق، أو النساء القادمات من خارج المنطقة، وذلك وفقاً لعادات وتقاليد المنطقة التي تقيد حركة النساء وعملها في مجالات كثيرة.

إلا الفترة الأخيرة شهدت انتقال عدد من النساء الريفيات في المنطقة إلى عدة أعمال ومهن متنوعة، نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الأهالي، وخصوصًا مع ارتفاع الأسعار بشكل ملحوظ، فضلاً عن هجرة الرجال والشباب إلى دول الخارج بحثاً عن حياة أفضل، ما دفع السيدات إلى امتهان أعمال جديدة لم يعتاد عليها في السابق. 

تقارير صحفية أشارت إلى زيادة كبيرة في عدد النساء والفتيات الحاصلات على شهادات جامعية واللواتي يعملن في مؤسسات “الإدارة الذاتية”، الجهة المدنية التي تدير مناطق شمال شرق سوريا، بعضهن تمكنّ من تولي مناصب رفيعة في هذه المؤسسات، وهناك أيضًا عدد كبير منهن يعملن في منظمات دولية موجودة في المنطقة. 

وأكدت التقارير أيضًا تغيراً في حياة النساء الريفيات، خاصةً بعد تخليهن عن العمل في الأراضي الزراعية وانتقالهن إلى وظائف جديدة، ولاسيما ، فيما يتعلق بالقطاع الصحي، حيث ازداد عدد النساء العاملات في المراكز الطبية سواء طبيبات أو ممرضات وقابلات، ومنهن من قامت بافتتاح عيادات طبية خاصة، وشهدت إقبالًا كبيراً من الأهالي.

ليس المجال الطبي فحسب الذي عملت فيه المرأة مؤخراً بل هناك مجالات أخرى، تقول “سمر عبدالحميد”، التي تعمل مهندسة معمارية في ريف دير الزور: إنها “نجحت في الحصول على وظيفة بإحدى المنظمات الإغاثية بعد تخرجها من الجامعة، على الرغم من الضغوط الكبيرة التي واجهتها من المجتمع المحلي الذي يعارض عمل النساء في مجالات غير الزراعة”.

وأضافت خلال حديثها مع مراسل منصة SY24 في المنطقة: “في ريف دير الزور، النساء يعملن في الأراضي الزراعية الخاصة بعائلاتهن، إلا أن الفترة الأخيرة، مع انتشار التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي وتوعية النساء إلى أهمية مشاركتهن في مختلف مجالات الحياة، أصبحن على درجة عالية من المعرفة، ودخلن العديد من المهن التي يمكنها تأمين مدخول جيد، مع الالتزام بالعادات والتقاليد المحلية. 

الجدير بالذكر أن “الإدارة الذاتية” افتتحت العديد من الجامعات والمعاهد التعليمية العامة والخاصة في المنطقة، وشهدت هذه المؤسسات إقبالًا كبيراً من الفتيات الراغبات في استكمال تعليمهن، على الرغم من التحديات الكبيرة التي تواجههن بسبب ارتفاع تكاليف الدراسة وصعوبة توفيرها بشكل منتظم، ما دفع العديد منهن إلى الدراسة في الجامعات ضمن المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري، حتى رغم الأوضاع الأمنية السيئة.