Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

اللواء “محمد حاج علي” لـ SY24: لا يوجد قرار حر للمعارضة السورية.. وداعش صنيعة إيران والنظام الأسدي

أسامة آغي - SY24

يمرُّ الصراع في سورية وعليها بمرحلة تقترب من نهاياتها بشكل نسبي، ويأخذ الحلّ السياسي حيّزاً هاماً كاحتمال ٍلتوافقات دولية، في وقت لا تزال قوى عسكرية مختلفة تتواجد على الأرض السورية بغير إرادة الشعب السوري وبغير تفويضٍ دوليٍ صادر عن الأمم المتحدة.

حول هذا الصراع وأطرافه وأدواته طرح موقع SY24 بعض الأسئلة على اللواء “محمد الحاج علي” فأجاب عليها مشكوراً.

خفض التصعيد احتيال روسي:

سألنا السيد اللواء “محمد الحاج علي” حول خفض التصعيد المُنتج عبر مفاوضات “أستانا” وكيف يراه فأجاب: لو استعرضنا التدخل الروسي عام 2015 في سورية وصولاً إلى منتصف عام 2016 سنجد أن الروس رأوا أن تدخلهم الميداني لم يعطهم الشيء الذي يريدونه وهم توقعوا أن شهراً من عمليات القصف الجوي يكفي لإبادة فصائل المعارضة العسكرية التي يعتبرونها إرهابية وتغليب النظام الأسدي عليها، لكن ما حصل هو العكس، فالضربات الروسية لم تؤثر كثيراً على قدرات فصائل المعارضة العسكرية مما دفعهم لاستخدام الأسلوب السياسي المستند إلى التحايل، الروس ورّطوا كثيراً من الفصائل العسكرية في أستانة مستغلين عودة العلاقات الروسية التركية، ويمكننا الآن أن نقول أن روسيا حصلت على ما تريده من تثبيت النظام الأسدي ومنع انهياره، إضافة إلى إضعاف فصائل المعارضة العسكرية، روسيا لديها الأن قاعدة بحرية في طرطوس وأخرى جوية وبرية في حميميم، وهي حصلت على عقود نفط وغاز وفوسفات.

ولكن هل كان بإمكان روسيا أن تفعل ذلك كله بدون صمتٍ أمريكي وغربي أقرب للرضا ؟ هنا بدا وكأن ضوءً أخضر أمريكياً قد تلقاه الروس بصورة غير مباشرة، فالأمريكان يتواجدون في شمال شرق سورية، وأستانا ما كان لها أن تخطو بدون تركيا التي لها حسابات سياسية حيال ما يهدّدها، نتائج أستانا هي نوع من الضحك على الذقون، ففي العلوم العسكرية لم اسمع مطلقاً بمصطلح خفض التصعيد، فهناك إما حرب أو وقف لإطلاق النار، ولكن يبدو أن الغاية من خفض التصعيد الذي مرّ عليه عامان هو عملية قضمٍ للفصائل والتخلص منها وعودة سورية إلى حظيرة النظام الأسدي.

“داعش” صنيعة استخبارات إيران والنظام الأسدي:

سألنا السيد اللواء “محمد الحاج علي” عن “داعش” على ضفتي الفرات إن كانت هي ذاتها فأجاب: داعش هي صنيعة الاستخبارات الإيرانية والسورية والعراقية مع سكوت أمريكي غربي، فلكل طرفٍ من هذه الأطراف أهداف من وجود داعش، فإيران لها هدفان رئيسيان تنفذهما داعش لها، الأول هو تشويه الإسلام السني ووصمه بالإرهاب وهذا هدف رئيسي، والهدف الثاني هو استخدام إيران لداعش من أجل تثبيت النظام الأسدي، فهم وضعوا الناس بين خيارين إما داعش أو النظام الأسدي على علّاته، إيران والنظام الأسدي تعاونا في ذلك منذ عام 2003 حيث دعموا هذه الجماعات ودرّبوها وسلّحوها ضد الأمريكان في العراق، أما الدول الغربية فقد استطاعت كشف شبكات كثيرة عندها تنتمي لهذه الجماعات الإرهابية، وكشفت من ينتمي لهذا الفكر ومن سافر إلى تركيا ومن دخل الأراضي السورية نصرة لهذه الجماعات، لقد شكّلت داعش مصلحةً مشتركة لجميع هذه الأطراف وهذا ما ينبغي فهمه.

الحلُّ السياسي هو السيناريو الوحيد حالياً:

قلنا للسيد اللواء “محمد الحاج علي”: كيف ترون سيناريو الحل السياسي للصراع في سورية؟ فأجاب: الحلُّ السياسي هو السيناريو الوحيد الموجود حالياً، فعلى ما يبدو أن الدول الفاعلة قبلت مبدئياً بوجود الأسد إلى مرحلة ما يتمّ من خلالها وقف إطلاق النار وعودة من يرغب من المهجرين وجعل الحكم لا مركزياً إدارياً حيث تتولى الدول ذات النفوذ العسكري على الأرض السورية تحقيق هذا الشكل من الحكم ريثما تهدأ النفوس ويتمّ إجراء تعديلات دستورية وتغييرات شكلية وتقديم بعض التنازلات للمعارضة.

المهم حالياً بالنسبة للقوى الدولية والإقليمية هو وقف الحرب ومنع اتساعها لإنها باتت تهدد الأمن والسلام، لكن لا تزال هناك مسائل مفتوحة على الصراع مثل التواجد الإيراني والضربات الإسرائيلية وقرار ترامب المرتقب بشأن الانسحاب من الاتفاق النووي الذي قد يفتح الباب لتصعيد واسع للصراع.

الثورة انتهت في الداخل:

وسألنا السيد اللواء “محمد الحاج علي” عن كيفية الاستدلال على طريق مستقلة لتحرير سورية من دوائر تبعيتها الدولية فأجاب: المعارضة بكلّ تجلياتها ( ائتلاف – هيئة مفاوضات – فصائل عسكرية ) هي رهن أجندات دولية وإقليمية، لم يعد هناك قرار سوري حر لهذه الجهات، وأن الظروف الحالية لا تسمح بشقّ طريق مستقلة، فالمعارضة في بلدان اللجوء غير قادرة أن تتجنب طرف هذه البلدان السياسية، ما ينقصنا هو تنظيم أنفسنا بشكل مستقل وهذا يحتاج لتوفر امكانيات مادية، ولا يوجد في الأفق من يساعد المعارضة السورية الصادقة على القيام بذلك، فالدول التي ساعدت سابقاً الفصائل والهيئات السياسية اكتشفت أن الجهات التي تلقت دعمها كانت للأسف رخيصة ولا تستحق هذه المساعدة ولذلك غسلوا أيديهم من هكذا معارضة، الشيء الممكن حالياً هو العمل السياسي شرط ألا يتماهى مع سياسات الدول، لذلك الثورة السورية بتقديري انتهت في الداخل، فهي إما تابعة لدولة ما وإما تمّ تهجير فصائلها من أماكنهم.

أما بقية الناس فهم مغلوبون على أمرهم حالياً لأنهم لا يملكون قدرة المواجهة ولا توجد بنية حاضنة لذلك، وأحب أن أختم حديثي بالقول إن “كل عملٍ غير منظمٍ هو عمل لا يمكن أن ينجح وتحديداً العمل العسكري”.