أقرّ النظام بارتفاع حالات الإصابة بمرض “التهاب الكبد” في منطقة الدريكيش بريف طرطوس، إلى 300 إصابة.
وذكر مصدر محلي تابع للنظام السوري، حسب ما وصل لمنصة SY24، أن منطقة “الدريكيش” تشهد انتشاراً لحالات الإصابة بهذا المرض منذ أكثر من شهر.
وأشار إلى أن الإصابات كانت موجودة في “الدريكيش” منذ حوالي شهر ونصف، زاعماً أن الأعداد كانت قليلة في البداية لكنها انتشرت لتبلغ حوالي 300 إصابة،
وادّعى أنه مطلع آذار/ مارس الجاري، تم أخذ عينات من 3 ينابيع في “الدريكيش” يتم تعبئة المياه منها عن طريق “البيدونات”، وبعد إجراء تحاليل كيميائية تبين أنها صالحة للشرب، بينما ظهر بالتحليل الجرثومي وجود نسبة قليلة من العصيات البرازية وهي غير مؤذية.
وتابع أنه تم أخذ عينات من 13 بئراً في منطقتي “النبي صالح والنبي متى”، أظهرت نتائج متفاوتة، فتبين وجود نسبة من العصيات في بعضها، والقسم الآخر كان خالية تماماً.
ووسط حالة السخط الشديد من الأهالي تجاه هذا الإهمال الصحي والخدمي الذي أدى إلى تفشي المرض، زعم المصدر ذاته أنه “ربما حدث تلوث خلال فترة معينة قبل إجراء التحاليل بسبب طريقة سحب المياه من الآبار، أو طريقة استثمارها أو لأسباب غيرها، وهو ما تسبب بوقوع إصابات بالتهاب الكبد”.
وحاول عدد من القاطنين في تلك المنطقة نسف الادعاءات الصادرة عن المصادر التابعة للنظام، مؤكدين أن السبب هو عدم وجود أي تمديدات للصرف الصحي حيث بتم دفن مخلفات الصرف الصحي ضمن حفر كبيرة بالتربة الزراعية، ومن الطبيعي ومع الوقت أن تتسرب هذه المخلفات إلى المياه الجوفية، حسب تعبيرهم.
وأكد آخرون أن جميع شبكات الصرف الصحي متضررة في المنطقة وما حولها، مطالبين بمحاسبة “المسؤولين الفاسدين” التابعين للنظام في طرطوس واللاذقية.
وأواخر شباط الماضي، نشرت منصة SY24 عن انتشار مرض “التهاب الكبد”، وسط الأصوات التي تتعالى محذرة من خطورة الأمر في حال لم تحرك الجهات الطبية لاحتواء الأمر.
وخلال الفترة ذاتها، قلل مدير عام مستشفى الدريكيش الوطني الدكتور محي الدين عيسى، من أهمية انتشار المرض وقال “وردت عدة حالات إصابة بالتهاب الكبد A إلى المستشفى في المدينة خلال الأسبوعين الماضيين، وهي تحت السيطرة ولا يوجد أعداداً كبيرة كما يتم تداوله”.
ودَعت بعض المصادر جميع سكان المنطقة إلى مواجهة التهاب الكبد الفيروسي A المنتشر في هذه الأيام من خلال اتباع الخطوات التالية: “الشرب من المياه الرئيسية بدلاً من مياه الخزانات وبشكل خاص إن لم تعزل حديثاً، وغلّي مياه الشرب إن أمكن قبل شربها ان لم تكن من الشبكة الرئيسية، فالشبكة الرئيسية مراقبة يومياً، والابتعاد عن مياه (البيدونات) غير المعقمة، وغسل الخضراوات والفواكه جيداً ويفضل نقعها بالخل قبل غسلها”.
وتعاني غالبية المناطق الخاضعة لسيطرة النظام وميليشياته من تهميش خدمي وصحي واقتصادي متعمد، لتضاف إلى الأزمات التي تتفاقم وسط غياب الحلول أو عدم قدرة النظام وحكومته على تلبية مطالب المواطنين في تلك المناطق.
