Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

كيف يتم تهريب قيادات داعش من سوريا إلى العراق؟

خاص - SY24

أعلنت السلطات العراقية اعتقال 10 أشخاص في صحراء الأنبار بعد ساعات من عبورهم من الأراضي السورية بطريقة غير شرعية، مؤكدةً أن من بين المعتقلين شخص عراقي الجنسية يدعى “عامر الوهيب” وهو شقيق القيادي السابق في تنظيم داعش “شاكر الوهيب”، الذي قُتل بغارة جوية أميركية في محافظة الأنبار العراقية صيف عام 2016.

 

مصادر أمنية عراقية تحدثت عن دخول “الوهيب” إلى الأراضي العراقية عبر أحد المعابر البرية غير الشرعية في مدينة البوكمال، والتي تسيطر عليها شكلياً قوات النظام السوري، وذلك بعد أن وصل إليها قادماً من مناطق سيطرة “قوات سورية الديمقراطية” شرق الفرات، عبر مهربين ينشطون عند المعابر النهرية غير الشرعية بين الطرفين.

 

وأضافت المصادر أن عملية التهريب تمت بالتعاون مع عناصر محليين يتبعون لميليشيا حزب الله العراقية، حيث يقومون بنقل الأشخاص المراد تهريبهم إلى قرية “الهري” بريف البوكمال الشرقي ومنها إلى الأراضي العراقية، عبر معبر السكك البري وبالتعاون مع ميليشيا الحشد الشيعي العراقية، مقابل مبالغ مالية طائلة تصل إلى أكثر من 15 ألف دولار عن كل شخص.

الحدود السورية العراقية، شهدت خلال الـ 48 ساعة الماضية استنفارا غير مسبوق للميليشيات الإيرانية، وخصوصاً في مدينة البوكمال السورية والريف المحيط بها، كما شهدت منطقة المعابر النهرية انتشارا كثيفا لعناصر هذه الميليشيات مع نصب حواجز عسكرية على جميع الطرقات الرئيسية والفرعية في المنطقة، وأطلقت حملة تفتيش دقيقة على هويات المدنيين بحثاً عن مطلوبين لها.

وفي السياق ذاته، نفت مصادر خاصة أن يكون “الوهيب” قد وصل من مناطق سيطرة “قسد” في شرق الفرات إلى مناطق سيطرة النظام عبر المعابر النهرية، مؤكدةً أن عناصر تنظيم داعش الذين تم إلقاء القبض عليهم دخلوا الأراضي العراقية قادمين من منطقة البادية السورية، وذلك بإشراف أجهزة المخابرات السورية والميليشيات الإيرانية، بغرض استخدام هؤلاء العناصر في عمليات إرهابية داخل الأراضي العراقية، أو ليتم نقلهم إلى الأراضي السورية في وقت لاحق.

 

وأكدت المصادر الخاصة، أن عملية إدخال العناصر تمت عبر معبر “الهري” البري غير الشرعي بريف البوكمال وبسرية تامة، وتحت إشراف عناصر ميليشيا الحشد الشيعي العراقية بالتعاون مع عناصر ميليشيا حزب الله العراقية، وذلك لتجميع هؤلاء العناصر مع القادة المشرفين عليهم في صحراء الأنبار تمهيداً لنقلهم إلى مناطق سيطرة “قسد” بريف ديرالزور الشرقي، أو لإعادتهم إلى البادية السورية لاحقاً لتنفيذ أجندات طهران في المنطقة.

 

السلطات الرسمية العراقية اتهمت عناصر الميليشيات الإيرانية بالتعاون مع تنظيم داعش في إدخال عناصرها وقادتها إلى الأراضي العراقية، التي تشهد منذ أسابيع نشاطا كثيفا لعناصر التنظيم، والذين نفذوا عدة هجمات عسكرية على مواقع ونقاط التفتيش التابعة للجيش العراقي في صحراء الأنبار، وقرب مدينة بيجي العراقية، وأيضاً في مثلث المدن السنية العراقية بعقوبة والفلوجة وحديثة غربي العاصمة بغداد.

 

يشار إلى أن هذه العملية الأمنية للسلطات العراقية تأتي بالتزامن مع إصدار المتحدث الرسمي الجديد باسم تنظيم داعش “أبو عمر المهاجر” كلمة صوتية، دعا فيها عناصر التنظيم إلى الثأر لمقتل زعيمه السابق “أبو إبراهيم قرداش”، والمتحدث السابق باسم التنظيم “أبو الحسن المهاجر”، واللذان قتلا في عملية إنزال جوي نفذتها القوات الأمريكية بريف إدلب الشمالي.