Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

سيناريو خطير يهدد درعا.. من يقف خلفه؟

خاص - SY24

تتصدر الأحداث العسكرية والإنسانية الدائرة في “درعا” جنوبي سوريا، واجهة الأحداث، وسط التحذيرات من مساعي إيران وبضوء أخضر من روسيا، إلى تفريغ “درعا البلد” من كتلتها السكانية لصالح النظام والميليشيات، وتحذيرات من سيناريو مشابه لـ “القصير وباباعمرو”، الأمر الذي دفع بناشطين لإطلاق هاشتاغ بعنوان “الأسد وإيران يحرقون درعا”، في حين تحدثت مصادر خاصة عن أهداف إيران من تثبيت قدمها في محافظة درعا.

*قصف للمساجد ونزوح للعائلات

خلال الساعات الماضية، أفاد مراسلنا بأن “الفرقة الرابعة” والميليشيات الإيرانية، استهدفت بشكل مباشر المساجد في أحياء درعا مما أدى إلى تدميرها، والمساجد هي: المسجد العمري رمز الثورة السورية، مسجد الدكتور غسان أبازيد، مسجد سعد بن أبي وقاص، ومسجد المنصور. 

وشهدت مدينة طفس، نزوح مئات العائلات نتيجة استهدافها براجمات الصواريخ وقذائف الدبابات، في حين أغلقت قوات النظام حاجز مدينة (داعل طفس) ومنعت خروج الأشخاص باتجاه مدينة داعل.

وعبّر ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي عن تضامنهم مع “درعا”، منددين في الوقت ذاته بما تتعرض له من تصعيد عسكري على يد قوات النظام السوري وميليشياته الإيرانية.  

وركّز المغردون ضمن الهاشتاغ على “ميليشيا الفرقة الرابعة” المدعومة من إيران والتي تستهدف أحياء “درعا البلد” بقصف صاروخي غير مسبوق، مخلفة المزيد من الضحايا بين المدنيين، إضافة إلى دمار هائل وأضرار مادية كبيرة.

وانتقد الناشطون عبر الهاشتاغ، كل من يصمت أو يسكت عن الجرائم التي يرتكبها النظام السوري بحق “درعا البلد”.

وطالب آخرون المجتمع الدولي بالتحرك والضغط لوقف “انتهاك حقوق البشر في الحياة والأمان”، في إشارة إلى انتهاكات النظام وداعميه في محافظة “درعا”.  

واستنكر آخرون الحصار المفروض والحملة العسكرية على “درعا البلد”، مشيرين إلى أن النظام غير قادر على تأمين رغيف الخبز للسوريين لكنه قادر على تأمين السلاح لقتلهم.

*بداية الدور الإيراني

وعن الدور الإيراني في المنطقة الجنوبية وتحديدًا في ما يتعلق بمحافظة درعا، قال مراسلنا “حسان الحوراني”، إن البداية كانت من 2018 من تجنيد أكبر عدد من شباب درعا لصالح “الفرقة الرابعة”.

وأضاف أن المرحلة التي تلت عمليات التجنيد كانت جلب قوات إيرانية وإنشاء مواقع عسكرية استخباراتية وتجسس وإدارة مواقع لقوات النظام السوري.

حيث عملت على خلق توترات أمنية من خلال استهداف معارضين سابقين انخرطوا مع النظام سواء في الفيلق أو في “الأمن العسكري” أو حتى معهم في “الفرقة الرابعة”.

ومن أهداف إيران كذلك، السيطرة على كافة الريف الغربي بشكل كامل، ومن أجل ذلك افتعلت أحداث منطقة “طفس”، ومن خلالها مررت جنودًا وآليات لها إلى درعا المدينة، وقد قتل في تلك الأحداث قرابة الـ 15 عنصرا من الفرقة الرابعة.

كما افتعلت أحداث “المزيريب”، وتم خلالها مقتل 24 عنصرا للفرقة الرابعة”.

وتنوي إيران من خلال تثبيت قدمها في الجنوب السوري، فتح خط مباشر من ريف دمشق من جهة مطار دمشق الدولي وصولا إلى منطقة “اللجاة”، بهدف إنشاء مستودعات ذخيرة وسلاح، وأيضا إنشاء مراكز تدريب لميليشاتها.

وأوضحت “الحوراني” أن استمرار استقدام تعزيزات عسكرية للمحافظة باسم “الفرقة الرابعة” اللجنة الأمنية للنظام، تطلب اجتماعات مع لجنة درعا البلد لحل بعض الأمور الخلافية ومنها “اتفاق مبدأي على دخول الفرقة 15 والأمن العسكري لوضع حواجز”.

ولفتت إلى أن “الفرقة الرابعة” تقدمت بشكل غادر وفجائي ودون تنسيق مع أحد وسيطرت على قرابة 20 كم من منطقة خراب الشحم وحتى الزاوية الجنوبية لحدود الأردن، وبدأت تفرض حصارا “درعا البلد”، وما تزال حتى اليوم تستقدم تعزيزات عسكرية.

وتوزعت نقاط سيطرة “الفرقة الرابعة” والميليشيات الإيرانية على: مبنى الري على طريق اليادودة، وعلى بلدة مزيريب وضاحية درعا، وعلى مدينة درعا ومنطقة الزمل الممتدة من وادي سجنة حتى الجمرك القديم، وعلى القاعدة الصاروخية غرب حي المنشية، وعلى الجمرك القديم وكتيبة الهجانة غرب درعا البلد، وعلى المخافر 37 و 36 و 35 و 34 و 31 و 30 على الحدود الأردنية، على بعد عشرات الأمتار من منطقة النخلة جنوب حي طريق السد.

ومن المواقع أيضًا: مدرسة الضاحية الأولى وهي عبارة عن نقطة مدفعية ومخزن سلاح، وكانوا يستخدمونها لضرب المنطقة الغربية.  

ومن أهم الميليشيات المشاركة في عملية الحصار والسيطرة: ميليشيا أبو الفضل العباس، لواء فاطميون، لواء الإمام الحسين العراقي، كتائب الرضوان، حزب الله بقيادة الحاج أبو تراب، أسود العراق، لواء الرسول الأعظم، أبناء مخيم النيرب، والحرس القومي العربي، وجميعها تنسق مع ميليشيا “قوات الغيث” التي تصدر عنها الأوامر بشكل مباشر، والأهم من كل ذلك أن هذه الميليشيات مزودة بسلاح ثقيل: دبابات ومضادات وراجمات وشيلكات ودشم معززة.

*تحذيرات من سيناريو مشابه لـ “القصير وبابا عمرو”  

وحذّر الكاتب والناشط السوري “أحمد أبازيد” في تصريح لمنصة SY24، من “عمليات إحلال سكاني شبيهة بما حصل في القصير وبابا عمرو في ظل عدم وجود أي رد فعل دولي وإقليمي لما يحصل في درعا، والمساعي لتفريغ المجتمع المحلي وإنهائه”.

وأضاف أن “الحملة في درعا هي حملة عسكرية طائفية لذلك هناك مشاركة واسعة من الميليشيات ومن جنسيات متعددة، إضافة إلى أنها حملة انتقامية بسبب رمزية درعا كمهد الثورة وبسبب الموقف الشعبي الرافض للانتخابات الرئاسية، وهناك نوايا انتقامية وسلوك وحشي من قبل النظام في درعا، رغم موافقة اللجان سابقا على المطالب الروسية”.

ومنذ 24 من حزيران الماضي، تحاصر الفرقة الرابعة والميليشيات الإيرانية، أكثر من 50 ألف مدني داخل أحياء درعا البلد، ما أدى إلى تدهور الأوضاع الإنسانية في المنطقة، الأمر الذي يعتبر خرقاً لجميع الاتفاقيات المتعلقة بالجنوب السوري.

وقبل أيام دعت منظمة العفو الدولية النظام السوري إلى السماح فوراً، بدخول المساعدات الإنسانية إلى منطقة درعا البلد المحاصرة منذ شهر حزيران الماضي وحتى الآن.