Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

تربية النحل في إدلب.. تكاليف عالية وإنتاج ضعيف

SY24 -خاص

يتنقل “أنس” مع خلايا نحله المتبقية من منطقة لأخرى، بعد أن خسر نصفها العام الماضي بسبب مرضها، يبحث عن مرعى مناسب لها ليحظى بإنتاج عسل طبيعي وفير، بعد فصل شتاء طويل وبارد.

تراجعت مهنة تربية النحل بشكل ملحوظ خلال الفترة الأخيرة في منطقة الشمال السوري، وذلك بسبب قلة المراعي بعد احتلال قوات النظام لمساحات كبيرة من الأراضي الزراعية بريف إدلب الجنوبي والشرقي.

“أنس”، البالغ من العمر 41 عامًا وأب لستة أطفال، يقيم في مدينة حارم شمال إدلب بعد أن نزح من مدينته سراقب، عمل على تربية النحل منذ أكثر من عشر سنوات، وكانت مصدر رزقه قبل نزوحه، خسر قسمًا كبيرًا منها خلال قصف النظام على موقع وجوده قبل احتلال المدينة، حيث قدرت خسارته بحوالي 60 خلية مع عدتها الكاملة، بقيمة تقديرية تصل إلى حوالي 2000 دولار أمريكي.

تعد مدينة سراقب وريفها من أكثر مناطق الشمال السوري المشهورة بمراعي النحل، نظرًا لطبيعتها الجغرافية الخصبة والمناسبة للنحل، ويستغل سكان المنطقة مساحات السهول الكبيرة في زراعة بعض الحبوب والتوابل، حيث يشير “أنس” إلى أن محاصيل الكمون وحبة البركة والكزبرة واليانسون تعتبر من أفضل المراعي التي يمكن للنحل الاستفادة منها لإنتاج كميات وفيرة من العسل.

تحتاج تربية النحل إلى خبرة جيدة بالإضافة إلى تكاليف إضافية وعالية، وذلك بسبب استيراد بعض المستلزمات من تركيا والدول الأوروبية، “خليل”، البالغ من العمر 45 عامًا والذي يسكن في ريف معرة مصرين شمال إدلب، يعمل كمربي للنحل منذ فترة طويلة. يشير إلى تكاليف تربية النحل، حيث يتم استيراد خلية النحل بسعر 50 دولارًا، بالإضافة إلى الدواء وبعض المستلزمات الأخرى، مما يجعل تكلفة الخلية الواحدة تصل إلى حوالي 100 دولار أمريكي.

لجأ بعض مربي النحل إلى استبدال النحل السوري بالنوع الأجنبي وذلك من خلال استيراد ملكات أجنبية رغم ارتفاع سعرها، يشير “خليل” إلى سبب إقباله على هذه الفكرة، حيث يعتمد النحل الأجنبي على الأغذية البديلة عن المراعي، مما يؤدي إلى إنتاج عسل وفير دون الحاجة لتنقلها من مكان لآخر.

يعاني الكثير من مربي النحل من انتشار الأمراض المعدية بين الخلايا، مما يسبب في موت قسم كبير منها. يشير “خليل” إلى بعض هذه الأمراض، حيث يعتبر آفة الفاروا والنوزيما وإسهالات النحل من بين الأمراض الأكثر شيوعًا، ويبقى الأما في عودة الأراضي الزراعية السهلية التي يسيطر عليها النظام منذ أربع سنوات، ليعود نشاط تربية النحل إلى الارتفاع مرة أخرى.