أعلن المهندس أحمد درويش، المدير العام لمؤسسة مياه دمشق وريفها، أن العاصمة تواجه تحديًا غير مسبوق في قطاع المياه، نتيجة تراجع حاد في منسوب نبع عين الفيجة، المصدر الرئيسي لمياه الشرب في دمشق، والذي يغطي نحو 70% من حاجتها اليومية.
وقال لمنصة سوريا 24 إنّ انخفاض الهطولات المطرية بنسبة تقارب 35% هذا العام، وهي أدنى نسبة تسجلها المنطقة منذ عام 1956، قد انعكس مباشرة على غزارة النبع، ما أدى إلى تراجع في الكميات المنتجة يوميًا، الأمر الذي وصفه بأنه “مؤشر مقلق على صعيد الأمن المائي للمدينة”.
تبلغ حاجة دمشق اليومية من مياه الشرب تتراوح بين 700 و800 ألف متر مكعب، يتم تأمينها من مصادر متعددة، أبرزها نبع الفيجة، إلى جانب آبار موزعة في دمشق وريفها، ونبع بردى بكميات محدودة، إضافة إلى محطات ضخ ثانوية تُفعَّل في أوقات الذروة.
وأشار درويش إلى عزم المؤسسة العمل على إعادة تأهيل الآبار الاحتياطية القديمة التي بقيت خارج الخدمة لأكثر من 14 عامًا بسبب الإهمال أو التخريب.
ولمواجهة هذا التراجع، كشف درويش أن المؤسسة شرعت في تنفيذ خطة طوارئ خدمية تشمل إعادة تشغيل الآبار القديمة، وإحياء المصادر الثانوية، وتعديل جداول توزيع المياه بما يتناسب مع الكثافة السكانية وواقع الاستهلاك، لضمان عدالة التوزيع وتفادي الانقطاعات الطويلة.
وفي سياق موازٍ، أطلقت المؤسسة حملة توعية شاملة تهدف إلى ترشيد الاستهلاك المنزلي، والحد من الهدر في الشبكات العامة، مع دعوة المواطنين للإبلاغ الفوري عن أي تسربات أو أعطال، تعزيزًا لمفهوم المشاركة المجتمعية في الحفاظ على هذا المورد الحيوي.
ويُحذر مهتمون في الأمن المائي من أن استمرار انخفاض الهطولات خلال السنوات المقبلة قد يتطلب اعتماد حلول استراتيجية بعيدة المدى، من بينها استكشاف مصادر بديلة خارج الحوض المغذي لدمشق، ودراسة مشاريع تحلية المياه، إلى جانب رفع كفاءة إدارة الشبكة لضمان استدامة الخدمة وتوزيعها بعدالة على جميع المناطق.