Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

النوادي النسائية في إدلب.. متنفس السيدات من ضغط الحياة

خاص - SY24

لم تعد النوادي الرياضية في شمال سوريا حكراً على الرجال دون النساء والفتيات لاسيما في مدينة إدلب، بل شهدت مراكز التدريب الرياضية  النسائية في المدينة انطلاقة وصفتها مرتادات هذه المراكز بالجيدة منذ قرابة السنتين. 

تقصد السيدة الثلاثينية “عبير الخطيب ” مهجرة من ريف دمشق ومقيمة في إدلب، أحد النوادي النسائية منذ شهرين، بعدما سببت لها ضغوط الحياة والنزوح والتهجير اكتئاباً لازمها طيلة الفترة الماضية، تخبرنا إنها بحاجة كبيرة للترويح عن نفسها والخروج من جو العزلة الذي تعيشه، وبعد تلقيها جلسات دعم نفسي بأحد المراكز نصحتها الداعمة بممارسة الرياضة بشكل يومي لأنها سبب رئيسي في تحسين نفسيتها. 

تقول لنا :”أتاح لي وجود نادي رياضي نسائي في المنطقة، أن أتخلص من جو الكآبة والضغوط النفسية، وشعرت بتحسن ملحوظ في أقل من شهرين بعد ممارسة الرياضة المنظمة”. 

وجدت عبير مكاناً تروح بها عن نفسه في غمرة الضغوط اليومية التي تعيشها، حالها كحال عشرات النساء اللواتي خرجن من الحرب وكنّا فريسة الضغوط الأمراض النفسية. 

تؤكد المدربة “أم خالد” مشرفة نادي “الأندلس” في مدينة إدلب من خلال حديثها لمنصة SY24  أن” معظم السيدات اللواتي يمارسن الرياضة في النادي للترويح عن أنفسهن، من خلال تمارين تساعد على تحسين النفسية بالإضافة إلى رغبتهن بالحصول على لياقة بدنية، والوصول الى وزن مثالي يناسب كل واحدة فيهن”. 

 تعد النوادي الرياضية النسائية في المنطقة حديثة المنشأ، ولم يكن الإهمال في إحداث مراكز مختصة بالنساء مقصوداً إنما كان سببه الحرب وعدم الاستقرار الذي عاشته المنطقة منذ سنوات. 

إذ تشهد النوادي النسائية اليوم إقبالًا ملحوظا في الفترة الأخيرة، وزاد عددها عن ثماني نوادٍ في مدينة إدلب وعدد آخر في المدن المحيطة بها، وتقصدها النساء الباحثات عن الفائدة الجسدية والنفسية، وبعض الأحيان تقصدها النساء لمتابعة العلاج الفيزيائي ولاسيما مرضى الديسك وأمراض العمود الفقري. 

“أم حسام” سيدة خمسينية تعاني من آلام الرقبة والظهر والعمود الفقري منذ سنوات، ونصحها الطبيب المشرف على حالتها بالقيام بتمارين رياضية معينة بالإضافة إلى تناول أدويتها الخاصة بالمرض. 

تقول لنا : “بعد شهرين من ممارسة تمارين خاصة بالعمود الفقري شعرت بتحسن ملحوظ في جسدي، وزادت مرونة الرقبة وفقرات الظهر، وخفت الآلام الديسك بنسبة كبيرة”.

 تؤكد المدربة “أم خالد” أن النساء في إدلب من جميع الإعمار ترتاد النوادي الرياضية، وأن هناك أكثر من أربع حالات أعمارهن فوق الخمسين يمارسن الرياضة للتخفيف من آلام معينة. 

تقول لنا :” لاحظت من خلال عملي كمدربة نسائية منذ ثلاث سنوات أن النساء يفضلن قضاء هذه المساحة من يومهن في النادي الرياضي، ويشعرن بسعادة عند تحقيق أهدافهن  كنقصان الوزن أو زيادته أو تخفيف الآلام وكذلك تحسين الحالة النفسية، وتنشأ علاقات صداقة بينهن بحكم تواجدهن بشكل شبه يومي”

وعن الأسعار تقول المدربة إن :”أسعار الاشتراك مقبولة وليست مرتفعة وتراعي الحالة المعيشة لأهالي المنطقة ، والغاية جذب مزيد من السيدات وتحقيق تنافس على مستوى باقي الأندية”. 

تتراوح أسعار الاشتراك حسب مكان النادي، وحداثة الأجهزة وخبرة المدربة حسب ماقالت “أم خالد” وهي من 85 الى 100 ليرة تركي شهرياً أي ما يعادل أقل من عشرة دولار وهو مبلغ يناسب جميع شرائح المجتمع حسب قولها. 

في حديث خاص مع الطبية النسائية “إيمان زيدان” قالت إن “الرياضة تساعد في تحسين حالة المرأة النفسية بعد الولادة، وخاصة أنها تكسب وزناً إضافياً أثناء الحمل، قد يسبب لبعض السيدات مشاكل نفسية حول ثقتها بنفسها وشكل جسمها، إذ تحفز الرياضة الدماغ على إفراز هرمون السعادة أو ما يسمى مادة “الأندروفين”. 

وأشار إلى أن “استثمار الوقت بالرياضة يخلق طاقة إيجابية ويقتل الفراغ، ويساهم في إعطاء البدن مناعة قوية وقدرة على التحمل والصبر وتخفيف آلام الظهر، وهي علاج لأمراض السمنة وهشاشة العظام”. 

استطاعت الشابة “أميرة” 25 عام مقيمة في مدينة الدانا شمال إدلب من تخصيص وقت بعد عودتها من العمل للذهاب إلى النادي الرياضي، عدة أيام بالأسبوع تقول عن تجربتها الأولى في أحد المراكز إنها :”تقضي وقتاً ممتعاً على الأجهزة الرياضية، لا توفرها رياضة الجري في المنزل، و للنادي الرياضي طقس خاص يشعر المرأة براحة نفسية ولو لوقت قصير لتخفيف من ضغوط الحياة اليومية لأن الرياضية تعيد النشاط والحيوية لها”.

عشرات النساء في منطقة إدلب وجدن بالذهاب إلى النوادي الرياضية النسائية فرصة لكسر الصورة النمطية الحياتية التي تعيشها المرأة هناك، من خلال تكريس ثقافة الرياضة في مراكز مخصصة للنساء، وعدم إقصائها عن هذا المجال.