Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

ذكرى مجزرة الكيماوي…الموت خنقا والمجرم بلا عقاب

خاص - SY24

خمس سنوات مرت على ذكرى مجزرة الكيماوي التي ارتكبها النظام السوري في مدينة “خان شيخون” بريف إدلب الجنوبي، في الرابع من نيسان 2017.

إذ استفاقت المدينة على رائحة كريهة بعد قصفها بالطيران الحربي، بصواريخ محملة بمواد كيماوية، أدت إلى وقوع مجزرة دون دماء، راح ضحيتها حوالي 90 شخصاً من المدنيين بين شهداء ومصابين من ضمنهم أطفال.

أدى “غاز السارين” إلى خنق الأهالي صبحية الرابع من نيسان، حيث تستذكر “عبلة الشيخ” 33 عام، من أهالي المدينة، وشاهدة على مجزرة الكيماوي، ذلك اليوم.

تقول “الشيخ” في حديثها الخاص مع منصة SY24: إن “المدينة استيقظت  صباح ذلك اليوم في الساعة 7 والنصف على أصوات الطائرات فوق المدينة، ثم ألقت صواريخها المحملة بغاز السارين على المدنيين، وبدأت الجثث تتساقط خنقاً وتملأ الشوارع والمنازل”.

وتضيف أن “حالة من الهلع والخوف سيطرت على الأهالي، وبدأ الناس بالصراخ بعد أن أدركوا أن النظام استخدم مواداً كيماوية بقصفه المدينة، فخرجوا من بيوتهم دون أن يستوعبوا الحدث، فمنهم من مات في منزله ومنهم من وقع في الشارع”.

غصت “عبلة” بالبكاء، أثناء إخبارنا أن الجثث بقيت لأكثر من ساعتين دون أن يتم إسعافها، حيث أن كوادر الدفاع المدني أيضاً تعرضت للإصابة بالغاز القاتل، ثم امتلأت المراكز الصحية بالمصابين، ومن كثرة العدد اصطفت الجثث فوق بعضها البعض في محاولة لإنقاذ من تبقى منهم على قيد الحياة.

نجت “عبلة” من الموت خنقاً، فيما لقي حوالي تسعين شخصاً من الأهالي حتفهم بالموت خنقاً بغاز السارين السام، تقول لنا: “لن أنسى ذلك اليوم، حين غطى الدخان سماء المدينة، قتلنا دون دماء.. قتلنا خنقاً”.

أكدت لجنة التحقيق الدولية المشتركة، الخاصة بالبحث في استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، من خلال تقريرها، أن النظام السوري استخدم غاز السارين في مجزرة الكيميائي التي وقعت ببلدة “خان شيخون”، يوم 4 أبريل/نيسان الماضي.

وفي 4 أبريل 2017، قتل أكثر من 100 مدني، وأصيب أكثر من 500 غالبيتهم من الأطفال في هجوم بالأسلحة الكيميائية شنته طائرات النظام على “خان شيخون”، وسط إدانات دولية واسعة.

يعيش اليوم أهالي خان شيخون في المخيمات، عقب سيطرة الميليشيات وقوات النظام على المدينة، ونزوحهم منها، ويمر الرابع من نيسان عليهم في أصعب حال.

يقول من التقيناهم من المدنيين، أن الجريمة مرت دون أن تحرك ضمير العالم وتسعى لمحاسبة المجرم وهذا يزيد من حزنهم،إذ تعد الغازات الكيماوية من أكثر الأسلحة المحرمة دولياً، والتي يعاقب عليها المجتمع الدولي.