Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

“صيدلية الفقراء”.. غلاء الأدوية يدفع أهالي إدلب نحو الطب البديل 

SY24 -خاص

أجبر ارتفاع أسعار الأدوية في الشمال السوري، كثيراً من المرضى على التداوي بالأعشاب والطب البديل، خاصة أنها أوفر ثمناً وتحظى بشعبية  كبيرة بين الأهالي باعتبارها آمنة وخالية من الآثار الكيماوية أيضاً حسب قول من تحدثنا إليهم من الأهالي، إذ يختص عدد من الأشخاص في مدينة إدلب، يعرفون باسم “العطارين” ببيع الأعشاب والتوابل وتلقى إقبالًا كبيراً في فصل الشتاء بسبب باعتباره موسم أمراض الحلق والزكام والأمراض التنفسية الأخرى.

وجدت “ريم” أم لثلاثة أطفال، مقيمة في مخيمات تل الكرامة شمال إدلب، بمغلي البابونج والزعتر البري، والزهورات العشبية، علاجاً فعالاً مناسباً للقضاء على التهابات الحلق والسعال الحاد الذي رافقا أطفالها منذ بداية الشتاء، بعدما عجزت الأدوية والعقاقير الطبية عن شفائهم بشكل تام، وحلاً خفيف على الجيب حسب تعبيرها.

تقول إن”سعر أي وصفة طبية تحتوي مضاد حيوي ومسكن للألم، وأدوية أخرى لا يقل عن 150 ليرة، وتعد هذه تكاليف مرهقة للأسرة الفقيرة، خاصة في ظل تردي الظروف المعيشية وقلة مستوى الدخل” ، تخبرنا أنها بقيمة 20 _50 ليرة فقط، اشترت أنواع من الأعشاب المفيدة للأمراض الزكام، وتكفي مدة عشرة أيام حسب تأكيدها.

ليست”ريم” فقط من تلجأ للتداوي بالأعشاب في علاج الأمراض، بل تعتمد شريحة كبيرة من الأهالي في المنطقة عليها، مع إقرارهم بفوائدها الكبيرة، وأسعارها المقبولة، مقارنة بالأدوية والعقاقير الطبية.

وتكثر محلات العطارة وبيع الأعشاب في المنطقة،  “أبو محمود” مهجر من ريف دمشق،  واحد منهم، يطمح من خلال مجموعته على تطبيق whatsapp، أن يشرح فوائد الأعشاب، ويفند خصائص كل عشبة والعلاجات التابعة لها، مستغلاً خبرته في طب الأعشاب منذ كان في الغوطة قبل سنوات، حيث خسر محله وبيته بقصف لقوات النظام على المنطقة.

وجد الرجل الخمسيني “أبو محمود” إقبالًا من قبل الأهالي في إدلب على الوصفات العشبية والزيوت الطبيعية، ما شجعه على اقتناء وبيع أصناف كثيرة في منزله وبيعها للمرضى حسب حالتهم الصحية، إذ يعتمد بشكل خاص على الطب النبوي، والعسل والأعشاب المفيدة الخالية من الآثار الجانبية، والزيوت المستخلصة منها، الحبة السوداء، إكليل الجبل، اليانسون، القرفة، الكركديه،  الكمون ، الشمر، الزنجبيل، عرق السوس، وأعشاب أخرى مفيدة لأمراض كثيرة منها المعدة والقولون واضطرابات الهضم والتهابات الحلق والسعال والزكام.

ويعرف “الطب البديل” بأنه لا يعتمد على الأدوية أو العقاقير الكيميائية في العلاج، وإنما يقتصر على الأعشاب الطبية والمواد الطبيعية وهي طرق قديمة ومعروفة وأثبتت فعاليتها في علاج الكثير من الأمراض، ما جعل قسماً كبيراً من المرضى يثقون بالتداوي بها حسب قوله.

يخبرنا أن محلات العطارة وبيع الأعشاب باتت أشبه بما أسماه “صيدلية الفقراء” إذ تشهد إقبالًا ملحوظاً من الأهالي وأصحاب الدخل المحدود، الذين لا قدرة لديهم على شراء الأدوية بشكل مستمر خاصة مع استمرار ارتفاع أسعارها

وبنفس الوقت، لا يخفِ “أبو محمود” توصية المرضى بالاعتدال في تناولها وبكميات محدودة، تحسباً من الآثار الجانبية لها في حال المبالغة خاصة بنسبة للأعشاب الداخلة في علاج أمراض المعدة والأمعاء.

فيما يحذر أطباء من مخاطر تناول الأعشاب بشكل مفرط ودون العودة إلى الطبيب فهي سلاح ذو حدين قد تضر أكثر مما تنفع في حال تم تناول كميات كبيرة وغير مدروسة منه، كما أنها لا تغني أبداً عن العقاقير الدوائية، أو استبدالها بصنف عشبي خاصة أصحاب الأمراض المزمنة مثل مرض السكري والضغط القلب، إذ إن أغلب العطارين يمارسون هذه المهنة نقلاً عن آبائهم، أو بالاستعانة ببعض الكتب القديمة والوصفات المشهورة، وليس عن دراسة متخصصة كما يجب أن تكون.