Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

يحاصرها “داعش” منذ أكثر من سنة.. مقومات الحياة الأساسية تغيب عن بلدة “حيط” غربيّ درعا

أحمد زكريا - SY24

تعاني بلدة “حيط” الواقعة بريف درعا الغربي، من أوضاع إنسانية ومعيشية غايةً في السوء، وذلك جراء حصارها من قبل تنظيم داعش منذ أكثر من سنة تقريبًا.

وتفتقر البلدة إلى كافة مقومات الحياة الأساسية، من مواد غذائية وطبية ومياه صالحة للشرب، وسط صعوبة في إدخال المواد الغذائية إليها، نظرًا لحصار داعش لها من ثلاثة محاور، كما تعاني البلدة، من انعدام مادة حليب الأطفال.

“محمد الأقرع” عضو مجلس محافظة درعا، قال في حديثه لموقع سوريا 24: إن “تنظيم داعش يفرض حصارًا على بلدة حيط منذ فترة سنة ونصف من ثلاثة محاور، ولم يبق لها إلا شريانٌ وحيد يمرّ عبر الوديان والجبال الوعرة من وادي اليرموك”.

ووصف “الأقرع” الوضع الإنساني والمعيشي بالمأساوي جدًا، كون هناك صعوبة في مرور المدنيين والسيارات باستثناء سيارات الدفع الرباعي، في ظل انقطاع المواد الاستهلاكية، مشيرًا إلى أن المنظمات الإنسانية لم تسعف بلدة حيط بأي نوع من أنواع المساعدات.

ويبلغ عدد سكان البلدة نحو 7200 شخص، وفق تقديرات عضو مجلس المحافظة، نزح عنها ما يقارب من 2200 شخص بسبب تردي الحالة الإنسانية والطبية.

وتَحوي البلدة المحاصرة على نقطة طبية واحدة إلا أنها تفتقر لكثير من المعدات والأدوية الطبية، كونها غير مدعومة من قبل أي جهة داعمة، بحسب المصدر ذاته.

ويشتكي سكان البلدة من صعوبة تأمين مادة “الخبز” في ظل وجود “مخبز” وحيد إلا أنه يحتاج للصيانة، ما يضطر الأهالي لإعداد مادة الخبز في البلدات المجاورة ومن ثم نقلها إلى بلدة “حيط” عبر سيارات الدفع الرباعي.

وقبل أكثر من سنة عمَدَ داعش إلى قطع المياه المغذية لبلدة حيط عبر “نبعٍ” ينبع من بلدة “سحم الجولان”، ما دفع بالأهالي لإيجاد البديل عبر استجرار المياه من نهر وادي اليرموك، إلا أن المشكلة في كون تلك المياه غير صالحة للشرب وتسبب الأوبئة والأمراض خاصة بين الأطفال.

من جهته قال “باسم أبو وسام “عضو المجلس المحلي للبلدة: إن 90% من أهالي البلدة المحاصرة يعتمدون في معيشتهم على “الزراعة” التي تعتبر من أهم مصادر الدخل، بحكم وجود البلدة على جرف الوادي، في حين أن القسم الباقي من سكانها هم موظفين وعمالٌ عاديين.

ولفت إلى أن الوضع الانساني في البلدة متردي جدًا بسبب تلف المزروعات، مرجعًا السبب إلى الفيضانات التي أدت الى تلف معظم البساتين الزراعية في وادي اليرموك من جهة، والحصار الخانق والجائر المفروض من قبل عصابات داعش المتواجدة في المنطقة منذ أكثر من عام ونصف من جهة أخرى.

كما يعاني المزارعون من صعوبة إيصال المزروعات والمنتجات إلى خارج البلدة، حيث يوجد طريق زراعي وحيد ووعر عبر وادي اليرموك، مما يكلف المزارعين أجور طائلة وتكاليف باهظة لنقل منتجات المزروعات في البلدة.

أما فيما يخص مياه الشرب، فيقوم المواطن بشراء صهريج الماء بسعر 5000 ليرة سورية وذلك بسبب انقطاع المياه من النبع الرئيسي في منطقة “الصافوقية” والمسيطر عليها من قبل عصابات داعش، فكان البديل استخراج مياه الشرب من “نبع صغير” بعد إعادة تأهيله ونقل المياه من خلاله إلى القرية عبر الصهاريج.

وتحدث “أبو وسام” عن الوضع الطبي والصحي بأنه سيئ جدًا، حيث يوجد نقطة طبية صغيرة تقدم خدمات إسعافيه أولية ريثما يتم تحويل الحالات المرضية إلى القرى المجاورة، وفي حال وجود إصابات خطيرة أو حالات الولادة، فإن أصحابها يعتبرون في عداد الموتى لأن نقلهم عبر الطريق الوعر الوحيد يكون سببًا في تفاقم وضعهم الصحي، فالوضع الإنساني والصحي والطبي سيئ جدا وأهالي البلدة يعيشون أوضاعًا متردية.

وفي السياق ذاته، أشار الناشط الإعلامي “علاء المصري” وأحد سكان بلدة حيط، بأنهم يعملون على جمع الأدوية والمستلزمات الطبية من المشافي المجاورة نظرًا لغيابها من النقطة الطبية الوحيدة داخل البلدة، لافتًا إلى أن أقرب مشفى تتواجد في بلدة “طفس” وتستغرق مدة الوصول إليها ساعةً تقريبًا.

وأدت مياه الشرب غير صالحة للشرب إلى انتشار الأمراض وخاصة بين الأطفال، كون المياه غير صافية 100% بحسب “المصري”، الأمر الذي يفاقم من حجم معاناة السكان.

وتعد بلدة “حيط” ذات أهمية استراتيجية بالنسبة لتنظيم داعش، نظرًا لقربها من منطقة “حوض اليرموك” وبالتالي فإن سيطرة داعش عليها تمكنه من التمدد في تلك المنطقة، يضاف إلى ذلك أنها منطقة حدودية مع الأردن ما زاد من تلك الأهمية الاستراتيجية.

وكانت فصائل الجبهة الجنوبية أطلقت في وقت سابق، عدة معارك ضد تنظيم داعش لفك الحصار عن البلدة، كان آخرها معركة “فتح الفتوح” في شهر أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي، إلا أنها لم تؤدي إلى تحقيق النتيجة المرجوة منها.