Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

أزمة خطيرة تهدد بتوقف العملية التعليمية في ديرالزور

SY24 -خاص

حذر سكان مدينة ديرالزور من احتمال توقف العملية التعليمية في المدينة وذلك مع استمرار تغيب عدد كبير من الأساتذة والمعلمين عن حصصهم الدراسية في المدارس الحكومية، بالرغم من عدم حصولهم على إجازة رسمية من مديرية التربية واستمرارهم بقبض رواتبهم كاملة دون أي نقص فيها، الأمر الذي قد يؤثر بشكل كبير على الطلاب وخاصةً أصحاب الشهادتين الإعدادية والثانوية.

أهالي مدينة ديرالزور اتهموا مدراء المدارس والمسؤولين في مديرية التربية بـ “الإهمال والتقاعس عن أداء واجباتهم”، وذلك بسبب رفضهم معاقبة الأساتذة المتغيبين عن حضور فصولهم الدراسية وتوفير بدلاء عنهم، بالرغم من تقديم عشرات الشكاوى من أولياء الأمور حول هذه المسألة التي قد تؤثر على سير العملية التعليمية في المدينة وعلى مستقبل آلاف الطلاب فيها.

مراسل منصة SY24 في مدينة ديرالزور، أكد تقديم عدد كبير من الأساتذة والمعلمين المعروفين رشاوي مالية كبيرة لمدراء المدارس المعينين فيها للتغاضي عن غيابهم عن الحصص الدراسية بشكل متكرر وعدم تعيين أي بدلاء عنهم لضمان حصولهم على مستحقاتهم المالية بشكل كامل، مع اتجاه هؤلاء المعلمين للذهاب إلى المدارس والمعاهد الخاصة التي تم افتتاحها في المدينة في ذات الوقت لتحصيل أكبر قدر ممكن من الأرباح المادية.

وقال المراسل إن عدداً كبيراً من المعلمين رفضوا تقديم إجازات سنوية للمدارس الحكومية المعينين فيها بالرغم من عدم إعطائهم أي حصة للطلاب فيها منذ بداية العام الدراسي، بالإضافة إلى رفضهم تعيين أي بدلاء عنهم من الخريجين الجدد، الأمر الذي تسبب بتوقف العملية التعليمية في عدد كبير من المدارس الإعدادية والثانوية واضطرار معظم الطلاب إلى التسجيل في المعاهد والمدارس الخاصة الباهظة التكلفة لتعويض ما فاتهم من دروس خلال الفترة الماضية.

حيث أثر الفساد المستشري داخل المؤسسة التعليمية في المدارس الحكومية بديرالزور على الطلاب بشكل مباشر مع استمرار حالة الإهمال والتقاعس من مسؤولي مديرية التربية والتعليم، الذين يتقاضون رشاوى مالية أو عينية من المدرسين المعروفين في المدينة وأصحاب المعاهد والمدارس الخاصة مقابل التغاضي عن دوامهم وعدم فصلهم وتعيين آخرين في محلهم.

“أم أحمد”، سيدة من سكان حي القصور ووالدة لأحد طلاب الشهادة الثانوية في ديرالزور، ذكرت أن “معظم المدرسين في المدرسة الحكومية التي يذهب لها ولدها قد امتنعوا عن إعطاء الدروس فيها منذ بداية السنة، الأمر الذي دفع عدد كبير من الطلاب إلى التسجيل في المعاهد الخاصة لتعويض ما فاتهم من دروس، فيما اضطر الفقراء من الطلاب إلى التعلم بأنفسهم أو باستخدام الانترنت لتعويض دروسهم الفائتة”، على حد قولها.

وفي حديثها مع مراسل منصة SY24 قالت: إن “غالبية الأساتذة والمعلمين المعروفين تعاقدوا مع المدارس والمعاهد الخاصة بداوم شبه كامل، ناهيك عن قيام هؤلاء الأساتذة بإعطاء الدروس الخصوصية في منازلهم ولذلك لم يتبق لديهم أي وقت للطلاب الفقراء في المدارس الحكومية التي تعاني إهمالاً متعمداً من قبل مسؤولي مديرية التربية والتعليم”.

وأضافت أن “معظم الأهالي لا يملكون القدرة المادية الكافية لتسجيل أبنائهم في المدارس والمعاهد الخاصة أو توفير أساتذة خصوصيين لهم بسبب وضعهم المعيشي الصعب، ولهذا فإن المدارس الحكومية باتت هي المكان الوحيد لهؤلاء الطلاب لتحقيق أحلامهم التي قد تتحطم هذا العام بسبب فساد مسؤولي مديرية التربية والتعليم ومدراء المدارس، الذين يتغاضون عن غياب المعلمين عن حصصهم ويرفضون تعيين بدلاء عنهم”.

والجدير بالذكر أن وزارة التربية في حكومة النظام قد أعلنت عن منع إعطاء الدروس الخصوصية لطلاب الشهادتين الاعدادية والثانوية في المنازل وحصر ذلك على المعاهد والمدارس الخاصة، وذلك بعد حصولها على التراخيص اللازمة من الوزارة والتي تعود معظمها إلى مسؤولين بارزين في الحكومة أو إلى قادة في الميليشيات المسلحة الموالية للنظام.