Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

لا ماء ولا دواء ولا كهرباء.. كيف يعيش سكان دمشق؟

خاص - SY24

أزمات خانقة تشهدها العاصمة دمشق وريفها، بلغت ذروتها منذ أكثر من شهرين، آخرها أزمة فقدان الأدوية وارتفاع أسعارها، سبقتها أزمة شح المياه وانقطاعها، وكذلك وعدم توفر الغاز المنزلي والوقود والمحروقات، ونقص كبير في مواد التدفئة وإعادة انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، كل ذلك ساعد في تضييق سبل العيش على المدنيين، وحرمهم من أبسط مقومات الحياة الكريمة. 

حيث تشهد مدينة دمشق أزمة دواء حادة ، من فقدان عدد كبير منها في معظم الصيدليات، وارتفاع سعر بعضها بشكل كبير في الآونة الأخيرة. 

وقال مراسل SY24 في دمشق إن “بعض الصيدليات في أحياء دمشق تقف أمامها طوابير من المرضى، وتشهد ازدحاماً  كبيراً، وخاصة أمام الصيدليات المجانية، التي تعمل ضمن المراكز الطبية والمستوصفات”. 

إذ تفاقمت الأزمة بعد قرار حكومة النظام برفع الدعم مؤخراً، لترتفع معه أجور المعاينات الطبية،  بشكل مضاعف، ومن ثم اختفاء عدد كبير من الأصناف الدوائية من الصيدليات لتباع في السوق السوداء بسعر مرتفع جداً. 

 يخبرنا ” فداء” من سكان مدينة دمشق وهو شاب في الثلاثين من عمره، عن رحلة بحثه الطويلة عن عدة أصناف دوائية لوالده المريض، يقول لمنصة SY24 إن :”والده يعاني من أمراض الكلى، ولديه عدة جلسات أسبوعية لغسيل الكلى،  لم يحصل على دوائه الخاص بعد بحثه  في عدد كبير من الصيدليات،  ليكون الجواب المتكرر دائماً بأنه “مفقود”. 

بعد عدة أيام تمكن “فداء” من الحصول على الدواء من  صيدلية في منطقة “كفرسوسة” ، بسعر يزيد ضعفين عن سعره الحقيقي قبل انقطاعه.

توجه مراسلنا لعدة صيدليات للسؤال عن سبب ارتفاع الأسعار، وفقدان أصناف دوائية بشكل مفاجئ، أخبرنا أحد الصيادلة رفض ذكر اسمه لأسباب أمنية أن “الدواء غير متوفر في الصيدليات وهو يقوم بجلبه من محافظات أخرى عبر أشخاص معينين”. 

“فداء” أكد أن مهنة الصيدلة باتت مهنة تجارية، إذ أن كل صيدلية تبيع الدواء بسعر يناسبها، يختلف من واحدة إلى أخرى، وبحسب حالة السوق، وعند فقدان صنف من الدواء فإنه ينقطع تلقائياً وبشكل نهائي من كل الصيدليات، بما فيهم الصيدلية “المركزية” وسط العاصمة، وكأنها إشارة على تنسيقهم بين بعضهم البعض، بإخفائه ورفع سعره دون أي رادع من قبل الحكومة. 

ليست أزمة الدواء الوحيدة التي تثقل كاهل المدنيين في العاصمة وريفها، إذ يعاني الأهالي في منطقة “الزاهرة” بدمشق من أزمة مياه الشرب، بشكل كبير والتي تتضاعف يوم بعد يوم، دون اتخاذ إجراءات صارمة لتخفيف الازمة من قبل حكومة النظام. 

قال مراسلنا هناك “بعض الأحياء داخل المنطقة، لا تصلها شبكة المياه الرئيسية بشكل نهائي، وبعضها يصلها بشكل متقطع، فلا يستفيد منها الأهالي لعدم معرفتهم بأوقات تشغيلها”. 

تقول “ياسمين” لمنصة SY24، من سكان” الزاهرة” وهي أرملة وأم لطفلين، إنها تعاني بشكل كبير من صعوبة إيصال المياه لمنزلها، “بسبب ضعف ضخ الشبكة، وعدم وصولها إلى الطابق الخامس حيث تسكن”، وخاصة مع انقطاع الكهرباء الدائم، وعدم تمكنها من تشغيل “موتور” المياه لسحبها إلى الخزان.

تخبرنا أنه في بعض الأحيان يقوم أحد جيرانها بتشغيل ” الموتور” عن طريق مولدة كهربائية عند انتهائهم من تعبئة خزانات المياه الخاصة بهم، وما تلبث إلا وتنقطع المياه من الشبكة، وهذه المعاناة تتكرر دائماً حسب قولها. 

تضطر”ياسمين” وكثير من العائلات أمثالها لشراء المياه من الصهاريج، بتكلفة مرتفعة لا قدرة لها على دفعها بشكل مستمر، ولاسيما أنها المعيلة الوحيدة لأسرتها.

وأشارت بقولها: “في حال لم يتوفر لدي ثمن صهريج المياه والذي يتراوح بين 10 _15 ألف ليرة لخمسة براميل تكاد لا تكفيها أسبوعاً واحد، أقوم بنقل كمية قليلة من المياه بأوعية وكالونات من أسفل المبنى إلى الطابق الخامس ويساعدني طفلها ذو العشر سنوات”.

لم تعد هذه الحال مقبولة لدى”ياسمين” وغيرها من الأهالي الذين يعيشون معاناة حقيقية، شبه يومية في حصولهم على أدنى مقومات الحياة كالمياه والدواء والكهرباء في ظل أزمة غلاء معيشة غير مسبوقة، رافقها قرار الحكومة برفع الدعم عن شريحة كبيرة من المواطنين، الأمر الذي أحدث موجة غضب كبيرة واحتجاجات في عدة محافظات.