ريف حماة: أهالي مصياف يشكلون مجلساً أهلياً عبر الانتخابات

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

أُعلن في مدينة مصياف بريف حماة، عن تشكيل “مجلس مصياف الأهلي” إثر انتخابات حرة وشفافة شارك فيها 138 من أهالي المدينة الممثلين لمختلف الفئات الاجتماعية والدينية والاقتصادية والمهنية.

جاء ذلك بعد أشهر من التحضيرات والمباحثات الواسعة بين الناشطين والفاعليات المحلية، بهدف إنشاء هيئة تمثيلية تعكس التنوع المجتمعي للمدينة وتسعى لخدمة قضاياها وتعزيز السلم الأهلي.

جلسة تأسيسية موسّعة وانتخابات نزيهة

وانتخبت اللجنة التحضيرية 164 شخصاً لحضور الجلسة التأسيسية الأولى، وقد حضر منها 138 فرداً يمثلون مختلف الأعمار والشرائح الاجتماعية.

وبدأت الجلسة بتقديم 35 مرشحاً للعضوية، قبل أن ينسحب اثنان منهم، ليتم البدء بعملية تصويت مباشرة وشفافة، تمت تحت رقابة عدد من الحاضرين وبإشراف لجان فرز مؤقتة.

واستمرت عملية الفرز حوالي ساعة ونصف، وأسفرت عن اختيار 15 عضواً في المجلس الجديد.

ترحيب بالتجربة الديمقراطية وسط آمال كبيرة

وعبّر المشاركون عن سعادتهم البالغة بإجراء أول انتخابات ديمقراطية في حياتهم، بعد عقود من الاستبداد الذي حرَم السوريين من حقهم في الانتخاب والمشاركة السياسية.

واعتبروا أن هذه التجربة الجديدة قد تكون نموذجاً يمكن توسيعه في مناطق أخرى، خاصة أنها تهدف إلى بناء جسور الحوار بين المجتمع والسلطات، وإحداث تغيير حقيقي في إدارة الشأن المحلي.

نحو بناء مجتمع جديد

وأكدت ندى الخش، إحدى العضوات المنتخبات في حديث لمنصة سوريا ٢٤، على أن فكرة المجلس نشأت منذ 8 كانون الأول/ديسمبر 2024، حين بدأ الناس في طرح تساؤلات حول كيفية تنظيم أنفسهم والتعبير عن آرائهم بعد الانتصار على النظام السابق.

وقالت: “طرحنا سؤلاً بسيطاً: لماذا لا يكون لدينا مجلس أهلي يمثل كل مصياف؟ ومن هنا انطلقت النقاشات التي استمرت ثلاثة أشهر، أدت إلى وضع نظام داخلي واضح ينظم عمل المجلس ويحدد مهامه وصلاحياته”.

وأشارت إلى أن التركيز كان على التنوع الطائفي والمهني والجندري، مشيرة إلى أن التحدي الأكبر يتمثل في إقناع جميع الأهالي بأن هذا المجلس يمثلهم فعلاً، وهو ما يتطلب حملات توعية وتواصل مستمر.

تجربة انتخابات مميزة

من جهتها، أعربت المهندسة داليا الحمصي، من بين الحضور والمشاركين في لجان الفرز في حديث لمنصة سوريا ٢٤، عن سعادتها البالغة بما وصفته بـ”التجربة الديمقراطية الرائعة”، مضيفة أنها المشاركة الأولى لها في انتخابات حرة سواء قبل الثورة أو بعدها.

وأكدت أن الدعوات وجهت إلى ممثلين عن جميع شرائح المجتمع، وأن العملية الانتخابية تمت بشفافية عالية، حتى أن الأصوات التي حصل عليها كل مرشح تمت الإعلان عنها بشكل كامل.

ورغم التفاؤل، أشارت إلى وجود بعض الانتقادات، خصوصاً من قبل البعض الذين شعروا بأنهم لم يحصلوا على فرص عادلة للمشاركة أو الفوز. وطالبت الحمصي القائمين على المجلس باستقبال النقد بصدر رحب، والسعي لتطوير آلية الاختيار لتكون أكثر شفافية وإنصافاً.

مهام ومستقبل المجلس

بحسب النظام الداخلي للمجلس، فإن مهمته الأساسية تتمثل في:

– تمثيل المجتمع المحلي ورفع همومه وقضايا المواطنين.

– بناء جسور تواصل مع السلطات المحلية والدولية.

– تعزيز الحوار المجتمعي ودعم مسارات العدالة الانتقالية.

– العمل على تحقيق المصالحة الداخلية وحفظ السلم الأهلي.

كما أعلن المجلس أنه سيبدأ خلال الفترة القادمة باستقبال طلبات الانضمام إلى عضويته، ضمن شروط واضحة ومحددة تنص عليها اللوائح الداخلية.

رسالة أمل من مصياف

مع انتهاء الجلسة، أظهرت الأجواء العامة في القاعة حماسة كبيرة لدى الحضور، الذين اعتبروا أن هذه الخطوة تمثل برقعاً صغيراً في طريق طويل نحو إعادة بناء الدولة السورية الجديدة، القائمة على الديمقراطية والعدالة والمساواة، متسائلين في ذات الوقت: هل تستطيع هذه المجالس المحلية أن تكون نواة للدولة المدنية المستقبلية؟ وما مدى استجابة هذه التجربة لتحديات الواقع وآمال الشعب؟

مقالات ذات صلة