Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

انهيار جسور وخسائر بملايين الليرات شرقي سوريا

خاص - SY24

أسفرت الظروف المناخية السيئة التي تشهدها مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية” في شمال شرق سوريا، عن خسائر مادية كبيرة تقدر بملايين الليرات، وذلك نتيجة انقطاع معظم الطرق الواصلة بين قرى وبلدات المنطقة، إضافة إلى انهيار عدد من الجسور التي تربط بينها وتوقف حركة التجارة ونقل الركاب وتعطيل بعض المؤسسات الخدمية، والأضرار المادية التي تعرض لها بعض المزارعون ومربو الماشية.

 

حيث أدت السيول العارمة التي تشكلت بفعل الهطولات المطرية الغزيرة التي شهدتها منطقة البادية في الجزيرة السورية، إلى انهيار عدد من الجسور الواصلة بين محافظات ديرالزور والرقة والحسكة، وتحديدا جسر “الشريدة” شرقي مدينة الرقة، ما تسبب بقطع الطريق بشكل كامل، وسط مناشدات الأهالي لـ “الإدارة الذاتية” بضرورة التدخل وإصلاح الجسر الذي يربط ريف الرقة الشرقي بريف ديرالزور الغربي.

 

فيما أدت العواصف الرملية الشديدة “العجاج” لانعدام الرؤية بشكل كامل في ريف ديرالزور الشمالي، وبشكل خاص عند طريق الخرافي الدولي الذي يصل محافظتي الحسكة ودير الزور، ما تسبب بحدوث عدة حوادث مرورية نتج عنها عدد من الجرحى، ناهيك عن الخسائر المادية التي لحقت بمركبات المدنيين، بالإضافة إلى تعرض مرضى الربو والجهاز التنفسي للاختناق نتيجة الغبار الناجم عن هذه العواصف، ما استدعى نقلهم إلى المراكز الصحية وتقديم الإسعافات الأولية لهم.

 

بينما تسببت هذه العواصف أيضاً بنفوق عدد كبير من الأغنام والماشية وخصوصاً في بلدات النملية والصور والحريجي بريف ديرالزور الشمالي، ما تسبب بخسائر مادية كبيرة لمربي الماشية، وذلك بالإضافة إلى الخسائر التي تعرضوا لها بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف وانعدام المراعي المناسبة لأغنامهم، ما اضطر البعض منهم إلى بيع قسم من الأغنام لشراء العلف لبقية الأغنام.

 

وحمل أهالي المنطقة “الإدارة الذاتية” مسؤولية الخسائر المادية والبشرية التي لحقت بهم جراء هذه العواصف، متهمينها بـ” التقصير في تقديم الخدمات الضرورية لهم وتقديم المساعدة للمتضررين من هذه الظروف المناخية السيئة”، كما طالبوا بـ” تحسين أوضاع المنطقة بشكل عام وتطوير القطاعات الخدمية العاملة فيها وخصوصاً قطاع الصحة”.

 

” مازن الحميد”، من أهالي مدينة ديرالزور ومقيم في مدينة الرقة، ذكر أنه “العواصف والظروف المناخية الأخيرة، كانت من بين الأسباب التي كشفت للجميع عن عجز المؤسسات الخدمية في المنطقة، ما دفع الأهالي للمطالبة بمحاسبة المتقاعسين والمسؤولين الفاسدين في الإدارة الذاتية، وتوظيف أشخاص قادرين على تحسين واقع المنطقة الخدمي”، على حد تعبيره.

 

وقال الشاب في حديثه لمنصة SY24: “صحيح أنه لا علاقة للإدارة الذاتية بالعواصف والسيول العارمة التي أصابت المنطقة، ولكن ضعف القطاع الخدمي وعدم صيانة الصرف الصحي والجسور والطرقات وتأمين الإنارة اللازمة لها، تسبب بوقوع هذه الحوادث والانهيارات والتي أدت إلى شل الحركة بين المدن والبلدات في المنطقة، وبالتالي توقف حرك التجارة والنتيجة الأكيدة هي خسارة المواطنين”.

وأضاف أن “المناشدات تمحورت حول إعادة تأهيل الطرق والجسور بشكل جيد، وعدم تسليمها لمتعهدين لا يملكون أي خبرة في إعادة ترميمها، بالإضافة إلى سن قوانين تحد من قطع الأشجار وزيادة تشجير المنطقة لمنع تشكل الغبار والعجاج، وتقديم الدعم الكافي لقطاع الصحة وغيرها من الخدمات الأساسية التي تفتقر لها المنطقة عموماً”.

والجدير بالذكر أن معظم مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية” شمال شرق سوريا تعاني من انعدام واضح للبنى التحتية، على الرغم من امتلاك “الإدارة” موارد مالية هائلة ناجمة عن تجارة النفط والغاز وغيرها من المواد والمحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية، وسط اتهامات لموظفي هذه المؤسسات بالفساد والسرقة.