Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

ما سبب الانتشار الكثيف لجنود النظام في ديرالزور؟

خاص - SY24

كثفت الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري من دورياتها الراجلة داخل شوارع وأزقة مدينة ديرالزور، وذلك بعد كتابة عبارات رافضة للوجود الإيراني في المنطقة، على جدران المدارس والمنازل  والدوائر الحكومية، حيث قام عناصر الدوريات بإزالتها عن الجدران بشكل فوري.

مصادر محلية في المدينة، قالت إن مجهولين قاموا بكتابة بعض العبارات على جدران مدرسة “حسان العطرة” الابتدائية ومدرسة “البلدية” الإعدادية بالقرب من المركز الثقافي الايراني في حي القصور، إضافة إلى الشارع العام وسط حي الجورة، وعلى بعد عدة أمتار من المربع الأمني الذي يضم أجهزة مخابرات النظام العسكرية والجوية.

وأشارت العبارات الميليشيات الإيرانية تسعى وراء التغيير الديموغرافي في المدينة، عبر توطينها عدد من عائلات مقاتليها الأجانب، لاسيما العراقيين والأفغان، في منازل المدنيين المهجرين من أحياء العمال والحميدية والمطار القديم، مع منعها أصحاب هذه المنازل الأصليين من العودة إليها بشكل نهائي، بعد توجيهها لهم تهماً تتعلق بالتعامل مع المعارضة السورية وتنظيمات جبهة النصرة  وداعش والقاعدة.

بينما اعتبرت بعض هذه العبارات أن الميلشيات الإيرانية المتواجدة في المدينة تقف وراء الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعيشها، بسبب قيامها بفرض إتاوات مالية على جميع السلع والبضائع التجارية  والغذائية التي تدخلها بالتعاون مع الفرق الرابعة في جيش النظام، بالإضافة إلى عملها في تهريب بعض هذه المواد إلى مناطق “قسد” عبر المعابر النهرية غير الشرعية التي تديرها بريف ديرالزور الشرقي.

 

“عمر عبدالقادر”، من أبناء حي الجورة ويعمل في محل لبيع الألبسة في ديرالزور، ذكر أن “النظام أرسل عناصره مع عمال بلدية المدينة إلى حي الجورة في وقت متأخر من ليلة الأمس، وذلك لإزالة بعض العبارات التي طالبت بإخراج المليشيات الايرانية من المنطقة، بالإضافة إلى عبارات أخرى مناوئة للنظام السوري”، على حد قوله.

 

وقال الشاب في حديثه لمنصة SY24، إن “وجود الميليشيات الإيرانية في المدينة أصبح أمراً لا يطاق حتى بالنسبة للموالين للنظام، والذين باتوا يبعدون أبناءهم عن النشاطات التي يجريها المركز الثقافي الإيراني، لأنهم يعلمون أن هذه النشاطات تعني غرس أفكار التشيع المتطرفة لدى هؤلاء الأطفال،  لتجنيدهم لديها في المستقبل القريب”.

 

وأضاف “لم نتفاجئ كثيراً بهذه العبارات كونها ليست المرة الأولى التي نجدها على جدران المنازل والمدارس، ولكنها هذه المرة تحمل رسائل أقوى من سابقاتها كونها كتبت بأكثر من مكان وبالوقت ذاته، الأمر الذي أربك قوات النظام والميليشيات الإيرانية التي سارعت بمسحها”.

يذكر أن ظاهرة كتابة العبارات المناوئة لقوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية باتت تشكل هاجساً لديها، خوفاً من عمليات انتقامية يقودها أبناء المدينة ضد عناصرها الأجانب وعائلاتهم المقيمة ببعض منازل المدنيين المقيمين خارجها، ما دفعها لتشديد الحراسة على مقراتها وتغيير أماكن سكن عائلات مقاتليه الأجانب بشكل دوري ومستمر.

 

وتعيش مدينة ديرالزور حالة من الفلتان الأمني بسبب ارتفاع معدلات الجريمة التي يقف خلفها عناصر الميلشيات الإيرانية وعناصر ميليشيات الدفاع الوطني، الذين يعملون على سلب المدنيين أموالهم وممتلكاتهم الشخصية دون محاسبة من أجهزة النظام العدلية وشرطته المدنية، التي تقف عاجزة أمام النفوذ الكبير الذي تمتلكه هذه الميليشيات داخل المدينة.