Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

في سوريا.. فنجان القهوة يكلف ألف ليرة!

خاص - SY24

“فنجان قهوتي الصباحي، يكلفني أكثر من ألف ليرة!”.. بهذه الكلمات عبرت السيدة “سميرة 44 عام” من سكان حي الميدان في مدينة دمشق، عن ارتفاع أسعار البن، حيث اشترت بعشرة آلاف ليرة سورية أقل من ربع كيلو غرام من البن، بعد أن أصبح سعر الكيلو من النوع الجيد حوالي 40 ألف ليرة سورية، أما الأصناف متوسطة الجودة يتراوح سعرها بين 30 – 35 ألف ليرة، وهناك أنواع سيئة المذاق بـ 20 ألف.

تقول “سميرة”: “لا يمكنني التخلي عن فنجان القهوة الصباحي، فهو الرفاهية الوحيدة التي أتمسك بها مهما ارتفع ثمنها”.

في الوقت الذي استغني كثير من الأهالي عن شرب القهوة كطقس يومي، واقتصر تقديمها فقط  كنوع من الضيافة حسب قول من تحدثنا إليهم من الأهالي.

شهدت الأسواق في مدينة دمشق وريفها، ارتفاعاً كبيراً في أسعار البن والهال، علّل أصحاب المحال التجارية والمحامص، بأن سبب الغلاء ليس من التجار المحليين إنما هو غلاء عالمي من المصدر.

ذكر الحاج “أبو سعيد” اسم مستعار لصاحب محمصة بن في مدينة برزة، رفض ذكر اسمه لأسباب أمنية، أن “الإقبال على شراء البن قد انخفض تدريجياً منذ أكثر من شهر ونصف، بسبب ارتفاع سعره عالمياً”.

وقال “أبوسعيد: إن “هناك أسباب أخرى أدت إلى رفع الأسعار، وهي تكاليف الاستيراد والشحن والجمارك، بالإضافة إلى صعوبة تأمين مادة المازوت لتشغيل آلات التحميص في المحمصة، وعدم الاعتماد على الكهرباء بسبب التقنين”.

تستورد سوريا البن من دولتي البرازيل والهند بنسبة تتجاوز 90 في المئة، حسب ما ذكرته صحيفة موالية للنظام في تقرير لها، وقدرت ارتفاع الأسعار للمرة الثانية خلال شهر واحد بنحو بـ 50%.

يعيش الأهالي في مناطق سيطرة النظام ظروفاً معيشة سيئة، بسبب الغلاء الذي طال لقمة عيشهم ومقومات حياتهم وصولاً إلى فنجان قهوتهم.

تقول “هالة” طالبة جامعية من مدينة “التل”، أثناء حديثها مع منصة SY24 إنها: “قللت من شرب القهوة بشكل كبير، رغم تعلقي بشربها يومياً، خاصة أثناء الدراسة فهي تساعدني على خلق جو من النشاط والحيوية”، وتشير إلى أنها أصبحت تشتري ظرفاً صغيراً من البن بسعر خمسة آلاف ليرة سورية، يكفي لصنع القهوة عدة مرات فقط، بعد أن كانت تشتري نصف كيلو بنفس السعر تقريباً قبل عدة أشهر.

تقول لنا :”نصحني أصدقائي باستبدال القهوة بمشروبات أخرى كالمتة أو الزهورات الشعبية، ولكن بالنسبة لي لا يوجد مشروب بديل عن القهوة، خاصة لمن يدمنها مثلي”.

أما “أم عمار” من سكان مدينة دوما، فقد اتفقت في جلسة الصباح مع جاراتها أن يتقاسمن الدور في صنع القهوة فيما بينهن، تضحك وهي تقول لجارتها “مرة عليكي ومرة عليي” في إشارة منها إلى ضعف القوة الشرائية لغالبية الأسرة حتى يتحايلن على أوضاعهن المعيشية بالاشتراك في صنع فنجان القهوة!!.