Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

كارثة صحية تهدد السكان في الباغوز.. ما علاقة داعش؟

خاص - SY24

تتوالى عمليات اكتشاف المقابر الجماعية في بلدة “الباغوز” التي كانت المعقل الأخير لتنظيم “داعش” في شرق سوريا، قبيل إعلان قوات “قسد” والتحالف الدولي السيطرة عليها في آذار من عام 2019.

وذكرت مصادر محلية، أن “عدد الجثث الموجودة داخل المقابر الجماعية في بلدة الباغوز، الواقعة في ريف ديرالزور الشرقي على مقربة من الحدود السورية العراقية، يفوق عدد السكان المقيمين فيها في الوقت الراهن”.

وأضافت أن معاناة السكان تكمن في ظهور هذه الجثث على السطح وانبعاث روائح كريهة منها، وذلك بسبب قربها من سطح الأرض وعدم دفنها بشكل صحيح داخل مقابر رسمية، بالإضافة إلى قيام بعض الحيوانات البرية بنبش هذه المقابر.

وتنبعث من هذه الجثث، التي طفت على سطح الأرض في الأشهر الماضية، روائح كريهة وخصوصاً في فصل الصيف، الأمر الذي أثار حالة من الخوف لدى سكان البلدة من تفشي أمراض خطيرة ومعدية، ناتجة عن هذه الجثث.

في حين تحدث عدد من أبناء بلدة “الباغوز”، عن وجود عدد كبير من الجثث التي مازالت موجودة تحت أنقاض المباني والمنازل، التي دمرت نتيجة المعارك الطاحنة التي شهدتها البلدة بين عناصر تنظيم داعش، الذين كانوا متحصنين فيها، وبين قوات “قسد” المدعومة من طيران التحالف الدولي.

وأشار الناشط “عدنان المحمد” الذي ينحدر من ريف ديرالزور الشرقي، إلى أن “قسد” تتجاهل المقابر الجماعية في بلدة “الباغوز”، ولا تعمل على استخراج الجثث العالقة تحت أنقاض المباني.

وقال الناشط في تصريح خاص لمنصة SY24، إن “المنطقة تعج بالجثث والألغام وبقايا المعركة التي جرت هناك، منذ أكثر من سنتين، إلا أن قسد لم تتصرف حيال هذا الأمر، بل على العكس منعت الأهالي من الدخول إلى بلدة الباغوز لعدة أشهر، مما أدى إلى تعفن عدد كبير من الجثث”.

وأوضح أن “قسد استخدمت الجرافات في عملية دفن جثث قتلى تنظيم داعش وعائلاتهم في بلدة الباغوز ومخيمها، مما أدى إلى ظهورها على سطح الأرض بعد فترة وسهولة نبشها من قبل اللصوص والحيوانات البرية”.

وأكد الناشط أن “الجثث ليست هي المشكلة الوحيدة التي يعاني منها أهالي بلدة الباغوز”، مشيراً إلى وجود “كميات كبيرة من العبوات الناسفة والقذائف التي لم تنفجر، والتي تشكل تهديداً على حياة السكان وخصوصاً الأطفال”.

ويعاني أهالي البلدة في كل عام من الروائح الكريهة التي تنبعث من الجثث المتعفنة التي مازالت أسفل المباني المهدمة، بالإضافة إلى الجثث الموجودة في المقابر الجماعية، والتي بدأت تظهر على سطح الأرض بفعل عوامل “طبيعية أو غير طبيعية”.

حيث يتغذى عدد كبير من الحيوانات البرية، الموجودة في المنطقة على بقايا هذه الجثث، مما قد يؤدي إلى إصابتها بأمراض معدية قد تنقلها إلى الأهالي، ناهيك عن قرب هذه المقابر من مصادر المياه التي تغذي المنطقة.

وتحدث الدكتور “حسن الطوير” عن الأمراض التي قد تسببها الجثث المتعفنة في مقابر بلدة “الباغوز”، وأثرها على السكان المحليين.

وقال في حديث خاص مع منصة SY24: “هناك مخاطر من وجود المقابر الجماعية في بلدة الباغوز، والتي تقع على مقربة من مصادر المياه التي يستخدمها أهالي البلدة في الشرب أو سقاية أراضيهم ومواشيهم”.

وبين الطبيب أن “المخاطر تكمن في تأثر مصادر المياه بالبكتريا الناتجة عن تحلل هذه الجثث، والتي قد تؤدي إلى الإصابة بعدد من الأمراض مثل إلتهاب المعدة والأمعاء، أما الرائحة الكريهة قد تؤدي إلى أمراض في الجهاز التنفسي، وخصوصاً عند التعرض لها لفترة طويلة”.

وأضاف أنه “الإسراع في عملية نقل الجثث من بلدة الباغوز، واتخاذ الاحتياطات المناسبة من قبل عمال الدفاع المدني أو المدنيين، وعدم اقترابهم من هذه الجثث لفترة طويلة، وخصوصاً بعد ورود معلومات تفيد باستخدام أسلحة مجهولة في عمليات قصف مخيم الباغوز”.

وفي السياق ذاته، ذكر أحد عناصر قوات “قسد”، والذي كان موجوداً عند اقتحام مخيم الباغوز، أنه تم استخدام قذائف تحمل “مواد مجهولة” خلال العملية، وأدى ذلك إلى تفحم عدد كبير من الجثث في مخيم البلدة، الذي كان يتحصن داخله عناصر من تنظيم داعش.

والذي رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، أن قوات “قسد” قامت باستخدام “الجرافات” لدفن القتلى من عناصر التنظيم وعائلاتهم داخل مخيم “الباغوز”، منوهاً إلى أن “البعض منهم دفنوا وهم على قيد الحياة”، على حد قوله.

وتضم بلدة “الباغوز”، عدداً من المقابر الجماعية التي تضم جثث عناصر من تنظيم داعش وعائلاتهم، بالإضافة إلى رفات المدنيين، من أبناء البلدة والبلدات والقرى المجاورة، والذين قضوا خلال المعارك التي شهدتها المنطقة قبل سنوات، إضافة إلى عشرات الأشخاص الذين أعدمهم “داعش”.