Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

حديقة ملاهي إيرانية لأطفال دير الزور.. ما الهدف منها؟

أحمد زكريا - SY24

كشفت مصادر من محافظة دير الزور مهتمة بتوثيق الممارسات والأنشطة الإيرانية في تلك المنطقة، عن تغلغل إيراني جديد من باب بعيد عن الاقتصاد والعسكرة والإغاثة وغيرها من الأساليب التي تتبعها، ألا وهو باب دعم الأطفال بحجة الاهتمام بهم والترفيه عنهم وفق زعم إيران، حسب ما ذكرت المصادر.

وقال مصدر في منظمة “صوت وصورة” التي توثق الانتهاكات الإيرانية في تصريحات خاصة لـ SY24، إن “إيران وفي آخر صيحاتها عملت على إنشاء مدينة ملاهي صغيرة للأطفال وذلك في إحدى الحدائق داخل منطقة حويجة صكر شرقي دير الزور”.

وأضاف المصدر ذاته، أن “بناء حديقة الملاهي المزعومة تم بتوجيه وإشراف ودعم من المركز الثقافي الإيراني الموجود في مدينة دير الزور، لتضاف تلك الخطوة إلى كثير من الخطوات الساعية للتغلغل أكثر وأكثر بالمجتمع الديري وبكل تفاصيل حياته بحجج وأوهام لا حقيقة لها سوى أنها تخدم المخطط الإيراني الخبيث”.

وأشار إلى أن “الموظفين الذين يعملون في تلك الحديقة هم من أهالي المدينة لكنهم يتبعون للمكاتب التابعة للميليشيات الإيرانية”، مبيناً أن “تلك الوسائل الترفيهية تقدم بالمجان لأن الظروف الاقتصادية سيئة جدا لذلك لو كانت مدفوعة لن يدخل إليها أحد بالأساس”.

وتأسس “المركز الثقافي الإيراني” والذي يقع بالقرب من جامع الفتح، منتصف العام 2018، بإيعاز من الحرس الثوري الإيراني، ويوصف بأنه ذراع رئيس لإيران في المنطقة، وتتم إدارته من قبل قياديي الحرس الثوري.

ووصف مصدرنا ما يقوم به المركز الثقافي الإيراني من خلال إنشاء “مدينة الملاهي الصغيرة”، أنه “من ضمن النشاطات اللي يقيمها المركز مثل تكريم الطلاب والمهرجانات التي تقام كل فترة، وحفلات في المدارس، والتي يمكن تشبيهها بالخيم الدعوية اللي كانت تقيمها داعش”.

وأضاف المصدر أن “تلك الخيم الدعوية هدفها يتم فيها توزيع كتيبات وبروشورات عن نشاطاتهم ودعوات للانتساب، بمعنى أنها مكاتب ومراكز دعوية تابعة للحرس الثوري الإيراني باطنيا”.

ويشرف المركز، حسب مصادر من المنطقة كذلك على العملية التعليمية والأنشطة الثقافية والاجتماعية التي تدعو لها حكومة نظام الأسد، ويشارك في تكريم المدرسين ومنح الجوائز للطلبة المتفوقين في مدارس النظام.

ولفت مصدرنا الانتباه إلى أن هذه الخطوة ليست الأولى من نوعها للمركز الثقافي الإيراني، إذ سبقها عدة مهرجانات موجهة للأطفال مباشرة، موضحا أنها قد تكون أول مدينة ملاهي ولكن ليست أول خطوة للتغلغل بهذا الشكل، إذ يوجد فعاليات تتمثل في حفلات بالمدارس كل فترة ومهرجانات بالشوارع والمراكز.

وأكد أن الهدف من وراء كل تلك التحركات والتمثيليات “جر الأطفال وكسب عقولهم واستهداف الجيل بأكمله، مثلها مثل محاولات ومساعي كثيرة لتثبيت موطئ قدم لها في كل المجالات الحياتية والمعيشية والثقافية والاقتصادية”.

وتعليقاً على تلك الخطوة الإيرانية قال رئيس المسار العسكري في مركز طوران للدراسات “رشيد حوراني” لـ SY24، إن ” التشييّع وتصدير الثورة يمر بمراحل منها ما هو دعوي ومنها ما هو عسكري (الخشن)، وكلا المرحلتين يتم استخدامهما وفق متطلبات المرحلة”.

وأضاف “حوراني” أن “الوضع القائم في دير الزور بعد أن سيطرت إيران على جزء منها باتت تستخدم النوعين وتمزج بينهما، ففي الوقت التي تفرض نفوذها على عناصر النظام وتحد من سيطرتهم في المنطقة، تعمل أيضا على إنشاء المعسكرات وتقديم الخدمات الاجتماعية التي من شأنها إجراء غسيل دماغ للناشئة في المنطقة، منطلقة في ذلك على رسوخ التعاليم والمبادئ التي تلقنها إياهم في تلك المعسكرات بسبب صغر سنهم”.

وأشار إلى أن “حديقة ما يسمى (ملاهي الأصدقاء) التي أطلقت إيران هذا الاسم عليها، يندرج تحت هذا النوع من نشر التشيّع الإيراني لتحقيق أغراض سياسية”.

الجدير ذكره، أن المركز الثقافي الإيراني بدير الزور، يلعب دوراً مهماً في نشر “التشييّع” بين الأهالي، وهناك أذرع إيرانية خاصة موجودة ضمن هذا المركز لتسهيل تلك المهمة والتغلغل بين الأهالي لإقناعهم وبيعهم الأوهام.