Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

معرض دمشق الدولي مطوق بتهديدات أمريكية.. والأسد يخشى كشف أسماء الدول المشاركة

أحمد زكريا - SY24

على وقع تهديدات أمريكية ممزوجة بتحذير شديد اللهجة، افتتح معرض دمشق الدولي أبوابه أمام الدول الراغبة بالمشاركة في دورته الـ61، وتحت شعار”من دمشق إلى العالم”.

وعشية افتتاح النظام السوري معرض دمشق الدولي، حذرت الولايات المتحدة الأمريكية الشركات التجارية من مغبة المشاركة في هذا المعرض، مهددة بفرض عقوبات على كل من سيشارك سواء أفراد أم شركات.

وقالت السفارة الأمريكية بدمشق على حسابها الرسمي في “تويتر” في بيان لها، الثلاثاء، إننا “تلقينا تقارير تفيد بأن بعض رجال الأعمال الإقليميين أو غرف التجارة يعتزمون المشاركة في معرض دمشق التجاري الدولي، لذا فإننا نكرر تحذيرنا من أن أي شخص يمارس أعمالا تجارية مع نظام بشار الأسد أو شركائه يعرض نفسه لاحتمال فرض عقوبات أميركية عليه”.

ووسط تلك التهديدات الأمريكية، سارعت وسائل إعلام النظام للتغطية عليها من بوابة الترويج بأن الأمور على مايرام ولا شيء يعكر صفو المعرض، وهذا ما فعلته صحيفة “الوطن” الموالية للنظام والتي عنونت أحد تقاريرها بالقول: “عشرات الدول والشركات ترد على التهديدات الأميركية … بنكهة التحدي.. دورة جديدة لمعرض دمشق الدولي تنطلق اليوم”.

وزعم وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية لدى حكومة النظامالمدعو ” سامر الخليل”،  أن “جميع الإجراءات اللازمة لافتتاح المعرض قد أنجزت على أكمل وجه، بمشاركة 38 دولة عربية وأجنبية، سواء مباشرة أم عبر شركات، وعلى مساحة تمتد لأكثر من 105 آلاف متر مربع، وبعدد شركات يصل إلى أكثر من 1700 شركة من القطاعين العام والخاص”.

ورغم تلك الادعاءات، إلا أن “الخليل” لم يجرؤ على الكشف عن أسماء تلك الشركات أو الدول التي تتبع لها، باستثناء حديثه لماكينات الإعلام التابعة للنظام، عن مشاركة روسيا وإيران والصين والإمارات وسلطنة عُمان، في هذا المعرض مشيدًا كالعادة بدور هذه الدول التي تتماهي مواقفها مع مواقف رأس النظام بشار الأسد.

الدكتور “سمير العبدالله” خبير الدراسات السورية في مركز دراسات الشرق الأوسط (أورسام) في انقر قال لـ”SY24″، إن “المعرض فعالية استعراضية لا أكثر حالياً، في ظل عدم وجود اتفاق دولي على إعادة الإعمار ومشاريعه، فلن تجرأ أي شركة غير الشركات الروسية والإيرانية على توقيع أي اتفاق مع النظام السوري بانتظار ما ستنتهي له الأمور في سوريا”.

وأشار، إلى أن “إيران أعلنت  أنها ستشارك ب 60 شركة إيرانية في المعرض، وبالتالي سيكون لها النصيب الأكبر من المشاركة، حيث أعلن نظام الأسد أن 38 دولة ستشارك في المعرض ومن بينها عدد من الدول العربية”.

وعن رأيه في التهديدات والتحذيرات الأمريكية للمشاركين في المعرض، أوضح “العبد الله”، أن “ذلك يندرج  ضمن التصريحات المخصصة للاستهلاك الإعلامي، إذ تطلب السفارة من المواطنين تزويدها بأسماء الشركات والأفراد الذين يشاركون بالمعرض، وكأن الولايات المتحدة واستخباراتها عاجزة عن الوصول لتلك المعلومات حتى تطلب من المواطنين تزويدها بهم، ومن ناحية أخرى تريد الولايات المتحدة إظهار نفسها أنها مازالت تقف إلى جانب الشعب السوري، على الرغم من سكوتها عن المجازر التي تجري يومياً في إدلب”.

وأضاف، أنه “قبل ذلك شهدنا موقف أشد حزماً مثلاً فبمجرد طلب من الملحق التجاري الأمريكي في عمان قام الأردن بمنع التعاملات التجارية مع سوريا وتطبيق قانون سيزر، ووجهت الولايات المتحدة تهديد للأردن في حالة مشاركته بمشاريع إعادة الإعمار”.

من جهتها، سارعت روسيا للرد على تلك التهديدات، وفق ما نقلت وسائل إعلام نظام الأسد، إذ قالت وعلى لسان خارجيتها في بيان، إننا “نعتبر استمرار الولايات المتحدة علناً بحجب الجهود التي تبذلها القيادة السورية بعد الأزمة بشأن إعادة الإعمار في البلاد، أمراً ضاراً بوحدة وسيادة سورية وسلامة أراضيها، ويتعارض بشكل مباشر مع نص وروح قرارات المجتمع الدولي، بشأن سورية بما في ذلك قرار مجلس الأمن الدولي 2254″، على حد زعمها.

وفي هذا الخصوص قال “العبد الله”، إن “الولايات المتحدة وفي ظل عدم توصلها بعد لاتفاق مع روسيا على سوريا، تريد أن تمنع أي فعالية يمكن أن تظهر بها روسيا منتصرة وأنها تمكنت من إعادة الأمن لسوريا، ولذلك سارعت الخارجية الروسية بالتنديد بهذا التهديد الأمريكي للشركات المشاركة بالمعرض”.

ويرى مراقبون أن المعرض تم تفصيله خصيصًا على مقاس إيران، التي ادعى بعض مسؤوليها المشاركين فيه، أن “الشركات الإيرانية لديها اهتمام كبير بموضوع إعادة الإعمار، وسيكون لها دور كبير في هذه العملية”.

الخبير والباحث الاقتصادي “يونس الكريم”، رأى أن “الهدف الرئيسي من معرض دمشق الدولي هو ترجمة الانتصارات التي حققها الأسد كما يزعم على أرض الواقع إلى مشاريع تساعد على تخفيض سعر الصرف وتحسين مستوى المعيشة وتحريك الاقتصاد كما ينعكس ايجابا على المواطنين كما هو يتكلم، إلا أنه في حقيقة الأمر لن يتمكن من تحقيق ذلك”.

وأعرب “الكريم” عن اعتقاده بمشاركة عدد من الشركات الأجنبية الخليجية الأوروبية لها شركاء في الأردن ولبنان وتركيا وكثير من الدول التي لا تخضع للعقوبات الاقتصادية خارج الإطارات المصرفية والمالية، وبالتالي وجود  سلسلة من الشركات الوهمية تبعد الشركات الأساسية عن الواجهة والتي تمكنها من المشاركة في المعرض.

يشار، إلى أن حكومة النظام السوري اعتمدت شعار”من دمشق إلى العالم” في افتتاحية المعرض، على اعتبار أنه سيكون في هذا العام، المعرض الأكبر في المساحات وعدد المشاركات والحضور المتميز، حسب ما ذكر “وسيم القطان”، رئيس غرفة تجارة ريف دمشق، واعداً العالم أنه سيشهد حفل افتتاح مميز واستثنائي وسيغدو وكأن العالم قد اجتمع في دمشق، على حد زعمه.