Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

الراحة الدرعاوية تحقق شهرة واسعة في إدلب

SY24 -خاص

بإمكانيات بسيطة، فتح “وليد محمود”، المهجر من مدينة درعا، معملاً صغيراً لصناعة الراحة الدرعاوية في مدينة معرة مصرين شمال إدلب، ليحظى بإقبال كبير من الأهالي خلال فترة قصيرة، وذلك من خلال تسويق منتجاته داخل أسواق الشمال السوري.

تعتبر الراحة من أشهر أنواع الحلويات التقليدية والشعبية في الوطن العربي، وخاصةً في سوريا، حيث اشتهرت درعا بوجود العديد من المصانع المختصة في تحضيرها، تتكون الراحة بشكل رئيسي من السكر والنشاء، وتُقدّم عادةً مع بسكويت الشاي السادة.

“وليد محمود”، 39 عاماً، والد لأربعة أطفال، مهجر من مدينة درعا قبل ست سنوات، استقر في مدينة معرة مصرين قبل عامين، حيث قام بفتح معمل صغير لصناعة الراحة الدرعاوية، يروي لنا أصول هذه الراحة، قائلاً: “اشتهرت الدولة العثمانية بها، ثم انتقلت إلى درعا في ستينات القرن الماضي، وأضاف الدرعاويون إليها لمسات خاصة أعطتها طعماً مميزاً، وتُسمى بالراحة الدرعاوية أو الحوارنية وذلك نسبةً إلى أهالي حوران الذين أبدعوا في صناعتها”.

وتتميز الراحة الدرعاوية عن غيرها بطراوتها وحلاوتها المميزة، حيث تحضر بطريقة خاصة تحافظ على قوامها المرغوب لدى الزبائن.

يخبرنا “وليد” عن طريقة تحضيرها، قائلاً: “في إناء نحاسي واسع أصب السكر والماء والنشاء وحمض الليمون، وأترك المكونات لتغلي وتنضج، ثم أبدأ بمرحلة العجن التي تستمر لساعتين أو أكثر، أضيف النكهات (المستكة وماء الزهر)، ثم أصب الخليط في قوالب مسطحة حتى يبرد، ثم أقطعها على طاولة خشبية، فتصبح بعد ذلك جاهزة للبيع”.

أشار “وليد” إلى أن “الراحة الدرعاوية تطورت بشكل كبير من راحة السكرية الخفيفة إلى راحة محشوة بالفستق واللوز وبجميع أنواع المكسرات، ودخل عليها بعض النكهات والمحسنات والأصبغة الصحية، مما أثر على زيادة تسويقها وإقبال الزبائن عليها بشكل أكبر”.

تعتبر الراحة من الحلويات المفضلة للكبار والصغار، يتردد “أبو إبراهيم”، رجل في الستين من عمره، والذي يقيم في مدينة معرة مصرين، إلى معمل “وليد” كل فترة لشراء الراحة الدرعاوية لعائلته، يشير إلى سبب إقباله عليها قائلاً: “رخيصة الثمن مقارنةً بباقي أنواع الحلويات، بالإضافة إلى سهولة هضمها وطراوتها المميزة”.

تعد الراحة مع البسكويت السادة فاكهة الأطفال وزوادتهم في المدرسة، حيث كانت الأمهات تشتري لهم قطع الراحة مع البسكويت لتكون وجبة خفيفة وصحية وتمنحهم الطاقة خلال ساعات دوامهم في المدرسة.

تعتبر الراحة الدرعاوية من الحلويات الشعبية التراثية التي لا يزال صانعوها يحافظون عليها رغم ارتفاع أسعار مكوناتها.