Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

لماذا أكملت القوات الروسية بناء الجسر الترابي في ديرالزور؟

خاص - SY24

تواصل القوات الروسية وعبر الفرق الهندسية التابعة لها أعمال بناء الجسر الترابي، الذي بدأت ميليشيا “الحرس الثوري الإيراني” ببنائه قبل عدة أشهر عن طريق شركة “جهاد البناء” الإيرانية، والذي يربط بين مدينة ديرالزور والقرى السبع التي تسيطر الميليشيات الإيرانية والروسية، والمحاذية لمناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” في ريف ديرالزور الشمالي.

 

وتوقفت أعمال البناء من الجانب الإيراني عقب الانتقادات التي تلقوها من القوات الروسية بسبب طريقة العمل البدائية التي تنتهجها هذه الميليشيات في بناء الجسر، واعتمادها على بقايا المنازل والحديد المستعمل وأنابيب النفط القديمة في أعمال ردم أساساته، على الرغم من حصول شركة “جهاد البناء” المنفذة للمشروع على مبالغ مالية ضخمة وصلت لأكثر من 300 مليون ليرة سورية من مجلس محافظة المدينة ومن بعض المنظمات الدولية العاملة في المدينة.

حيث باشرت القوات الروسية، وعبر عدد من المهندسين التابعين لها، بطرح مخططات جديدة للجسر والبدء بإنشاء دعامات حديدية مكان أنابيب النفط القديمة التي استعملتها الميلشيات الإيرانية، وأيضاً قامت بتدعيم الجسر بكميات كبيرة من الاسمنت المسلح وغيرها من مواد البناء الحديثة، في محاولة منها السيطرة بشكل كامل على الجسر، ومنع الميليشيات الإيرانية من استخدامه إلا بعد الاتفاق على صيغة معينة لإدارته.

التنافس الشديد بين ميليشيا الحرس الثوري الإيراني والقوات الروسية على الجسر الترابي يعود إلى المردود المالي الكبير الذي سيتم تحصيله من المواطنين الراغبين باستعماله، وخصوصاً أنه سيفتتح أمام حركة المدنيين بشكل يومي، ما سيؤدي إلى تعطيل حركة العبارات النهرية التي تديرها كلاً من ميليشيا الحرس الثوري الإيراني وميليشيا الدفاع الوطني.

 

في الوقت الذي تحدثت فيه مصادر محلية عن نشاط كبير للقوات الروسية في القرى السبع التي تحتلها بريف ديرالزور الشمالي، على حساب تراجع ملحوظ لنشاط الميليشيات الإيرانية في المنطقة، خصوصاً مع تعرض مواقع هذه المليشيات إلى ضربات جوية متكررة من قبل الطيران الامريكي والاسرائيلي، ناهيك عن عمليات القصف المتبادل بين الطرفين والتي ذهب ضحيتها العشرات من المنتسبين المحليين لهذه الميليشيات.

المصادر ذاتها أكدت قيام عدد من شباب المنطقة المنتسبين لصفوف الميليشيات الإيرانية وميليشيا الدفاع الوطني بالانسحاب من هذه الميلشيات بكل مفاجئ، والتطوع لصالح ميليشيا أسود الشرقية الموالية لموسكو، خوفاً من تعرضهم للقصف من طيران التحالف الدولي، ناهيك عن عدم رغبتهم بالذهاب إلى الخدمة الإلزامية في جيش النظام السوري، بالإضافة إلى الزيادة في قيمة المرتبات الشهرية التي يحصل عليها هؤلاء المنتسبون لصفوف القوات الروسية.

وفي سياق متصل، باشرت القوات الروسية بتقديم سلال غذائية على عدد من المدنيين بقرى الحسينية والصالحية بريف ديرالزور الشمالي، وذلك في محاولة منها التقرب بشكل أكبر من السكان المحليين والتعامل معهم لكسب ودهم، خصوصاً مع تنامي حدة العداء للميليشيات الإيرانية في المنطقة بعد قيام عناصرها بتجاوزات كبيرة وصلت إلى ارتكابهم جرائم قتل وسرقة.

 

وكان أهالي القرى السبع، وهي قرى “حطلة – مراط- مظلوم- طابية- خشام- الصالحية- الحسينية”، والتي تحتلها قوات النظام السوري مع الميليشيات الايرانية والروسية الحليفة لها، كانوا قد خرجوا في مظاهرات حاشدة في قرية العزبة بريف ديرالزور الشرقي الخاضع لسيطرة “قسد”، مطالبين قوات التحالف الدولي بالعمل على طرد هذه الميليشيات من قراهم وإعادتهم إليها بأقرب وقت ممكن.