Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

ما سر حلق اللحية بعد الانتهاء من المهمة؟

على اختلاف التاريخ في تقييم (اللحية) من حيث أنها نموذج حضاري تارة أو رجولة وقوة وذكاء كما حصل مع القادة والمفكرين في العصر الفيكتوري، أو رداً على حادثة وقعت تارة أخرى أو في حالات الحروب أيضاً وغير ذلك، إلا أنَّ هذا الاختلاف لم يمنع الملتحين من الاحتفاظ بلحيتهم إلا لظروف قاسية، كأن تصبح سمة للإرهاب كما أراد المجتمع الدولي في عصرنا.

حلق اللحية ربما يتم تفهمه في حالات الخوف من الاعتقال أو الاتهام، كما أي لبوس يتلبس به أصحاب فكر معين أو حزب مثلا أو ما شابه، إذن اللحية ليست “بع بع” وليس حلقها “جريمة” ومن هنا إن اتفقنا نبدأ.

حلق اللحية ربما يتم تفهمه في حالات الخوف من الاعتقال أو الاتهام، كما أي لبوس يتلبس به أصحاب فكر معين أو حزب مثلا أو ما شابه، إذن اللحية ليست “بع بع” وليس حلقها “جريمة” ومن هنا إن اتفقنا نبدأ.

 

يرى العديد من المتابعين للربيع العربي ومفرزاته، حالات قد تكون صادمة في بعض الأحيان، خاصة أن الشخص الملتحي يكون محط تقدير عرفا، وكلامه محط احترام الناس في فترات مختلفة في التاريخ المعاصر الذي مر معنا ومع متغيرات مرحلتنا، إلا أن حلق اللحية بعد تطويلها يفتح العيون بأوسع ما تتسع به الحدقة.

فعندما كان الجهادي المعروف بخطبه عن فلسطين والعراق وأفغانستان والشيشان مستجلباً حوله النخبة والشباب إلى مصير مجهول، في وقت كانت القبضة الأمنية الأسدية فيه على أشدها، أثار حينها الشكوك إضافة إلى أن خيوط العمالة بدت تتضح وخاصة بعد مقتله، مرحلتين كانت العلامة فيها طول اللحية والثانية بدت بحلقها، أما الثالثة فبرزت بانتهاء المهمة مع قبر ضمه.

وبشكل أوسع وخارج إطار الشأن السوري إلى الجار العراقي حيث هناك حديث طويل وقصص كثيرة، إلا أن المشهد العلمائي الكبير بالعمة والكفن الموضوع أمامهم، خرج ممثلوه بلحية طويلة ثم ما طالت المهمة حتى انقضت (على أي شكل من الأشكال كان)، رأيناهم بـ “السبور شيك” يجولون العواصم، ومع نظارات شمسية واللحية تراجعت إلى أدراجها ولحقت “الموضة” كما يقولون.

“الدراويش” كذلك لم يكونوا بعيدين عن اللعبة إلا أن الفارق في هذه المهمة مستدامة (قديمة حديثة)، عندما كان لهم الخروج بعيداً عن محيطهم وأتباعهم، قصرت لحاهم، ثم إذا ما خرج الواحد فيهم إلى المجتمع الغربي امتزج معهم، وما يلبث أن ينسى ذلك الماضي فيصبح في دور جديد وشكل يواكب هذا الدور.

في الوسط اللبناني أوصى أحدهم بعد توبته بعدم السماع لماضيه الملحن، وأغانيه المطربة، طالت اللحية هنا، ثم سنوات قلبت الصفحات ذهبت اللحية والألبوم الجديد حاضر، ربما تكون متغيرات لكن في كل منهم.. اسأل عن حجم التأثير!، وكم كفر من عدد آمنوا بهم وساروا على نهجم ثم ما إن انتهت المهمة خلوا بهم أو تركوهم في معتقلات، أهلهم لا يعلمون عنهم أي مصير.

لو أسهمت لك في الأمثلة والأوساط والأشخاص لما انتهى المقال، واحتجنا إلى سلسلة مطولة لكن ما دفعني هو ذاك “قائد” فصيل تمسك في لحيته أثناء المشهد وحينما انتهى الطريق وبانت السوءات والفضائح انتشرت صورته عند الحلاق! وآخر كان “شرعيا” وما أكثرهم! كان كغيره عبوساً وجهه لا يفسر، ضحكوا فقط على العالم، وحينما خرجوا من مكانهم المقدر لوقت مقدر صار “الجنتل في صورة سلفي”.

إذن كثرت المقارنات والنماذج حتى بات من الممكن اعتبارها “ظاهرة” متكررة متجددة مع كل حدث، بعد أن يتجمع الناس الطيبون حول صاحب المهمة الموكلة إليه، يخلوا بهم كالعادة، ولا فرق بين تركه وبين أمر معلمه، أو لعبة الدولار التي خربت أجمل الخطط، وأرقى الأفكار، وأعزم الهمم، حتى وصل القاضي حائراً علام يقضي، على دولار يقتات منه، أو على فكرة قد تودي إلى عزله، فالخياران صعبان، وواحد في الجنة واثنين في النار.