Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

بسبب الحرب.. مراسم الخطبة والزواج تتغير في سوريا

SY24 -خاص

تغيرت عادات وتقاليد الخطبة والزواج بين السوريين، وذلك بعد هجرة مئات آلاف الشبان إلى دول مختلفة، فأصبحت ظاهرة “الخطبة عن بعد” منتشرة بشكل كبيرة بين الأهالي بسبب ظروف الحرب والتهجير.

هاجر “أحمد” البالغ من العمر 30 عاماً، من جبل الزاوية جنوبي إدلب، قبل تسعة سنوات إلى لبنان، متخلياً عن دراسته الجامعية، حيث أراد من هجرته تحسين وضعه المادي، والعمل بضعة أشهر لجمع المال، ثم العودة كي يتزوج، لكن بسبب انتهاء صلاحية تأجيل العسكري، لم يقدم على العودة بعد ذلك، بسبب خوفه من الاعتقال أو الالتحاق بجيش النظام فأصبحت عودته بعد ذلك شبه مستحيلة.

فقد الأمل بالعودة إلى بلده، فبدأ يفكر في تأسيس حياة زوجية مكان إقامته، فخطب ابنه خاله المقيمة في لبنان، يحكي لنا تفاصيل خطبته فيقول: “خلال مكالمة من أبي لوالد العروس طلب يدها للزواج، واتفقا على شروط الزواج وحددوا المهر”.

كذلك تمت مراسم زواج “أحمد” وحيداً كما خطبته، فذهب لزفة العروس بسيارته فقط، يحدثنا عن ذلك فيقول: ” كانت  مكالمة والدي ترافقني بكل لحظة من خلال فتح اتصال مباشر معهم لنقل أجواء حفل الزفاف لهم، فمرة يبكون، ومرة يبتسمون، كانت مشاعرهم مختلطة بين سعادتهم بزواجي وحزنهم على البعد عني في هذا اليوم”.

تغيرت تقاليد الخطبة الحالية مقارنة بسنوات قبل الثورة، فكانت لا تتم الخطبة إلا بشروط مكلفة جداً للعريس، “أم عامر” 56 عاماً، لديها عشر أولاد، تقيم في جبل الزاوية، تحكي لنا بعض طقوس الخطبة قبل الثورة، فتقول: ” كان الأم تبحث برفقة إحدى بناتها عن عروس مناسبة لابنها، وفي الزيارة الثانية يذهب الشاب لرؤية العروس، وبعد الموافقة المبدئية يذهب رجال العائلة ما تسمى “جاهة” لطلب العروس بشكل رسمي ويحددون المهر والذهب و مكان السكن”.

حالة عدم الاستقرار التي تعيشها الأسر السورية في الكثير من المناطق دفعتها إلى تجاوز الكثير من أساسيات الزواج، ” يرضى أهل العروس بأقل المهور، ويكتفون بقطع  ذهب قليلة وبعضهم يرضى بقطعة واحدة، وأيضاً تقبل العروس السكن بغرفة ضمن بيت عائلة العريس” حسب ما قالت “أم عامر”.

يرغب بعض السوريين المغتربين في الدول الأوربية بالزواج من أقاربهم أو بيئتهم التي كانوا يعيشون بها، وهذا ما عمد عليه “فادي”  34عاماً، الذي يقيم في ألمانيا، عندما طلب من والدته البحث له عن شريكة حياته.

وبعد أن تمت خطبته وانتهى من إجراءات (لم الشمل) أقام أهل الشابة عرساً لابنتهم بدون عريس، تحدثنا “رهف” 28 عاماً، خطيبته، عن فكرة إقامة حفل زفافها بدون خطيبها فتقول: “أراد أهلي إعلان زواجنا، ورغبة أقاربي رؤيتي بالفستان الأبيض، دفعني لإقامة حفلة وداع جمعت به أحبتي، قبل أن أسافر”.

لم يعد العثور على شريك حياة أمراً سهلاً وخاصةً بعد تشتت أفراد العائلة في مناطق متعددة داخل وخارج البلد، فلجأ قسم كبير من الشبان للبحث عبر الإنترنت عن فتاة مناسبة لهم، وهذا ما أقبل عليه “سالم” 32 عاماً، الذي يقيم في تركيا، يحكي لنا عن تجربة زواجه عبر وسائل التواصل الاجتماعي فيقول: ” لفت نظري صفحتها على (الفيس بوك)، تعرفت عليها وأعجبت بها، ثم طلبتها للزواج بشكل رسمي، وتزوجنا خلال فترة إجازتي إلى سوريا، والآن مضى على زواجنا ست سنوات ورزقنا بطفلتين”.

هذه القصص ليست حالات استثنائية بين الشباب السوريين، إذ فرضت الحرب المستمرة لأكثر من عشر سنوات متغيّرات كثيرة أدت إلى تبدل العادات والتقاليد التي لازمت المجتمع السوري منذ زمن بعيد، خاصة في مسألة الخطبة والزواج.