Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

طبخة واحدة بنصف راتب الموظف في دمشق

خاص - SY24

تغيب أصناف عديدة من الأطعمة والمأكولات عن موائد السوريين في مناطق سيطرة النظام، كانوا قد اعتادوا تحضيرها سابقاً، دون التفكير بتكلفتها، أو إجراء حسابات كثيرة قبل الإقدام على طبخ أكلة معينة فيها لحم وأرز وخضار.

منذ أكثر من عام لم يتذوق “عبدالغني” 40 عام، أحد أبناء الغوطة الشرقية، أكلته المفضلة، وهي طبخة “المقلوبة” التي تعد أكلة شهيرة في دمشق وريفها، تطبخ من الأرز واللحم والباذنجان.

يشرح في حديثه الخاص إلينا، بعد أن أجرى عملية حسابية لتكلفة طبخة “المقلوبة” لعائلته المكونة من سبعة أشخاص حيث قال: إن “الطبخة على أصولها، تحتاج لأقل من كيلو لحمة خاروف، وثمنه قرابة 20 ألف ل.س، و2 كيلو باذنجان وسعرهم 7 ألاف، وكيلو ونصف أرز وسعرهم 10 آلاف، وقليل من الزيت بـ 3 آلاف وقليل من السمنة بـ 3 آلاف أيضاً مع كمية بسيطة من  التوابل الخاصة بها، مع حساب تكلفة الغاز لطهيها بقيمة 7 آلاف”.

أي أن طبخة “المقلوبة” لعائلته وليوم واحد تكلفه قرابة 50 ألف ل.س، أي ما يعادل أكثر من نصف راتب الموظف الحكومي، وهو مايعجز عنه عبد الغني ومئات العائلات أمثاله، الذين أصبحوا يأكلون هم تحضير طبخة معينة، واستغنوا عن معظم وجباتهم المفضلة بسبب الغلاء وارتفاع الأسعار وتدني مستوى دخلهم.

لم تعد وجبات الأرز واللحم من الأكلات الشعبية التي توجد على موائد الفقير والغنى معاً، بل أصبحت من ذكريات الأهالي ورفاهية غابت عن كثير من موائد السوريين بسبب تكلفتها العالية، حتى إمكانية اعتمادهم على الخضار بدل اللحوم، لم تعد متاحة لشريحة واسعة منهم بسبب ارتفاع أسعارها أيضاً.

 “عبد الغني” واحد من آلاف الشباب، يعمل في إحدى المعامل الغذائية، بأجرة يومية لا تتجاوز 9 آلاف ل.س، أي أنه يحتاج راتب عمل عشرة أيام تقريباً، لتأمين تكلفة وجبة غداء ليوم واحد فقط!.

رصدت منصة SY24 في تقارير سابقة لها، ارتفاع الأسعار بشكل كبير في الغوطة الشرقية كباقي مناطق سيطرة النظام، فأصبحت عشرات الأطعمة، التي تعتبر طعام الفقراء والدراويش غائبة عن موائد السوريين، في ظل الغلاء وارتفاع الأسعار الذي ضرب المنطقة قبيل دخول شهر رمضان، بالإضافة إلى تردي الواقع الاقتصادي والمعيشي بشكل عام.

وحذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، قد من التدابير القاسية التي يضطر الأهالي لاتخاذها بسبب الجوع والفقر في سوريا، لا سيما أن العائلات باتت تتخذ قرارات صعبة، مثل تقليص عدد الوجبات، و الاستغناء عن أصناف غذائية ضرورية، وهو ما سيؤدي أو وجود أمراض عدة، منها سوء التغذية الحاد وخاصة عند الأطفال.