Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

الشائعات تغزو الرقة..من يروج لها وما الهدف منها؟

خاص - SY24

تداولت مواقع التواصل الاجتماعي في مدينة الرقة الخاضعة لسيطرة “قوات سورية الديمقراطية”،  خلال الآونة الأخيرة، إشاعات كثيرة تتحدث عن تواجد عصابة محلية تعمل على خطف الأطفال وتهديدهم مقابل فدية مالية تطلبها من ذويهم، ما أثار حالة من الخوف والرعب لدى الأهالي الذين منعوا أطفالهم من الخروج للعب بالشارع خوفا عليهم من هذه العصابة.

من يروج لهذه الإشاعات استعان ببعض الصور القديمة لعدد من الأطفال المفقودين بالإضافة إلى تسجيلات صوتية تم تزويدها بغرض تدعيم إشاعاتهم التي غزت الشارع في مدينة الرقة دون معرفة من يقف وراءها، ما دفع منصة SY24 للتحري عن هذه الإشاعات والغرض من إطلاقها في هذا الوقت بالذات.

حيث لاحقت المنصة إحدى الشائعات التي تتحدث عن خطف طفل يدعى “حسين” من بلدة “حزيمة” بريف الرقة الشمالي وطلب فدية مالية من ذويه مرفقة بمقاطع صوتية تم إرسالها على تطبيق واتس آب، بالإضافة إلى بعض المعلومات الحقيقية عن ذويه وطبيعة عمله من ليثبت أن هذه المعلومات غير صحيحة وأنها مجرد إشاعة.

حسين الهلال”، من سكان قرية حزيمة أكدت لمنصة SY24 أن “الطفل الذي أشيع أنه مخطوف وهناك فدية مقابل إطلاق سراحه هو نفسه ابن أحد أبناء الحي الذي يقطن فيه، والذي لم يتعرض للخطف أو طلب فدية أو شيء آخر، مع العلم أن معظم المعلومات التي ذكرت في تسجيلات الصوت هي حقيقية”.

في حين ذكر الشاب “علاوي العلي” من أبناء قرية “المزيونة” غربي الرقة، “عدم صحة الإشاعات التي تداولتها بعض مواقع التواصل الاجتماعي عن القبض على سيدة خمسينية تعمل على خطف الأطفال وتقطيعهم”، مؤكداً أن السيدة التي يتحدثون عنها هي “إمرأة طاعنة بالسن قُتل أفراد عائلتها جميعاً وتعمل على التسول والبحث في حاويات القمامة لتأمين قوت يومها”.

وفي الوقت الذي تكثر فيه الشائعات عن عصابات خطف الأطفال في مدينة الرقة، ما تزال حالات خطف الأطفال الحقيقية تشكل هاجساً كبيراً لدى الأهالي، وبالذات ما حدث مع الطفلة “شهد الحاتم” 3 سنوات، والتي خطفتها إحدى السيدات وقامت بقتلها بعد طلبها فدية مالية من ذويها، وأيضاً مع الطفل “خليل عبدالرزاق” 5 سنوات، والذي عُثر على جثته مقتولاً طعناً بالسكين داخل إحدى المباني المهجورة في المدينة.

وفي حديثه لمنصة SY24 رجح الطبيب النفسي “سالم خضر،  أن سرعة انتشار الإشاعات الأخيرة كانت بسبب “تجربة حقيقية عايشها وعاينها سُكان مدينة الرقة”، مشدداً على ضرورة عدم الإنصات لمثل هذه الإشاعات التي تهدف بشكل واضح إلى “زرع حالة من الذُعر والرعب في نفوس الناس وتعكير صفو حياتهم”.

وأضاف أن “كثرة الإشاعات ربما تؤدي إلى توقف عجلة الحياة بشكل شبه كامل، وعلى رأسها عدم إرسال الأهالي لأطفالهم للمدارس”.

وتحدثت مصادر محلية عن وقوف تنظيم داعش ومخابرات النظام السوري على حد سواء خلف إطلاق معظم الإشاعات الكاذبة داخل مدينة الرقة، وذلك من أجل خلق حالة من الفوضى في المنطقة وزعزعة استقرارها، وزرع الخوف لدى المدنيين ومنعهم من ممارسة حياتهم بشكل أفضل، بالإضافة إلى حثهم العديد منهم على ترك منازلهم ومغادرة المنطقة بحجة أنها “غير آمنة لهم و لعائلاتهم”.