Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

محلل سوري يتحدث عن الشخص الأكثر إجرامًا في ذكرى مقتله

خاص - SY24

وصف الكاتب والمحلل السياسي “فراس السقال”، المدعو “قاسم سليماني” بأنه الرقم الصعب في الإجرام لدى حكومة طهران، وأنه الرابط الأبرز لعلاقات إيران العسكرية الخارجية مع الدول التي تتعامل معها.

كلام “السقال” جاء في تصريح خاص لمنصة SY24، بمناسبة الذكرى الثانية لمصرع “سليماني” المتزعم السابق لميليشيا “فيلق القدس” الإيرانية، والذي تم اغتياله بغارة أمريكية قرب مطار العاصمة العراقية بغداد.

وقال “السقال”، إن “عملية تصفية مجرم حرب كقاسم سليماني عمل يستحق الفرح والشكر بكلّ معنى الكلمة، فهذا الرجل الذي عاث في الأرض فساداً قد عُرف بالخبث والإرهاب والدموية والعنف، فهو المدبّر لأبشع العمليات الإرهابية التي قادها الحرس الثوري الإيراني والحشد الشعبي وبقية الميليشيات الطائفية العاملة في إنهاء الوجود السني في المناطق المذكورة”.

وأضاف “لقد مرّ عامان على محو ذِكر ذلك الإرهابي (سليماني) ولا أنكر بأنّه كان الرقم الصعب في الإجرام لدى حكومة طهران وميليشياتها في المناطق التي تحتلها، لما له من امتيازات واسعة في القرار والتنقل والإمداد، بل وكذلك كانت يده مطلقة في عقد الاتفاقيات الدفاعيّة والتحالفات بين حكومته وباقي الحكومات التي تسيطر عليها إيران كدمشق وبغداد وعدن وبيروت”.

ولفت إلى أن “مقتل قاسم سليماني كان خبراً مُفجعاً لدى إيران، فقد كان هذا المجرم الرابط الأبرز لعلاقات إيران العسكرية الخارجية مع الدول التي تتعامل معها، والتي تحمل فكر المقاومة (إن صحت التسمية) تلك المقاومة التي أهدافها الظاهرية ضرب إسرائيل وإضعافها، أمّا هدفها الحقيقي هو حماية إسرائيل، وضرب المشروع السني العربي، وتحقيق حلم إيران في الإمبراطورية الفارسية”.

وزاد بالقول “نعم إنّ نُفوق سليماني كان له تأثير سلبي – نوعاً ما – على المناطق العربية المحتلة من قِبل إيران، وهذا التأثير يظهر من حيث التحرك والتوسع والأسلوب في التعامل على الأرض مع المليشيات الأخرى والتنسيق معها، بالإضافة إلى أنّه سيعود على حلفاء إيران أيضاً بالخوف من العراب الإيراني الجديد، الذي سيكمل مسيرة سليماني الإجرامية، فخوفهم نابع لا من حيث أنّ البديل نزيه أو حمامة سلام، إنما خوفهم بأن يكون الخَلَف أقلَ إجرامٍ من سلفه”.

ورأى “السقال” أن “إيران تلك الدولة القائمة على الفساد والطغيان والإجرام والتي تملك مشروعاً خبيثاً ضدّ المسلمين والعرب، لن تتوانى في إخراج أكثر من مجرم خلفاً لسليماني، مع أنّ مقتله كان ضربةً مُصدّعة لها، ولكن لم تكن القاضي، وهذا ما نراه على الأرض اليوم، فالقواعد العسكرية الإيرانية الميليشياوية في سورية تتوسع، والدعم الإيراني العسكري من تسليح وإرهابيين في تزايد، والمشروع التوسعي قائم حيث باتت دمشق القديمة في قبضة الشيعة، وحلب وحمص كذلك الأمر”.

أمّا “التوسع الطائفي فهو يمتد أكثر عبر تحويل العديد من مساجد السنة إلى حسينيات في حمص وحلب ودير الزور، والسيطرة على الموارد والنفط والتجارة ومشاريع ما يسمى إعادة الإعمار، فكل ذلك قائم على قدم وساق، فضربة تصفية “قاسم سليماني” لم تضعف المشروع الإيراني، بل كانت كالمثل السائد “الضربة التي لا تقتلك تقويك” مع الأسف الشديد، لذلك يحتاج هذا المشروع لضربة قاتلة”، حسب السقال.

وختم قائلًا “لست متشائماً أبداً، بل عندي أمل كبير في يقظة قريبة، والتي ستكون الضربة القاتلة للمشروع الإيراني، تتمثل بصحوة حقيقية للمسلمين، وإدراكهم ما يحاك ضدهم في طهران وقُم، واجتماع الدول المسلمة والعربية على كلمة واحدة في إخراج إيران من دائرة البلد المسلم أو الصديق والحليف، فعزلة إيران بداية لتجفيف منابعها وتحييد إجرامها وفسادها، وتقليص نفوذها، وإسقاط مشروعها الخبيث”.

وقُتلَ “قاسم سليماني” مطلع يناير عام 2020، بعد وصوله إلى مطار بغداد الدولي قادما من دمشق، حيث تم استهداف سيارته من قبل طائرة أمريكية بالقرب من المطار، ما أدى إلى مقتله مع العديد من قادة عناصر ميليشيا “الحشد الشعبي”.

وعيّن خامنئي المدعو “إسماعيل قآني” خلفاً لسليماني بعد أقل من 24 ساعة على مقتل الأخير. وأصبح “قآني” نائباً لقائد ميليشيا فيلق القدس، الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني منذ عام 1997 عندما تولى سليماني قيادته.