Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

بطريرك لبناني يدعو اللاجئين مجددا للعودة إلى سوريا.. ومصدر يرد

خاص - SY24

استنكر الصحفي اللبناني “صهيب جوهر”، مطالبة البطريرك الماروني في لبنان “بشارة الراعي” مجددًا بعودة السوريين إلى بلادهم، واصفا تلك التصريحات بـ “الشعبوية” وبأنها “غير منطقية”. 

 

كلام “جوهر” جاء في تصريح خاص لمنصة SY24، وردًّا على التصريحات الجديدة لـ “الراعي” بخصوص السوريين على الأراضي اللبنانية وفي مخيماتها. 

 

وقال “جوهر”، إن “كلام الراعي هو كلام شعبوي يؤدي غرضه داخل بيئة محددة لإشعارها بأن المرجعية الأولى الروحية تسعى إلى حمايتها وتنظر إلى هواجسها بعين الاعتبار”. 

 

وأضاف أن “هذه المطالبة غير واقعية وغير منطقية لعدة عوامل أهمها: أن الأمور في سوريا لم تذهب نحو حل، ولا يوجد ضمانات إنسانية بعودة النازحين السوريين إلى ديارهم بأمان دون أن يتعرض لهم النظام السوري بالقتل والاعتقال، وأيضًا بات هناك تغيير ديموغرافي وأصبح هناك استحالة عودة السوريين دون تحقيق تسوية إقليمية وتسوية أخرى داخل القطر السوري”. 

 

وأوضح قائلا: إن “هناك شعور دائم عند الأقليات في المنطقة وتحديدا في لبنان، بأن الوجود العربي الكثيف وتحديدًا السُّني وذلك منذ الوجود الفلسطيني مع ياسر عرفات ومنظمة التحريرومرورا بالوجود السوري بعد الحرب السورية، يُشعر الأقليات في المنطقة بأنهم محاصرين وأن هذه الأكثريات المسلمة تعرض وجودهم السياسي والجغرافي للخطر”. 

 

وأشار إلى أن “هذا الشيء أو الشعور غير صحيح وغير صحي، لأن الدولة البوليسية في لبنان لا تترك أي مساحة سياسية أو أمنية كي يأتي السوري المهجر نتيجة إرهاب النظام السوري لأن يمارس وضع سياسي أو عسكري في لبنان، فالأجهزة الأمنية اللبنانية تحول دون ذلك”. 

وأكد أن “هذا الخطاب (كلام البطريرك الراعي) يأتي نتيجة الأزمة السياسية في لبنان في ظل الانهيار الذي حصل في عهد الرئيس ميشال عون، ونتيجة الهجرة المسيحية والمسلمة أيضا، وكل ذلك يُشعر هذه الأقليات بأن الوجود السوري والفلسطيني يهدد حضورها”. 

 

ووجّه البطريرك الماروني في لبنان، بشارة الراعي، رسالة إلى “النازحين السوريين”، مطالبا إياهم بـ “العودة إلى بلادهم ومتابعة تاريخهم وثقافتهم”، حسب تعبيره. 

وذكر “الراعي” خلال كلمة له في المجلس الاقتصادي الاجتماعي في وسط بيروت، أن “ما يقلقنا بالإضافة إلى هجرة شعبنا، تزايد عدد اللاجئين والنازحين الذين بلغوا نصف سكان لبنان”. 

ومضى قائلا: إنه “عدا عن كون هذا التزايد ثقلا اقتصاديا كبيرا، فإن هذا الواقع يشكل عبئا اقتصاديا ثقيلا على لبنان وخطرا سياسيا وديمغرافيا وأمنيا وثقافيا”. 

ولفت إلى أنه “يتعين على الجميع السعي لحل قضية اللاجئين الفلسطينيين وعودة النازحين السوريين لبلادهم”. 

وخاطب السوريين برسالة موجهة لهم بأن “عودوا الى بلادكم وتابعوا تاريخكم وثقافتكم، وإن لم تعودوا تكونوا، أنتم من تقيمون الحرب الثانية بهدم ثقافتكم وتاريخكم، ونطالب بذلك بكل محبة”. 

وقبل أيام، نقلت عدة مصادر متطابقة عن البطريرك “الراعي”، في حديث لـ “إذاعة الفاتيكان”، على هامش مشاركته في مؤتمر كنسي بالعاصمة المجرية بودابست، إن “على اللاجئين السوريين العودة إلى سوريا لأن الحرب انتهت هناك، وهم لا يريدون الإقرار بذلك، ويصرون على البقاء في لبنان”. 

وتابع “لا يكنّ العداء للاجئين السوريين، لكن لبنان لا يستطيع تحمل مثل هذا العبء”، مشيراً إلى أن “اللبنانيين يغادرون بلادهم، واللاجئون يحلون مكانهم”. 

وادعى أن “السوريين يعيشون أفضل من اللبنانيين أنفسهم، فلديهم وظائف وأعمال تجارية، إضافة إلى أنهم يتلقون المساعدة من المنظمات الدولية كل شهر، مطالباً بتقديم هذه المساعدات إليهم داخل سوريا”، حسب وصفه. 

وكان المحامي اللبناني الدولي “طارق شندب”، ردّ على مطالبة البطريرك الماروني في لبنان “بشارة الراعي” بإعادة اللاجئين السورين إلى ديارهم، بأنه عليه أن يطالب بعودة المسلحين والميليشيات التابعة لـ “حزب الله” أولًا. 

وقال “شندب”: “نتمنى على البطريرك الراعي أن يطالب بعودة المسلحين اللبنانيين التابعين لميليشيا حزب السلاح والإرهاب من سوريا حتى يعود السوريين إلى بلدهم، وأن يعيد أولئك المسلحين ما سرقوه من سوريا، وأن يعيدوا بناء ما هدموه”. 

وتؤوي لبنان ما يقارب من مليون لاجئ سوري حسب إحصائيات غير رسمية، بينما تقول السلطات اللبنانية أن عددهم يصل إلى 1.5 مليون لاجئ سوري، يواجهون ظروفا اقتصادية غاية في السوء.